جنين - الوكالات: انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس من جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة بعد عدوان واسع استمر يومين واستشهد فيه 12 فلسطينيا وقتل جندي إسرائيلي.
بعد ظهر أمس خرج آلاف من الفلسطينيين لتشييع جثامين تسعة استشهدوا خلال العدوان في مقبرة الشهداء في المخيم. بينما نقلت ثلاثة جثامين لدفنها في قرى في ريف جنين.
وهتف المشاركون «بالروح بالدم نفديك يا شهيد» ولفت جثامين بأعلام فلسطينية واعلام حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
كما قاطع محتجون غاضبون كلمة ألقاها نائب رئيس حركة فتح محمود العالول خلال التشييع وطالبوا بمغادرته المخيم مع مسؤولين آخرين من حركة فتح، بحسب مقطع فيديو انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
شن الإحتلال فجر الاثنين أوسع عملية له منذ سنوات عدة في الضفة الغربية المحتلة شارك خلالها عدد كبير من الجنود والمدرعات بمؤازرة مسيّرات شنت هجمات جوية وجرافات عسكرية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن العدوان الإسرائيلي أسفر عن سقوط «12 شهيدا، بينهم خمسة فتيان، وأكثر من 140 إصابة، بينها نحو 30 إصابة حرجة».
بدوره أكد الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده «بالرصاص الحي» مساء الثلاثاء خلال العملية.
وفي المخيم، تفقد السكان الدمار الواسع النطاق الذي خلفه الإحتلال حيث دمرت جدران مبان أو أحدثت فيها فجوات وتُركت السيارات كتلًا محطمة وتناثرت أغطية الرصاص الفارغ والزجاج المكسور في الشوارع.
وتسببت العملية العسكرية بنزوح ما لا يقل عن 3000 من سكان المخيم. وفتحت المدارس والكنائس في محيط جنين أبوابها لإيوائهم.
وقال رئيس بلدية جنين نضال ابو صالح لوكالة فرانس برس ان «الاخطر هو ما حدث داخل المخيم حيث لا كهرباء ولا ماء ولا طرق لمن يحتاجون للذهاب الى المستشفى».
وقال عماد جبارين أحد الذين غادروا المخيم الذي انتشرت فيه الأنقاض، «دمرت جميع جوانب الحياة، لا كهرباء ولا اتصالات... نحن معزولون عن العالم إلى حد ما».
ودانت وزيرة الصحة الدكتورة مي الكيلة «تصعيد قوات الاحتلال واستهدافها للمرافق الطبية والمستشفيات وطواقم الإسعاف في مدينة جنين». وقالت «إن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى جنين الحكومي وأطلقت النار داخل ساحته ما أدى إلى وقوع 3 إصابات بينها إصابتان خطيرتان، وكذلك اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى ابن سينا بالمدينة».
نددت جمعية «الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال» في بيان بـ«قتل اربعة أطفال فلسطينيين في جنين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها الأخير على المدينة ومخيمها الذي استمر ليومين».
كما نددت جمعية أطباء بلا حدود الخيرية الطبية بإطلاق القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع داخل مستشفى خليل سليمان في جنين ووصفته بأنه «غير مقبول».
ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية التصعيد بأنه «حرب مفتوحة على أهالي جنين».
وأمس شوهدت ارتال مدرعات جيش الإحتلال تنسحب من جنين ومخيمها اللذين اتشحا بالسواد جراء الدخان الكثيف الذي غطى المباني التي لحقت أضرار بعدد كبير منها.
فجر أمس، شنت إسرائيل غارات جوية على قطاع غزة بعدما اعترضت خمسة صواريخ أطلقت باتجاهها من القطاع. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية أن الغارة استهدفت موقعا عسكريا لحركة حماس في شمال غزة من دون وقوع إصابات.
من جهته قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية «بعد دحر الاحتلال من جنين. كل الخيارات لإسناد جنين كانت على الطاولة... أوصلنا رسائل واضحة للعدو... بأن المقاومة في الساحات كافة ليست في منأى عما يجري، وعلى العدو أن يوقف عدوانه فوراً».
وحيت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي «ابطال معارك جنين». وقالت «ان كتيبة جنين تتحدى المؤسسة الأمنية ورقابتها العسكرية بالكشف عن عدد القتلى والجرحى وما حصل مع جنوده... وهو يعلم تماماً عن ماذا نتحدث».
وكان وزير الطاقة والبنى التحتية يسرائيل كاتس هدد الاثنين عبر القناة 12 مع انطلاق العملية في جنين باغتيال قادة حماس والجهاد في حال إطلاق قذائف صاروخية من القطاع باتجاه إسرائيل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك