منى - (أ ف ب): رمى الحجّاج أمس الأربعاء جمرة العقبة الكبرى في منى قرب مدينة مكّة المكرّمة، في أوّل أيّام عيد الأضحى، وذلك في ختام أبرز محطّات مناسك الحجّ هذا العام الذي شهد مشاركة 1.8 مليون حاج. وتوجّه الحجّاج لاحقًا إلى مكّة المكرّمة لأداء طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحجّ، ثمّ يعودون بعد ذلك إلى منى حيث يبيتون أيّام التشريق التي يقومون خلالها برمي الجمرات الثلاث.
وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين في تغريدة على تويتر أمس إنّ الحج يلهم «معاني التعاضد والأخوّة والوحدة»، متمنيا من الله أن «يحقق لبلادنا وللمسلمين والعالم الخير والازدهار». وذكرت قناة الإخبارية أنّ العاهل السعودي تكفل بنفقات الهدي لـ«4951 حاجا وحاجة من 92 دولة من مختلف قارات العالم».
ومنذ ساعات الصباح الأولى شقّت مجموعات من المصلّين طريقها عبر وادي منى لرمي سبع حصوات على مجسّم يُجسّد غواية الشيطان. وتتم هذه المناسك في مبنى ضخم متعدد الطوابق شيدته السلطات السعودية للحد من إمكانية وقوع حوادث تدافع. وبعد الانتهاء يتحلل الحاج من إحرامه عبر حلق شعر رأسه أو قصّه، ثم يرتدي ملابسه العادية.
ويُقام موسم الحجّ هذا العام في أجواء شديدة الحرارة وصلت إلى 48 درجة مئوية يوم الثلاثاء في عرفات. فيما توقعت هيئة الأرصاد أن تبلغ 47 درجة مئوية في منى أمس الأربعاء، حيث سيتوافد الحجاج. لكنّ المعلمة المصرية شاهيناز مصطفى (57 عاما) أكّدت أنها لا تأبه بالحرارة. وقالت بعدما انتهت من شعيرة الرجم من تحت مظلتها البيضاء: «لا أركز إذا كان الجو حرا أو بردا. كلما كان الجو حرا كلما زادت حسناتي».
فيما كان العديد من الحجاج المنهكين يفترشون الأرض في الظل ليأخذوا قسطا من الراحة. وفي إرجاء منى، شوهد حجاج خصوصا كبار سن يحاولون المكوث في الظل قدر الإمكان، حتى إنّ بعضهم احتمى من الشمس بأن اندسوا تحت شاحنات متوقفة. وقرابة الفجر في مكة المكرمة اكتظ المسجد الحرام بآلاف الحجاج الذين قدموا لأداء طواف الإفاضة. ولم يكن هناك موضع قدم في منطقة السعي بين الصفا والمروة.
وعلى مر العقود، وقعت الكثير من الحوادث راح ضحيتها المئات بسبب عمليات التدافع خلال الرجم أو في الأماكن الضيقة عموما. لكنّ لم تسجل أي حوادث كبيرة منذ عام 2015، حين تسبّب تدافع أثناء شعائر رمي الجمرات في منى بوفاة نحو 2300 من الحجيج في أسوأ كارثة على الإطلاق في موسم الحج. وأمس الاربعاء أعلن الدفاع المدني السعودي تكثيف «الجولات التفتيشية في مخيمات منى لضمان سلامة الحجاج». فيما حلّقت طائرات مروحية عسكرية لمتابعة تدفق الحشود على الأرض.
ويتوجّه الحجّاج بعد رمي جمرة العقبة الكبرى إلى مكّة المكرّمة لأداء طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحجّ، ثمّ يعودون بعد ذلك إلى منى حيث يبيتون أيّام التشريق التي يقومون خلالها برمي الجمرات الثلاث. ويمكن للحجّاج المغادرة بعد جمرة العقبة الكبرى إذا توفر لديهم العذر. وبعد طقوس الرجم يعود الحجّاج إلى المسجد الحرام في مكّة لأداء «طواف الوداع» حول الكعبة المشرفة في المسجد الحرام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك