بكين - (أ ف ب): وصلت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أمس الخميس إلى بكين في زيارة تهدف إلى تحسين العلاقات التجارية التي زعزعها التنافس المتزايد بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. هبطت طائرة يلين في العاصمة الصينية حوالي الساعة 17:00 (9:00 بتوقيت جرينتش) كما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس. والزيارة التي تستمر حتى الأحد هي الأولى ليلين للصين منذ تعيينها في منصبها، وتأتي بعد بضعة أسابيع من زيارة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وأبدت يلين في السابق نيتها زيارة الصين، غير أن المشروع أحيط بشكوك مع عودة التوتر بين البلدين في مطلع العام بعدما رصدت الولايات المتحدة منطاد مراقبة صينيا فوق أراضيها وأسقطته. وستسعى يلين خلال زيارتها لتعزيز التواصل بين البلدين وتفادي سوء الفهم المتبادل وتوسيع التعاون حول مواضيع على ارتباط بالاقتصاد العالمي والاحترار وأزمة الديون في الدول الناشئة والنامية، بحسب ما أفادت الوزارة.
وغالبا ما تشكل هذه اللقاءات مناسبة لبحث آفاق النمو بين الدول الشريكة والخصمة، وتقوم يلين بزيارتها على خلفية انتعاش اقتصادي صعب من الجانب الصيني وزيادة في معدلات الفائدة من الجانب الأمريكي. سيستقبل رئيس الوزراء الصيني لي كيانغ اليوم الجمعة يلين وستجري محادثات مع نائب رئيس الوزراء السابق ليو هي، وستشارك في عشاء ينظمه الحاكم السابق للبنك المركزي الصيني تشو تشياوشوان كما أعلن مسؤول كبير في وزارة الخزانة للصحفيين رافضا الكشف عن اسمه.
يراهن المحللون أيضا على محادثات مع نائب رئيس الوزراء الصيني الجديد هي ليفينغ الذي عين في مارس الماضي. ورأت نائبة رئيس معهد جمعية آسيا للسياسة وندي كاتلر ردا على أسئلة وكالة فرانس برس أن «قضاء يلين أربعة أيام في بكين على ضوء كل الضغوط الأخرى الداخلية والدولية التي تواجهها، يشير إلى الأهمية التي تعلقها على هذه الزيارة». ولئن كانت المواضيع الخلافية كثيرة من الجانبين مع هامش تحرك ضئيل لتعديل سياسات البلدين، فإن كاتلر أوضحت أن الزيارة ستسمح بإرساء قواعد تعاون للمستقبل. من جانب آخر، تندرج الزيارة برأي الباحثة في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة ليندسي غورمان ضمن الجهود الأمريكية من أجل «إعادة إرساء» العلاقة بين القوتين الكبريين سواء دبلوماسيا أو على أصعدة أخرى. وأوضحت الباحثة أنه «ينبغي الأخذ بالواقع الجديد لهذه المنافسة الاستراتيجية»، مشيرة إلى أن يلين لم تتطرق حتى الآن إلى المنافسة إلا في المسائل التي تمتّ إلى الأمن والقيم مثل حقوق الإنسان.
وأكدت غورمان لوكالة فرانس برس أن الرسالة التي توجهها الولايات المتحدة قد تكون «العنصر الأهم» في زيارة يلين. وتوقعت أن تكون مسائل القيود المفروضة على صادرات المنتجات التكنولوجية وتدابير المنافسة «التي تهيمن حاليا على الأجندة السياسية» في صلب المحادثات مع ضرورة «توضيح الهدف الحقيقي خلف هذه الإجراءات وشرحه».
وتأكيدا للتحديات بوجه يلين، أوردت صحيفة وول ستريت جورنال أن الإدارة الأمريكية تنظر في الحد من إمكانية وصول الشركات الصينية إلى الخدمات السحابية التي توفرها شركات أمريكية مثل أمازون ومايكروسوفت.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك