بغداد - د.حميد عبدالله:
كشفت مصادر مقربة من الهيئة التنسيقية للفصائل الشيعية المسلحة عن حوارات سرية جرت بين رئيس فيلق القدس اساعيل قاآني وعدد من قادة الفصائل الشيعية المسلحة في العراق.
وبينت المصادر لـ(اخبار الخليج) ان قاآني اقترح على الفصائل الإعلان عن نزع أسلحتها في الظرف الراهن ليتسنى لطهران المضي قدما في توقيع اتفاق نووي جديد مع واشنطن الا ان بعض قادة تلك الفصائل رفضوا المقترح الإيراني. وتأتي خلفية طلب قاآني على رؤية إيرانية بإظهار طهران كطرف محايد في الصراع السياسي داخل العراق لايصال رسالة الى المجتمع الدولي مفادها ان السلاح خارج سيطرة الدولة العراقية ليس شأنا إيرانيا، وان طهران تحرص على تحويل الفصائل الى أحزاب سياسية منزوعة السلاح لخوض الانتخابات الى جانب الأحزاب السياسية الشيعية المدعومة من إيران.
المصادر ذاتها كشفت عن انزعاج المسؤولين الإيرانيين من رفض بعض قادة الفصائل نزع أسلحتها، مؤكدة ان قاآني قدم تقريرا للمرشد الإيراني يشكو فيه من بعض قادة المليشيات الذين ظلوا متمسكين بأسلحتهم بما تفسره إيران بـ(التمرد) على اوامرها وتعليماتها. وتؤكد ايران للمسؤولين العراقيين الذين تلتقيهم ان لا علاقة لها بالسلاح المنفلت، وان وجود المليشيات شأن عراقي فيما تمتلك الأجهزة الأمنية العراقية وثائق تثبت الدعم الإيراني لتلك الفصائل بالأسلحة فضلا عن توفير غطاء سياسي لعملها.
وتشكل الفصائل المسلحة الركيزة الأساسية لهيكلة الحشد الشعبي الذي تأسس بفتوى من المرجع السيستاني قبل ان تحوله الأطراف المرتبطة بإيران الى مؤسسة حكومية نافذة بصلاحياتها وامكانياتها المالية واللوجستية. من جهته يتعامل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع الفصائل المسلحة بصفتها الاذرع العسكرية لقوى الإطار التي اوصلته للسلطة وبالتالي فليس من الوارد في برنامجه الحكومي تفكيك أسلحة الفصائل الا اذا حظيت خطوته بدعم امريكي وايراني.
ويرجح مراقبون في بغداد ان تواصل إيران ضغطها على الفصائل المسلحة كلما اقتربت فرصة التفاهم بين طهران وواشنطن على اتفاق نووي يحفظ لإيران الحد الأدنى من مطالبها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك