بغداد – الوكالات: تظاهر آلاف العراقيين أمس لليوم الثاني على التوالي، قرب مبنى السفارة السويدية في بغداد استنكاراً لإحراق نسخة من المصحف في ستوكهولم، الأمر الذي أثار تنديداً في أنحاء العالم الإسلامي.
والخميس، اقتحم عشرات المتظاهرين مبنى السفارة السويدية وتمكنوا من البقاء حوالي ربع ساعة، ثم خرجوا بهدوء لدى وصول قوات الأمن.
كما استدعت وزارة الخارجية العراقية مساء الخميس سفيرة السويد في بغداد جيسيكا سفاردستروم «لإبلاغها احتجاج العراق الشديد» على الإذن الذي أعطته بلادها «لمتطرفين» بحرق نسخة من المصحف.
جاءت هذه الاحتجاجات عقب قيام المتطرف السويدي من أصل عراقي سلوان موميكا (37 عاما) الأربعاء، بدوس نسخة من المصحف وإحراق صفحات منه أمام المسجد الكبير في ستوكهولم.
وأثارت خطوة موميكا غضبا في أنحاء الشرق الأوسط وبلدان أخرى في وقت يحيي المسلمون في أنحاء العالم عيد الأضحى وفيما كان موسم الحج السنوي في مكة بالسعودية يشارف نهايته.
وبدعوة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تظاهر الآلاف أمس قرب مبنى السفارة السويدية وسط بغداد، في ظل إجراءات أمنية مشددة شملت وضع حواجز أسمنتية ونشر عناصر قوات حفظ النظام.
ورفعت خلال التظاهرة لافتات كتب على إحداها بالإنجليزية والعربية «القرآن كتاب الله الخالد، للقرآن ترخص الأرواح والأجساد».
وهتف متظاهرون «كلا كلا للمثلية» و«نعم نعم للقرآن، نعم نعم يا ربي، نعم نعم للإسلام».
وعبر المتظاهرون عن سخطهم لما قام به موميكا وحملوا الحكومة السويدية مسؤولية الواقعة لكونها وافقت على ذلك، بعدما سمحت الشرطة بهذا الأمر في إطار احترام حرية التعبير.
ورفع عشرات المتظاهرين نسخا من المصحف وأعلاما عراقية وصورا لمقتدى الصدر ووالده محمد الصدر، فيما رفعت لافتة كتب عليها «القرآن الكريم في القلوب».
وقال أحدهم نافع ولي أدريس، وهو موظف حكومي (47 عاما)، لفرانس برس ان ما حصل «إساءة للقرآن الكريم ونحن نستنكر هذا الأمر». وتابع «حرية التعبير ليست بإعطاء مجال للطائفية».
ونددت الحكومة العراقية التي لا يشارك فيها ممثلون للتيار الصدري بما قام به موميكا ودعت السويد لتسليمه للعراق لمحاكمته.
من جانبه، قال القيادي البارز في التيار الصدري حاكم الزاملي خلال وجوده مع المتظاهرين لفرانس برس إن تسليمه «غير كاف» وتابع «نحتاج إلى إجراءات أكبر» من دون مزيد من التفاصيل.
وسط كل ذلك، صرح سلوان موميكا لصحيفة «اكسبرسن السويدية» أمس «في غضون عشرة أيام، سأحرق العلم العراقي ومصحفا» أمام السفارة العراقية في ستوكهولم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك