العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

فرنسا تشهد ليلة هادئة نسبيا مع استمرار القلق من وقوع اضطرابات

الثلاثاء ٠٤ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

باريس‭ - (‬رويترز‭): ‬احتشد‭ ‬مواطنون‭ ‬رافضون‭ ‬لأعمال‭ ‬الشغب‭ ‬أمام‭ ‬مقار‭ ‬البلديات‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬فرنسا‭ ‬أمس‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬موجة‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬بعد‭ ‬مقتل‭ ‬شاب‭ ‬فرنسي‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬شمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬برصاص‭ ‬شرطي‭. ‬

وألقت‭ ‬الشرطة‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬160‭ ‬شخصا‭ ‬الليلة‭ ‬قبل‭ ‬الماضية‭ ‬مما‭ ‬منح‭ ‬حكومة‭ ‬الرئيس‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬فرصة‭ ‬لالتقاط‭ ‬الأنفاس‭ ‬في‭ ‬معركتها‭ ‬لاستعادة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬بعد‭ ‬أشهر‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬احتجاجات‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬على‭ ‬تعديلات‭ ‬لم‭ ‬تحظ‭ ‬بشعبية‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬التقاعد‭ ‬وقبل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬استضافة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭. ‬

وأججت‭ ‬وفاة‭ ‬نائل‭ (‬17‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬جزائري‭ ‬مغربي،‭ ‬شكاوى‭ ‬قديمة‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الدخل‭ ‬المنخفض‭ ‬والأعراق‭ ‬المختلطة‭ ‬والمنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬بأن‭ ‬الشرطة‭ ‬تمارس‭ ‬العنف‭ ‬والعنصرية‭ ‬الممنهجة‭ ‬داخل‭ ‬أجهزة‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭. ‬

ومنذ‭ ‬مقتل‭ ‬نائل‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي،‭ ‬أضرم‭ ‬مثيرو‭ ‬الشغب‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬سيارات‭ ‬ونهبوا‭ ‬متاجر‭ ‬واستهدفوا‭ ‬مقار‭ ‬بلديات‭ ‬وبنايات‭ ‬أخرى‭ ‬تابعة‭ ‬للدولة‭. ‬واشتعلت‭ ‬بؤر‭ ‬للتوتر‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬باريس‭ ‬ومرسيليا‭. ‬

وتحَول‭ ‬ما‭ ‬بدأ‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬انتفاضة‭ ‬في‭ ‬الضواحي‭ ‬إلى‭ ‬فيض‭ ‬من‭ ‬الكراهية‭ ‬والغضب‭ ‬تجاه‭ ‬الدولة‭. ‬

غير‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الاضطرابات‭ ‬لم‭ ‬تدفع‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬نمو‭ ‬الغضب‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬عرقي‭ ‬رغم‭ ‬وقوع‭ ‬اضطرابات‭ ‬بسبب‭ ‬حوادث‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬غربية‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬احتجاجات‭ ‬جماعة‭ (‬بلاك‭ ‬لايفز‭ ‬ماتر‭) ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬وقوع‭ ‬أعمال‭ ‬شغب‭ ‬لأسباب‭ ‬عرقية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭. ‬

وأشارت‭ ‬الحكومة‭ ‬الفرنسية‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بأصابع‭ ‬الاتهام‭ ‬إلى‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬لذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المنخفض‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬الحضرية،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬اعتقاد‭ ‬الدولة‭ ‬بأن‭ ‬المواطنين‭ ‬متحدون‭ ‬تحت‭ ‬هوية‭ ‬فرنسية‭ ‬واحدة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬أعراقهم‭. ‬

وانتقد‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬جيرالد‭ ‬دارمانان‭ ‬الأسر‭ ‬التي‭ ‬سمحت‭ ‬لأطفالها‭ ‬بإحداث‭ ‬فوضى‭ ‬في‭ ‬الشوارع،‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬متوسط‭ ‬أعمار‭ ‬من‭ ‬ألقت‭ ‬الشرطة‭ ‬القبض‭ ‬عليهم‭ ‬كان‭ ‬17‭ ‬عاما‭ ‬وإن‭ ‬بعضهم‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬عمره‭ ‬12‭ ‬عاما‭. ‬

وأضاف‭ ‬دارمانان‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬رانس‭ ‬‮«‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬متروكا‭ ‬للشرطة‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬الدرك‭ ‬أو‭ ‬رئيس‭ ‬البلدية‭ ‬أو‭ ‬الدولة‭ ‬لحل‭ ‬مشكلة‭ ‬إضرام‭ ‬من‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬12‭ ‬عاما‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭. ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بمسألة‭ ‬سلطة‭ ‬الوالدين‮»‬‭. ‬

وقالت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬إن‭ ‬157‭ ‬شخصا‭ ‬اعتقلوا‭ ‬خلال‭ ‬الليل،‭ ‬مقارنة‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬في‭ ‬الليلة‭ ‬السابقة‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬1300‭ ‬مساء‭ ‬الجمعة‭. ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬أصيبوا‭ ‬فيما‭ ‬لحقت‭ ‬أضرار‭ ‬بنحو‭ ‬300‭ ‬مركبة‭ ‬بسبب‭ ‬النيران‭. ‬

ودعا‭ ‬أقارب‭ ‬نائل‭ ‬مثيري‭ ‬الشغب‭ ‬إلى‭ ‬التزام‭ ‬الهدوء‭. ‬

في‭ ‬بلدة‭ ‬بيرسان‭ ‬جنوبي‭ ‬باريس،‭ ‬حيث‭ ‬حطم‭ ‬مثيرو‭ ‬الشغب‭ ‬نوافذ‭ ‬مقر‭ ‬البلدية‭ ‬وألحقوا‭ ‬أضرارا‭ ‬بواجهته‭ ‬في‭ ‬هجوم‭ ‬متعمد‭ ‬بإضرام‭ ‬النار،‭ ‬ندد‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬المحليين‭ ‬بالاضطرابات،‭ ‬وهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬‮«‬تجمعات‭ ‬المواطنين‮»‬‭ ‬المماثلة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬أمس‭.  ‬وقال‭ ‬رئيس‭ ‬البلدية‭ ‬فالنتان‭ ‬راسيوفيل‭ ‬لهم‭ ‬‮«‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬المدن‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية،‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬فرنسا،‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭. ‬دعوا‭ ‬هؤلاء‭ ‬المخطئين‭ ‬يسمعون‭ ‬كلمتكم‭ ‬ويعلمون‭ ‬أن‭ ‬الكراهية‭ ‬لن‭ ‬تسود‭ ‬أبدا‮»‬‭.  ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬أسوأ‭ ‬أزمة‭ ‬يواجهها‭ ‬ماكرون‭ ‬منذ‭ ‬احتجاجات‭ ‬‮«‬السترات‭ ‬الصفراء‮»‬‭ ‬في‭ ‬2018‭-‬2019‭ ‬والتي‭ ‬اندلعت‭ ‬بسبب‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود‭ ‬لكنها‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬احتجاج‭ ‬مناوئ‭ ‬لماكرون‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقا‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا