القاهرة – الوكالات: أطلقت مصر أمس مبادرة جديدة في مسعى جديد لوقف القتال بين الفصيلين المتحاربين في السودان واحتواء الأزمة الإنسانية مستغلة قمة لدول الجوار في احياء الجهود الدولية لاحتواء الحرب.
واتفق زعماء الدول السبع المجاورة للسودان في بيان مشترك على تشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار يكون اجتماعها الأول في دولة تشاد.
كما تم الاتفاق على وضع خطة عمل تنفيذية تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ، لوقف الاقتتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة في تكاملها مع الآليات القائمة بما فيها الإيغاد والاتحاد الإفريقي.
ودعا الزعماء في بيانهم طرفي الصراع إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وناشدوا دول المنطقة ألا يتدخلوا في الصراع واتفقوا على تيسير توصيل المساعدات.
كما حذروا من احتمال تفكك دولة السودان أو «تشرذمها وانتشار عوامل الفوضى بما في ذلك الارهاب والجريمة المنظمة في محيطها». ودعوا المجتمع الدولي إلى الوفاء بالمساعدات التي تم التعهد بها الشهر الماضي.
وكان مصدران أمنيان مصريان قد قالا في وقت سابق إن خطة مصر تستهدف تحقيق وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر وفتح مسارات لنقل المساعدات من خلال عقد اجتماعات مع الجيش وزعماء القبائل مستندة إلى العلاقات طويلة الأمد.
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته بالقمة «ضرورة إعلاء كافة الأشقاء في السودان للمصلحة العليا والعمل على الحفاظ على سيادة ووحدة السودان بعيدا عن التدخلات الخارجية التي تسعى لتحقيق مصالح ضيقة لا تخدم استقرار أو أمن السودان بل والمنطقة».
ورحب بعض الزعماء المشاركين في القمة بالمبادرة المصرية معبرين عن أملهم في الوقت ذاته تنسيقها مع جهود دبلوماسية أخرى.
ودعا رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد إلى موائمة عمليتي القاهرة وجدة مع المبادرة الاقليمية للهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا (إيجاد) التي تم الإعلان عنها في وقت سابق هذا الأسبوع.
وقال أبي «أود أن أؤكد أن مثل هذه العمليات بما في ذلك قمة اليوم يتعين أن تلتئم مع المبادرة الحالية التي وضعتها إيجاد وتلك المدعومة من الاتحاد الإفريقي». ولم يحضر ممثلو قوات الدعم السريع والجيش السوداني القمة لكن الجيش رحب بها من قبل.
ووصف مبعوث الامم المتحدة الى السودان فولكر بيرتس الاربعاء محاولات الوساطة بأنها «دبلوماسية طوارئ». وقال إن قوات طرفي الصراع استخدمت وقف إطلاق النار السابق لتعديل مواقعها.
وأضاف «ما زال كلا الطرفين المتحاربين يعتقد أن بوسعه الانتصار في الحرب لذا يقبلان المبادرات الدبلوماسية حين يعتقدان أنها قد تساعدهما في تحقيق أهدافهما».
يشار إلى أنه سبق أن أُعلنت هدن عدّة منذ اندلاع النزاع بين الجيش وقوات الدعم، معظمها برعاية سعودية وأمريكية، لكن لم يتم الالتزام بها كليا على الأرض.
ومنذ تفجر القتال في 15 أبريل الماضي، تشهد الخرطوم ومناطق سودانية عدة، معارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوّات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، فشلت معها كل مساعي الحل والغالبية العظمى من اتفاقات وقف النار.
فيما زاد النزاع حدّة الأزمات التي يعانيها السودان، إحدى أكثر دول العالم فقرا حتى قبل المعارك، وأثّر في مجمل مناحي حياة سكّانه الذين يُقدّرون بأكثر من 45 مليون نسمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك