العدد : ١٦٩٨٢ - الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٢ - الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

لبيك اللهم لبيك
حجاج بيت الله أدوا الركن الأعظم على صعيد عرفات

الأربعاء ٢٨ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

عرفات‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أمضى‭ ‬الحجّاج‭ ‬يومهم‭ ‬أمس‭ ‬بالصلاة‭ ‬والدعاء‭ ‬عند‭ ‬جبل‭ ‬عرفات‭ ‬قرب‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة،‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬مناسك‭ ‬الحجّ‭ ‬التي‭ ‬شارك‭ ‬بها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭.‬8‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬شديدة‭ ‬الحرارة‭. ‬وفي‭ ‬الساعات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬فجر‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬تدفق‭ ‬الحجّاج‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬عرفات‭ ‬لأداء‭ ‬الركن‭ ‬الأعظم‭ ‬من‭ ‬الحجّ،‭ ‬بعدما‭ ‬أمضوا‭ ‬الليل‭ ‬في‭ ‬مخيّمات‭ ‬مكيفة‭ ‬في‭ ‬وادي‭ ‬منى،‭ ‬على‭ ‬بُعد‭ ‬سبعة‭ ‬كيلومترات‭ ‬من‭ ‬المسجد‭ ‬الحرام‭ ‬في‭ ‬مكّة‭ ‬المكرّمة‭. ‬ونفر‭ ‬الحجاج‭ ‬بعد‭ ‬مغيب‭ ‬الشمس‭ ‬إلى‭ ‬مزدلفة‭.‬

وبقي‭ ‬الحجاج‭ ‬طوال‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬نفسه،‭ ‬يصلّون‭ ‬ويبتهلون‭ ‬ويتلون‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬والكثير‭ ‬منهم‭ ‬اعتلى‭ ‬جبل‭ ‬الرحمة‭ ‬وجلسوا‭ ‬بين‭ ‬صخوره‭. ‬وبعد‭ ‬غروب‭ ‬الشمس‭ ‬توجّه‭ ‬الحجّاج‭ ‬إلى‭ ‬مزدلفة،‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الطريق‭ ‬بين‭ ‬عرفات‭ ‬ومنى،‭ ‬ليبيتوا‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق،‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬رمي‭ ‬الجمرات‭ ‬اليوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭. ‬

ووصل‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬إلى‭ ‬منى‭ ‬لتفقد‭ ‬الحجاج‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬لهم،‭ ‬وفق‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬السعودية‭ ‬الرسمية‭. ‬

ورغم‭ ‬تعبيرهم‭ ‬عن‭ ‬سعادتهم،‭ ‬يشكوا‭ ‬الحجاج‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬الحرارة‭ ‬الشديدة،‭ ‬فيما‭ ‬بلغت‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬منى‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬48‭ ‬درجة‭ ‬مئوية،‭ ‬بحسب‭ ‬قناة‭ ‬الإخبارية‭. ‬وفي‭ ‬طريق‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬عرفات‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬قال‭ ‬الموظف‭ ‬المصري‭ ‬صبحي‭ ‬سعيد‭ (‬56‭ ‬عاما‭) ‬وهو‭ ‬يتصبب‭ ‬عرقا‭: ‬‮«‬سعيد‭ ‬جدا‭ ‬لكنني‭ ‬منهك‭ ‬للغاية‭. ‬أشعر‭ ‬بجفاف‭ ‬شديد‮»‬‭. ‬وحددت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬السعودية‭ ‬نقاط‭ ‬دخول‭ ‬وخروج‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬الجبلية‭ ‬الواسعة‭. ‬وحلقت‭ ‬طائرات‭ ‬مروحية‭ ‬عسكرية‭ ‬فوق‭ ‬الجبل‭. ‬وانتشر‭ ‬رجال‭ ‬أمن‭ ‬يحملون‭ ‬مظلات‭ ‬بيضاء‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬المكان‭.‬

ويُقام‭ ‬موسم‭ ‬الحجّ‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بدون‭ ‬أي‭ ‬قيود‭ ‬لناحية‭ ‬أعداد‭ ‬الحجاج‭ ‬أو‭ ‬أعمارهم،‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬مواسم‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬الحج‭ ‬محدودا‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تفشي‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭. ‬والحجّ‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬التجمّعات‭ ‬الدينيّة‭ ‬السنويّة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وذكرت‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للإحصاء‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إجمالي‭ ‬أعداد‭ ‬الحجاج‭ ‬لموسم‭ ‬حج‭ ‬1444هـ‭ ‬بلغ‭ ‬1‭.‬845‭.‬045‭ ‬حاجًّا‭ ‬وحاجَّة‮»‬‭. ‬ووصل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭.‬62‭ ‬مليون‭ ‬حاجّ‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المملكة،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أعلنت‭ ‬السلطات‭ ‬السعوديّة‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭.‬

وفي‭ ‬2019‭ ‬شارك‭ ‬نحو‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬مسلم‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬المناسك‭. ‬لكنّ‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬أجبر‭ ‬السلطات‭ ‬السعوديّة‭ ‬على‭ ‬تقليص‭ ‬الأعداد‭ ‬إلى‭ ‬حدّ‭ ‬كبير،‭ ‬فشارك‭ ‬فيها‭ ‬فقط‭ ‬60‭ ‬ألف‭ ‬مواطن‭ ‬ومقيم‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬مقارنة‭ ‬ببضعة‭ ‬آلاف‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬و926‭ ‬ألف‭ ‬حاج‭ ‬في‭ ‬2022‭. ‬

وقد‭ ‬يكون‭ ‬الحجّ‭ ‬مرهقًا‭ ‬جسديًا،‭ ‬حتّى‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬المثاليّة؛‭ ‬إذ‭ ‬يؤدي‭ ‬الحجاج‭ ‬المناسك،‭ ‬والكثير‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق،‭ ‬تحت‭ ‬شمس‭ ‬حارقة‭ ‬وفي‭ ‬أجواء‭ ‬خانقة،‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬في‭ ‬ضربات‭ ‬شمس‭ ‬وحالات‭ ‬إعياء‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توقف‭ ‬عضلة‭ ‬القلب،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬تأدية‭ ‬بعض‭ ‬المهام‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬‮«‬تبرد‮»‬‭. ‬

وتوقع‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للأرصاد‭ ‬أن‭ ‬تتراوح‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬مكة‭ ‬بين‭ ‬43‭ ‬و45‭ ‬درجة‭ ‬نهارا‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭. ‬وأقامت‭ ‬السلطات‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬الصحّية‭ ‬والعيادات‭ ‬المتنقّلة‭ ‬وجهّزت‭ ‬سيّارات‭ ‬إسعاف‭ ‬ونشرت‭ ‬32‭ ‬ألف‭ ‬مسعف‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬الحجّاج‭. ‬وحذرت‭ ‬الحجاج‭ ‬من‭ ‬التعرض‭ ‬‮«‬لضربات‭ ‬الشمس‮»‬،‭ ‬وأقامت‭ ‬مركزا‭ ‬صحيا‭ ‬مخصصا‭ ‬لاستقبال‭ ‬حالات‭ ‬الإجهاد‭ ‬الحراري‭. ‬

وفي‭ ‬أرجاء‭ ‬المكان‭ ‬تمركزت‭ ‬شاحنات‭ ‬كبيرة‭ ‬توزع‭ ‬المياه‭ ‬الباردة‭ ‬وأخرى‭ ‬توزع‭ ‬أكياسا‭ ‬بلاستيكية‭ ‬بها‭ ‬مأكولات‭ ‬خفيفة‭. ‬وانتشر‭ ‬عمال‭ ‬يحملون‭ ‬أكياسا‭ ‬خضراء‭ ‬لجمع‭ ‬مخلفات‭ ‬الحجاج،‭ ‬فيما‭ ‬كتب‭ ‬على‭ ‬حاويات‭ ‬القمامة‭ ‬الخضراء‭ ‬‮«‬معا‭.. ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أطهر‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‮»‬‭. ‬ويعد‭ ‬تحمُّل‭ ‬بعض‭ ‬مناسك‭ ‬الحج‭ ‬مشقة،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للرجال‭ ‬وضع‭ ‬قبّعات‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬الإحرام‭ ‬ونيّة‭ ‬الحجّ‭. ‬

وخلال‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬شوهِد‭ ‬كثيرون‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الحرام‭ ‬يحمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بالمظلات‭ ‬وسجّادات‭ ‬الصلاة‭ ‬والأوراق‭ ‬المقوّاة،‭ ‬فيما‭ ‬تُغطّي‭ ‬النساء‭ ‬رؤوسهنّ‭ ‬بالحجاب‭. ‬وقبل‭ ‬توجهّه‭ ‬إلى‭ ‬عرفات،‭ ‬أعرب‭ ‬المهندس‭ ‬الأمريكي‭ ‬أحمد‭ ‬أحمدين‭ (‬37‭ ‬عاما‭) ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬الله‭ ‬اختاره‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬ملايين‮»‬‭ ‬المسلمين‭ ‬لأداء‭ ‬الحج‭. ‬وتابع‭ ‬بحماس‭: ‬‮«‬أحاول‭ ‬التركيز‭ ‬في‭ ‬الدعاء‭ ‬لأهلي‭ ‬وأصدقائي‭ ‬والصلاة‭ ‬لأنها‭ ‬فرصة‭ ‬لا‭ ‬تتكرر‮»‬‭. ‬

واليوم‭ ‬الأربعاء،‭ ‬يبدأ‭ ‬الحجّاج‭ ‬في‭ ‬رمي‭ ‬الجمرات،‭ ‬آخر‭ ‬أهمّ‭ ‬المناسك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتوجّهوا‭ ‬إلى‭ ‬المسجد‭ ‬الحرام‭ ‬في‭ ‬مكّة‭ ‬لأداء‭ ‬‮«‬طواف‭ ‬الوداع‮»‬‭ ‬حول‭ ‬الكعبة،‭ ‬في‭ ‬أوّل‭ ‬أيّام‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭. ‬وعلى‭ ‬مر‭ ‬العقود،‭ ‬وقعت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬المئات‭ ‬بسبب‭ ‬عمليات‭ ‬تدافع‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬الضيقة،‭ ‬لكنّ‭ ‬لم‭ ‬تسجل‭ ‬أي‭ ‬حوادث‭ ‬كبيرة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬حين‭ ‬تسبّب‭ ‬تدافع‭ ‬أثناء‭ ‬شعائر‭ ‬رمي‭ ‬الجمرات‭ ‬في‭ ‬منى‭ ‬قرب‭ ‬مكة‭ ‬بوفاة‭ ‬نحو‭ ‬2300‭ ‬من‭ ‬الحجيج‭ ‬في‭ ‬أسوأ‭ ‬كارثة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬حج‭. ‬

وقامت‭ ‬السلطات‭ ‬السعودية‭ ‬بعدها‭ ‬بتشييد‭ ‬مبنى‭ ‬ضخم‭ ‬متعدد‭ ‬الطوابق‭ ‬مخصص‭ ‬لرمي‭ ‬الجمرات‭ ‬لتفادي‭ ‬أي‭ ‬ازدحام‭ ‬أو‭ ‬حوادث‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا