نيروبي - (أ ف ب): لقي 52 شخصاً على الأقلّ مصرعهم في حادث مروري وقع في غرب كينيا مساء الجمعة عندما اصطدمت شاحنة بحافلات للركاب ودهست مارة في طريق مزدحم، في حين استأنفت فرق الإنقاذ عملها صباح أمس السبت. ووقع الحادث -وهو من الأسوأ في كينيا منذ سنوات عدة- عندما فقد سائق الشاحنة السيطرة على مركبته التي اصطدمت بآليات أخرى في طريق مكتظ، على ما أفادت الشرطة المحلية.
وقال المسؤول في الشرطة جيفري مايك لوكالة فرانس برس إنّ «الحصيلة ارتفعت إلى 52 قتيلاً بعدما توفي ثلاثة جرحى متأثّرين بإصاباتهم». وقال وزير النقل كيبشوميا موركومين لصحفيين عند تفقده موقع الحادث إنّه سيتمّ في الحال اتّخاذ إجراءات أمنية جديدة بعد هذه الكارثة «الرهيبة» و«المؤلمة». وأضاف أنّ «التحقيقات بدأت لتحديد سبب الحادث لكننا نحضّ السائقين على توخّي الحذر واحترام قواعد السير»، مشيراً إلى أنّ الشاحنة كانت في طريقها إلى رواندا.
وأوضح عبدي حسن مفوض الشرطة المحلية في منطقة ريفت فالي صباح أمس السبت أنّ «عمليات البحث استؤنفت، ونريد إخراج جثّتين لا تزالان عالقتين في الحطام. ولا نعرف إذا كانت ثمّة جثث أخرى». وأضاف أنّ أكثر من 30 شخصاً أصيبوا بجروح بعدما اصطدمت الشاحنة بسيارات وحافلات صغيرة ودراجات نارية وأكشاك في السوق. وكانت السلطات أفادت ليل الجمعة السبت بمقتل ما لا يقل عن 48 شخصا ولم يعرف مصير سائق الشاحنة في الحال، لكنّ قناة «سيتيزن تي في» التلفزيونية أكّدت أنّه في عداد القتلى.
وفي تغريدة، قدّم الرئيس الكيني وليام روتو تعازيه إلى عائلات الضحايا. وكتب: «من المفجع أن نرى بين القتلى شبابا كان أمامهم مستقبل زاهر وتجار كانوا يقومون بنشاطهم اليومي». وقال إريك موتاي حاكم ولاية كريشو في منشور على فيسبوك: «قلبي محطّم». وأضاف: «قلبي ينفطر على العائلات التي فقدت للتوّ أحبّاءها»، مشدّداً على أنّها «لحظة قاتمة لأبناء منطقة كيريشو» الجبلية المعروفة بمزارع الشاي الكبيرة. وعبر شبكات التواصل الاجتماعي كثرت الرسائل المرفقة بشمعة إلى جانب اسم «لوندياني» حيث وقعت الفاجعة.
ووقع الحادث قرابة الساعة 18:30 بالتوقيت المحلي (الساعة 15:30 بتوقيت جرينتش) على طريق سريع يربط بين مدينتي كيريشو وناكورو في غرب البلاد ويشهد حركة نشطة جدا.
وأوضح قائد الشرطة المحلية في منطقة ريفت فالي توم مبويا أوديرو أن سائق الشاحنة المتجهة إلى كوريشو «فقد السيطرة عليها واصطدم بثماني مركبات وعدة دراجات نارية وبأشخاص كانوا على جانب الطريق». وكان الصليب الأحمر الكيني الذي أرسل سيارات إسعاف ومسعفين إلى مكان الحادث قد أفاد خلال الليل بأنّ الأمطار الغزيرة تعيق عمليات الانقاذ.
وقالت مورين جيبكويش التي شهدت الحادث: «كانت الشاحنة تسير بسرعة كبيرة ويطلق سائقها البوق»، مضيفة: «حاول تجنّب سيارات عدة قبل أن ينتهي به المطاف في السوق». ومضت تقول: «سمعت أشخاصا يقولون إنّ خللا طرأ على فرامل الشاحنة لكني أجهل إن كان ذلك صحيحاً». وأضاف الشاهد الآخر جويل روتيش: «وقع الحادث بسرعة كبيرة ولم يتمكن كثيرون من الفرار». وأوضح: «حصلت فوضى كبيرة وكان الناس يصيحون ويركضون في كل الاتجاهات».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك