نانتير - الوكالات: هوجم في فرنسا أمس منزل رئيس بلدية في حادث لقي تنديدا واسعا، وذلك بعد ليلة خامسة من أعمال الشغب التي سجلت تراجعا مقارنة بالليلة السابقة.
قال رئيس بلدية لاي-لي-روز جنوب باريس فنسان جانبران صباح أمس إن «مشاغبين» اقتحموا فجرا منزله بسيارة أثناء تواجد زوجته وولديه، قبل إضرام النيران بهدف إحراقه. وأوضح على تويتر أن ما جرى «محاولة اغتيال جبانة بدرجة لا توصف»، بينما كان موجودا في بلدية البلدة التي يقطنها نحو 30 ألف نسمة.
وأشار مقربون من المسؤول المنتمي إلى حزب «الجمهوريين» (يمين معارض) لفرانس برس الى أن زوجته أصيبت بجروح في ركبتها، بينما تعرض أحد ولديه لإصابة طفيفة أثناء محاولة الفرار من المعتدين.
ومع تزايد الهجمات على رؤساء البلديات ومسؤولين منتخبين في فرنسا، أكدت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن أمس من لاي-لي-روز أن الحكومة «لن تتسامح مع أي عنف»، وأنه سيتم تطبيق «أقصى درجات الحزم» في العقوبات.
كما أطلق رئيس رابطة رؤساء البلديات في فرنسا ديفيد ليسنار دعوة للمسؤولين المنتخبين والمواطنين للتجمع اليوم أمام البلديات في أنحاء البلاد. وأكد ليسنار أن «150 مقر بلدية أو مبنى بلديا هوجم منذ الثلاثاء».
كما أعلنت وزارة الداخلية استهداف عشرة مراكز شرطة وعشر ثكنات للدرك وستة مراكز شرطة ليل السبت إلى الأحد. وتم توقيف 719 شخصا في البلاد بتهمة حيازة أدوات يمكن استخدامها أسلحة أو مقذوفات.
واستُهدف شرطي بطلق ناري أصاب سترته الواقية أثناء أعمال عنف في نيم ليل الجمعة السبت التي تخطى عدد الموقوفين خلالها 1300، وهو رقم قياسي منذ اندلاع أعمال الشغب الثلاثاء.
ويواجه القضاء الفرنسي سيلا من الإجراءات الجنائية التي تستهدف أشخاصا يشتبه في أنهم من مثيري الشغب، ما يضع محاكم المدن الكبرى تحت الضغط.
وكتب وزير الداخلية جيرالد دارمانان في تغريدة: «ليلة أكثر هدوءا بفضل العمل الحازم لقوات حفظ الأمن».
وأكدت وزارة الداخلية أمس إصابة 45 عنصرا من الشرطة والدرك بجروح، وإضرام النيران في 577 عربة و74 مبنى، وتسجيل 871 حريقا على طرق.
وعمدت الوزارة لليلة الثانية على التوالي الى تعبئة 45 ألف عنصر من قوات الشرطة والدرك، بينهم سبعة آلاف في باريس وضواحيها، إضافة الى تعزيزات أمنية في مدن مثل مرسيليا وليون وغيرها من الأنحاء التي تعرضت مدى الليالي الأربع الماضية لأعمال شغب ونهب وتخريب.
وتمّ الإبلاغ عن عدد محدود من الحوادث ليل السبت الأحد في مدينتي مرسيليا وليون، الأكبر في فرنسا بعد العاصمة.
في مرسيليا التي شهدت ليل الجمعة السبت حوادث كبرى وعمليات نهب، عمل جهاز أمني ضخم ليل السبت الأحد على تفريق مجموعات من الشباب كان عددهم أقل من اليوم السابق.
ونشرت أجهزة إنفاذ القانون أعدادا من القوات الخاصة للشرطة والدرك، قامت بتفريق مجموعات من الشبان أثارت الفوضى في المدينة الجنوبية.
من جهتها، دعت القنصلية الصينية في مرسيليا مواطنيها منذ السبت «إلى تجنب المناطق التي تشهد تظاهرات واشتباكات». وذكرت وسائل إعلام صينية رسمية أن حافلة تقلّ سياحا صينيين استهدفت بالحجارة الخميس. وقال مصدر في شرطة مرسيليا لوكالة فرانس برس إن مثيري الشغب طوقوا الحافلة قبل أن تتدخل الشرطة وتنهي الاعتداء.
قضى نائل برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة أثناء عملية تدقيق مروري في ضاحية نانتير غرب باريس. ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عاما تهمة القتل العمد.
وأثار مقتل الشاب صدمة في فرنسا وصل صداها إلى الجزائر التي تتحدر منها عائلته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك