يتطلع الصربي نوفاك ديوكوفيتش إلى لقبه الثامن في ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، كي يعادل الرقم القياسي في عدد الألقاب في البطولة الانجليزية الموجود بحوزة السويسري روجيه فيدرر. بعد فضه شراكة الرقم القياسي في عدد الألقاب الكبرى مع الماتادور الإسباني رافايل نادال عندما توج بلقب بطولة فرنسا المفتوحة على ملاعب رولان غاروس مطلع الشهر الماضي رافعا رصيده الى 23 لقبا، سيكون ديوكوفيتش البالغ من العمر 36 عامًا المرشح الأوفر حظًا في نادي عموم إنجلترا عندما يبدأ الدفاع عن لقبه الاثنين في سعيه الى لقبه الكبير الـ24 ومعادلة رقم الاسترالية مارغاريت كورت في عدد الألقاب الكبرى في منافسات الفردي لدى الرجال والسيدات منذ عام 1973.
«مثل نينجا»
توج ديوكوفيتش، المصنف ثانيا عالميا حاليا، بلقبه العاشر في بطولة استراليا مطلع العام الحالي، وأضاف إليه لقبه الثالث في رولان غاروس، وفي حال تتويجه بلقبه الثامن في ويمبلدون، سيكون بحاجة إلى التتويج في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة في سبتمبر المقبل لتكرار إنجاز الأسطورة الاسترالي رود لايفر الذي فاز بالبطولات الأربع الكبرى في عام واحد عام 1969. وحقق لايفر الغراند سلام في سنة واحدة عام 1962 أيضا، وقبله الأميركي دونالد بادج (1938)، فيما فعلتها الألمانية شتيفي غراف وحدها لدى السيدات في عام 1988 عندما ظفرت أيضا بذهبية دورة الالعاب الأولمبية.
وتملك الأميركية التشيكوسلوفاكية الأصل مارتينا نافراتيلوفا الرقم القياسي في عدد الألقاب في ويمبلدون حيث توجت به تسع مرات. وفاز ديوكوفيتش الذي كان قريبا من تحقيق الرباعية في عام واحد عام 2021 لكنه خسر امام الروسي دانييل مدفيديف في نهائي فلاشينغ ميدوز، باللقب في آخر أربع زيارات له إلى ويمبلدون ولم يخسر في الملعب الرئيسي للبطولة منذ نهائي 2013، كما أنه لم يخسر في ويمبلدون منذ سقوطه في ربع النهائي في عام 2017. منذ ذلك الحين، فاز بـ28 مباراة متتالية. وحقق «دجوكر» 86 انتصارًا في مسيرته في ويمبلدون التي بدأت عام 2005، أي أكثر من انتصارات المصنفين العشرين الأوائل الحاليين مجتمعين، فيما لم يصل أي من العشرة الأوائل إلى نصف النهائي.
وسيرفع ديوكوفيتش غلته من الالقاب في حال تتويجه في ويمبلدون الى 95 لقبًا ليفض الشراكة مع الاميركي التشيكوسلوفاكي الاصل إيفان ليندل (94) ولن يكون أمامه سوى فيدرر (103) والأميركي الآخر جيمي كونورز (109). وأشاد به مدربه الكرواتي غوران إيفانيسيفيتش قائلا «لاعب رائع. لا يزال يتحرك مثل قطة في الملعب. إنه هناك. مثل «نينجا»، إنه في كل مكان. سيجد نوعًا من الحافز للفوز باللقب الـ24، ربما الـ25، من يعرف أين هي النهاية». وأضاف: «يأخذ ساقيك، ثم يأخذ روحك، ثم يحفر قبرك وتصبح لديك جنازة. وداعا. شكرا لقدومك».
عقبة ألكاراز
سيشكل كارلوس ألكاراز، المصنف الأول عالميا، أكبر تهديد لديوكوفيتش، خاصة وأن الإسباني الشاب توج الاسبوع الماضي بلقبه الأول على الملاعب العشبية عندما ظفر بدورة كوينز الانكليزية الأسبوع الماضي. وبلغ الإسباني الدور ثمن النهائي العام الماضي وخسر أمام الايطالي يانيك سينر. وقال ألكاراز بعد تتويجه في كوينز «نوفاك هو المرشح الأبرز للفوز في ويمبلدون، هذا واضح»، علمًا أن مواجهة اللاعبَين واردة فقط في المباراة النهائية. وقد يكون الإسباني ممتنًا لذلك، بعد خسارته أمام الصربي في نصف نهائي بطولة فرنسا المفتوحة الشهر الماضي حيث وقع ضحية للتشنج العضلي. أقر وقتها أن «التوتر والضغط» من رؤية ديوكوفيتش على الجانب الآخر من الملعب تسببا في تدهوره بدنيا.
وأكد الاسباني ثقته الكبيرة في تخطي الدور الرابع في ويمبلدون للمرة الأولى، وقال: «لدي ثقة كبيرة في الذهاب إلى ويمبلدون. أنهيت الأسبوع باللعب على مستوى عالٍ، لذا أشعر الآن بأنني أحد المرشحين للفوز ببطولة ويمبلدون، لكن علي اكتساب المزيد من الخبرة على العشب». وأضاف: «نوفاك هو المرشح الرئيسي للفوز ببطولة ويمبلدون، لكنني سأحاول اللعب على هذا المستوى للحصول على فرص للتغلب عليه أو الوصول إلى المباراة النهائية».
وليس من المستغرب أن يحاول ألكاراز تحويل كل التركيز إلى ديوكوفيتش. وتابع: «لقد رأيت إحصائية تفيد بأن نوفاك فاز بمباريات في ويمبلدون أكثر من اللاعبين الـ20 الأوائل في التصنيف العالمي. ماذا يمكنك قوله عن ذلك؟ نوفاك هو المرشح الرئيسي للفوز ببطولة ويمبلدون. هذا أكيد». لكن ألكاراز يأمل في أن تكون الجماهير إلى جانبه في حال التقى المصنفان الأول والثاني عالميا في المباراة النهائية. وقال: «لقد رأيت أن ديوكوفيتش لم يخسر أي مباراة في الملعب الرئيسي منذ 2013 عندما خسر أمام آندي، لذا فقد مرت عشر سنوات دون أن يخسر أي مباراة في الملعب الرئيسي، إنه جنون. لكنني آمل أن تكون الجماهير ورائي لتغيير هذه الإحصائية».
منافسة ثلاثية لدى السيدات
لدى السيدات، تتجه الأنظار إلى ثلاثي صدارة التصنيف العالمي لرابطة اللاعبات المحترفات البولندية إيغا شفيونتيك الأولى والبيلاروسية أرينا سابالينكا الثانية والكازاخستانية إيلينا ريباكينا الثالثة وحاملة اللقب. فاجأت ريباكينا، الروسية الأصل، الجميع العام الماضي عندما توجت باللقب، وستكون المرشحة الأبرز للحفاظ على لقبها. وتمني الكزخية النفس باستعادة عافيتها عقب إصابتها بفيروس أجبرها على الانسحاب من رولان غاروس في الأسابيع الاخيرة ودورة إيستبورن مطلع الأسبوع. وسيكون الحال ذاته بالنسبة الى شفيونتيك الساعية الى رفع كأس ويمبلدون لتضيفه إلى ألقابها الكبرى بعد بطولتي الولايات المتحدة وفرنسا المفتوحة.
وانسحبت البولندية من نصف نهائي لدورة باد هومبورغ الالمانية الجمعة بسبب وعكة صحية. كتبت عبر حسابها على إنستغرام «أنا آسفة ولكن عليّ أن أنسحب من مباراتي اليوم. قضيت ليلة صعبة بسبب بعض الحمى وتسمم غذائي محتمل»، مضيفة «لست قادرة على اللعب وأنا بحاجة للاعتناء بنفسي. آمل أن أستعيد عافيتي قريبًا» قبل ويمبلدون. يذكر انها المرة الاولى التي بلغت فيها شفيونتيك نصف نهائي إحدى الدورات على الملاعب العشبية في مسيرتها. في المقابل، تعود سابالينكا الى المنافسة بعد استبعاد الروس والبيلاروس من المشاركة العام الماضي بسبب الحرب على أوكرانيا. وكانت سابالينكا بلغت نصف النهائي عام 2021. وتمني التونسية أنس جابر السادسة عالميا النفس باستعادة مستواها الذي خوَّلها بلوغ المباراة النهائية العام الماضي. وخرجت جابر من الدور الاول لدورة برلين الاسبوع الماضي والثاني لدورة إيستبورن الانكليزية هذا الاسبوع في بداية كارثية على الملاعب العشبية هذا الموسم. وما زالت «وزيرة السعادة» التي تبلغ 28 عاماً تبحث عن لقبها الأول في غراند سلام بعد بلوغها نهائي بطولتي ويمبلدون والولايات المتحدة العام الماضي. وتبدأ جابر مشوارها بمواجهة البولندية ماغدالينا فريخ. وتشهد البطولة مشاركة المصرية ميَّار شريف المصنفة 31 عالميا وتبدأ المنافسات بمواجهة الإسبانية ريبيكا ماساروفا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك