جنين - الوكالات: تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في أول زيارة له لمدينة جنين ومخيمها منذ أكثر من عشر سنوات إعادة الإعمار «فورا» بعد الدمار الواسع الذي خلفه العدوان الإسرائيلي الأسبوع الماضي والذي أسفر عن استشهاد 12 فلسطينيا ومقتل جندي إسرائيلي.
ووصف عباس المخيم الواقع في الضفة الغربية المحتلة بأنه «أيقونة للنضال والصمود والتحدي»، مؤكدا: «جئنا لنقول إننا سلطة واحدة، دولة واحدة، قانون واحد، وأمن واستقرار واحد، وسنقطع اليد التي ستعبث بوحدة شعبنا وأمنه».
وجدد عباس تأكيده أن «القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية».
وتجمع مئات من الفلسطينيين عند مدخل المخيم حيث ألقى عباس كلمته أمام مطعم محترق تضرر نتيجة العدوان الأخير.
وتوشح الرئيس بكوفية فلسطينية وحمل أغصان زيتون بيده اليسرى، وقال: «سنبقى صامدين فوق أرضنا ولن نرحل».
ووضع عباس إكليلا من الزهر على ضريح شهداء العدوان الذين دفن معظمهم في قبر واحد.
ورافق عباس في الزيارة كل من رئيس الوزراء محمد اشتية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج وغيرهم من الوزراء والقادة في حركة فتح.
وأطلق الرصاص عقب انتهاء زيارة عباس ومغادرته المخيم، بحسب مراسل فرانس برس.
وكان عباس قد وصل أمس بمروحية حطت قرب المخيم، على ما أكد مراسلو وكالة فرانس برس.
ونادرا ما يغادر الرئيس الفلسطيني مقر إقامته في مدينة رام الله للقيام بزيارات داخلية.
وزار عباس جنين المرة الأخيرة في عام 2012، ولكنه لم يتوجه إلى المخيم.
وتأتي زيارة عباس للمخيم الذي يقطنه 18 ألف نسمة بعدما عبّر محتجون من المخيم عن غضبهم خلال تشييع شهداء العدوان الإسرائيلي الذي استمر 48 ساعة.
ودفع المشيعون الغاضبون مسؤولين كبارا في حركة فتح التي يتزعمها عباس إلى مغادرة المخيم، بينهم نائب رئيس الحركة القيادي البارز محمود العالول في خطوة أثارت جدلا واتهمت فتح حركة حماس بالوقوف وراء ذلك.
من جهته، قال أمين سر حركة فتح في مخيم جنين عطا أبو ارميلة أمس إن «زيارة الرئيس هي رسالة قوية ومهمة بأنه يقف مع الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال، وتأكيدا على إعادة إعمار المخيم الذي دمره الاحتلال».
وأعلنت الحكومة الفلسطينية عملية إعادة اعمار المخيم في اليوم التالي لانسحاب الجيش الإسرائيلي منه.
وكانت بعض الدول العربية قد أعلنت تقديمها مساعدات لمخيم جنين في أعقاب العدوان.
وقال رشيد منصور عضو لجنة الإعمار المكلفة بالمتابعة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر 60 منزلا بشكل كلي و170 إلى 200 منزل بشكل جزئي.
وقال منصور: «همنا الأول إعادة إسكان أصحاب هذه المنازل»، مشيرا إلى وجود «رضى عن عملية الإعمار التي بدأت مباشرة بعد انسحاب قوات الاحتلال».
وقال الخبير السياسي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية هيو لوفات إن زيارة عباس هدفها «الظهور أمام الكاميرا، يريد عباس أن يبدو أنه وسلطته الفلسطينية يسيطران بقوة على جنين». وأوضح لوفات: «قيامه بزيارة نادرة خارج المقاطعة لن تفعل الكثير لإعادة تموضع السلطة الفلسطينية في ضوء أزمة الشرعية المتفاقمة التي تواجهها وصعود الجماعات الفلسطينية المسلحة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك