جاكرتا - (أ ف ب): التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وانغ يي أمس الخميس وحذره من آثار القرصنة الالكترونية، بعد اتهامات جديدة ضد الصين. واللقاء الذي عقد على هامش اجتماع «آسيان» في جاكرتا هو الثاني بين بلينكن ووانغ منذ اجتماعهما في بكين في يونيو بهدف تهدئة التوتر بين القوتين العظميين.
وقال بلينكن لوانغ مبتسمًا «تسرني رؤيتك» وصافحه أمام وسائل إعلام امريكية وصينية في فندق في جاكرتا. واستغرق الاجتماع أكثر من ساعة ونصف. ومضى الاجتماع قدما رغم اعلان مايكروسوفت العملاقة قبل يومين أن قراصنة معلوماتيين صينيين قاموا باستهداف حسابات بريد إلكتروني لعدد من الوكالات الفدرالية ووزارة الخارجية الأمريكية. وأفادت مايكروسوفت هذا الأسبوع أن مجموعة من المقرصنين الصينيين تمكنت من الوصول إلى حوالي 25 منظمة أمريكية لأغراض التجسس.
وقالت وزارة الخارجية إنها رصدت «نشاطا غير طبيعي» لكنها امتنعت عن لوم الصين علنا قائلة إن التحقيق جار. وأعلن مسؤول أمريكي كبير بعدها أن بلينكن حذر وانغ أن واشنطن ستحمّل قراصنة المعلوماتية «مسؤولية» الانتهاكات المفترضة للوكالات الحكومية الأمريكية. وبحسب المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه فإن بلينكن قال «بوضوح أن أي إجراءات تستهدف الحكومة الأمريكية والشركات الأمريكية والمواطنين الأمريكيين تثير قلقنا العميق وسنتخذ الخطوات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عنها».
ولم يصل المسؤول إلى حد القول إن بلينكن اتهم الصين مباشرة بالتورط في ذلك. تأتي محادثات جاكرتا بعد حوالي شهر من زيارة قام بها بلينكن إلى بكين كانت الأولى لوزير خارجية أمريكي منذ نحو خمس سنوات. والتقى بلينكن خلال زيارته الرئيس شي جينبينغ ووزير الخارجية تشين غانغ وكذلك وانغ يي. وقالت بكين وواشنطن إن زيارة بلينكن كانت ناجحة. ويمثل وانغ يي الصين في جاكرتا محل غانغ الذي اعتذر عن المشاركة «لأسباب صحية» وفقا لوزارته.
بعد أشهر من التوتر، تم خلال الأسابيع الماضية تسجيل نشاط دبلوماسي على أعلى المستويات بين الولايات المتحدة والصين رغم الخلافات العميقة. وزارت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين بكين الأسبوع الماضي، حيث التقت العديد من كبار المسؤولين الحكوميين بمن فيهم رئيس الوزراء لي تشيانغ ودعت إلى مزيد من التبادلات والتعاون بين البلدين. وسيزور المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري بكين من الأحد إلى الأربعاء.
ورغم هذه الزيارات التي تشير إلى رغبة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في استقرار العلاقات الثنائية المتوترة، لم تحقق واشنطن حتى الآن أحد أهدافها الرئيسية المتمثل في استئناف الحوار مع الجيش الصيني، وهو أمر يعدّ ضروريا لتجنب أكثر السيناريوهات تشاؤما. كما اعترف مسؤولون أمريكيون أمس الخميس أنه لم يتم إحراز تقدم بشأن استئناف الاتصالات العسكرية بين الجيشين الأمريكي والصيني.
وقال مسؤول أمريكي ثان إن بلينكن أكد خلال لقائه المسؤول الصيني بضرورة استعادتها، مشيرا «إننا نتحمل مسؤولية إبقاء قنوات الاتصال بيننا مفتوحة، بما في ذلك بين جيشينا، وأعتقد أن علينا أن نفعل ذلك على نحو عاجل. لم نحقق ذلك بعد». طالبت الصين أن تقوم الولايات المتحدة برفع العقوبات المفروضة على وزير الدفاع الصيني لي شانغفو كشرط مسبق لاستئناف الحوار. وتم فرض هذه العقوبات بسبب شراء أسلحة من روسيا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك