نانتير – الوكالات: جرت أمس مراسم تشييع الشاب البالغ 17 عاما الذي قتل برصاص شرطي فرنسي بمشاركة شعبية واسعة، فيما تواصلت أعمال الشغب لليلة الرابعة على التوالي مع أعمال نهب ومواجهات في أرجاء فرنسا تخللها توقيف أكثر من ألف شخص.
وقتل نائل م. (17 عاما) وهو من أصل جزائري-مغربي برصاص الشرطة يوم الثلاثاء عند نقطة تفتيش مروري بضاحية نانتير، حيث توقفت حركة الحافلات وعم الهدوء المنطقة صباح أمس بعد وقوع المزيد من الشغب خلال الليل.
واصطف عدة مئات لدخول مسجد نانتير الكبير الذي كان يحرسه متطوعون يرتدون سترات صفراء بينما تابع المشهد بضع عشرات من المارة من الجانب الاخر من الشارع.
وانتظم المشيعون في الشارع لأداء صلاة الجنازة.
وقالت سلسبيل وهي شابة من أصل عربي لرويترز انها جاءت للتعبير عن دعمها لأسرة نائل. وأضافت «أعتقد أنه من المهم أن نقف جميعا معا».
وقالت ماري (60 عاما) انها عاشت في ضاحية نانتير مدة 50 عاما وان المشكلات مع الشرطة هناك دائمة. وأضافت «يجب أن يتوقف ذلك تماما. الحكومة منفصلة تماما عن واقعنا».
وأذكت وفاة الشاب التي رصدتها احدى الكاميرات شكاوى قديمة من المناطق الحضرية التي يقطنها أصحاب الدخل المنخفض والاعراق المختلطة بأن الشرطة تمارس العنف والعنصرية.
وقال شاب طلب عدم نشر اسمه «اذا كان لون بشرتك غير مناسب، فان الشرطة ستكون أكثر خطورة عليك» مضيفا أنه كان من أصدقاء نائل.
وأثار مقتل نائل م. المتحدر من أصول جزائرية، الجدل من جديد بشأن عنف الشرطة والعنصرية في فرنسا حيث قتل 13 شخصا في عام 2022 بعد رفضهم الامتثال لأوامر الشرطة.
ونشرت فرنسا 45 ألف شرطي ودركي مدعومين بآليات مدرعة لضبط أعمال الشغب التي اندلعت إثر مقتل الشاب وتواصلت في الكثير من الأحياء الشعبية في البلاد ليل الجمعة السبت مع «تراجع حدتها» بحسب وزارة الداخلية.
إلا أن الحصيلة تبقى مرتفعة. فقد أوقفت الشرطة 1311 شخصا، بارتفاع ملحوظ عن عدد الذين تم توقيفهم في الليلة السابقة وبلغ 875 شخصا. وأوضحت الوزارة إن «79 شرطيا ودركيا أصيبوا بجروح».
وأضاف المصدر نفسه أن النيران أضرمت في حوالي 1350 سيارة فيما تعرض 234 مبنى للحرق أو التخريب وأحصي 2560 حريقا على الطرقات العامة.
وأحصت الوزارة 31 هجوما على مراكز للشرطة و16 على مراكز للشرطة البلدية و11 على ثكنات للدرك.
وعرفت مرسيليا ثاني مدن البلاد ليلة مضطربة ما دفع وزير الداخلية جيرالد دارماران إلى إرسال تعزيزات إليها. وكانت الشرطة أعلنت توقيف 88 شخصا في المدينة قرابة فجر امس في صفوف مجموعات من الشباب غالبا ما يكونون مقنعين و«يتحركون بسرعة».
في مدينتي ليون وجرونوبل في وسط شرق البلاد، جرت مواجهات حتى ساعة متقدمة من الليل قبل الفائت بين مجموعات من الشباب الملثمين في غالب الأحيان يتنقلون مهرولين أو على دراجات ويطلقون المقذوفات باتجاه عناصر الشرطة الذين كانوا يردون بإطلاق الغاز المسيل للدموع. في فول أن فلان في ضاحية ليون أطلق أحد المشاغبين النار من بندقية باتجاه عناصر من الشرطة على ما أفادت وزارة الداخلية.
ولم تسلم منطقة باريس من أعمال الشغب، وقررت ثلاث مدن قريبة من العاصمة الفرنسية فرض حظر التجول على غرار مدن أخرى في المناطق الداخلية.
وكان وزير الداخلية أعلن نشر «المزيد من الوحدات المتخصصة» للتدخل السريع من الشرطة والدرك فضلا عن إرسال مدرعات خفيفة من سلاح الدرك.
ويطرح جزء من الأوساط السياسية مسألة فرض حال الطوارئ في البلاد وهي مسألة تلقى متابعة حثيثة في الخارج خصوصا وأن فرنسا تستضيف في الخريف كأس العالم للركبي ومن ثم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس في 2024.
ويسمح فرض حال الطوارئ للسلطات الإدارية باتخاذ إجراءات استثنائية مثل منع التجول وسبق أن فُرضت في نوفمبر 2005 بعد أعمال شغب استمرت عشرة أيام في الضواحي عقب مقتل مراهقَين صعقا في محول كهربائي احتميا فيه هربا من مطاردة الشرطة لهما.
غادر الرئيس الفرنسي ماكرون قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل مبكرا الجمعة لحضور ثاني اجتماع أزمة تعقده الحكومة في غضون يومين.
وأعلنت باريس وبرلين أن ماكرون أرجأ زيارة دولة كانت مقررة لالمانيا اليوم بسبب الاضطرابات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك