واشنطن - (أ ف ب): رغم اتهامه بمحاولة شراء صمت ممثلة أفلام إباحية وإدانته بتهمة الاعتداء الجنسي، لا يزال دونالد ترامب المرشح لانتخابات 2024 الرئاسية الأمريكية المفضّل لدى الإنجيليين في الولايات المتحدة. واجه الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة، والطامح إلى أن يصبح الرئيس السابع والأربعين في عام 2024، فضائح قانونية وأخلاقية شتّى على مدى السنوات، واتُهم بإساءة استخدام سلطته ومحاولة تقويض انتخابات حرة لمصالحه الشخصية.
مع ذلك، لا يزال رجل الأعمال الجمهوري البالغ من العمر 77 عامًا الشخصية المفضلة لليمين المسيحي، وهو ما ظهر في الحفاوة الكبيرة التي استُقبل بها يوم السبت في تجمّع «الطريق إلى الغالبية» الذي شارك فيه نحو ثلاثة آلاف إنجيلي من حركة «إيمان وحرية» في العاصمة واشنطن. وقال ترامب في خطابه الختامي وسط تصفيق حارّ: «معًا، نحن محاربون في حملة نزيهة لوقف مُفتعلي الفتن والملحدين والعولميّين والماركسيّين. هذا هو ما هُم عليه. وسنُعيد جمهوريّتنا أمّةً واحدة بعناية الله».
كان الناخبون الإنجيليّون البيض بطيئين في حشد الدعم لترشيح ترامب خلال حملته الرئاسيّة لعام 2016. لكن فور اقتناعهم، التزموا بدعمه بشكل كامل. أيّده الجمهوريون البيض غير اللاتينيين الذين يرتادون الكنيسة بانتظام بنسبة 81% في عام 2016 وبنسبة 76% في عام 2020، وهي إحصاءات تثير دهشة أولئك الذين يشككون في استقطاب ترامب للمتديّنين.
وقالت الناشطة السياسية المحافظة سوزان مونك (50 عامًا) لوكالة فرانس برس إن «هناك فرقا بين الممثل عن الشعب والقائد»، موضحة أن «الكثير من المسؤولين السياسيّين الذين عرفناهم منذ عقود... كانوا يكتفون بالقيام بالحدّ الأدنى من أجل إعادة انتخابهم. أمّا دونالد ترامب فيحاول.. تصحيح الوضع». بدا أنّ نائب الرئيس السابق مايك بنس، المسيحيّ المحافظ، هو المرشّح المثالي لانتخابات 2024 بالنسبة إلى الإنجيليّين، لكنّه قوبل بصيحات استهجان خلال تجمّع «الطريق إلى الغالبيّة» في عام 2021 لأنّه لم يرفض التصديق على انتخاب جو بايدن كما طلب منه ترامب، وهو لم يلقَ سوى دعم فاتر هذا العام.
بدوره أيضًا، لقي حاكم ولاية نيو جيرسي السابق كريس كريستي، وهو المتحدث الوحيد الذي انتقد ترامب صراحة، صيحات استهجان شديدة لقوله إن الزعيم الجمهوري خذل الولايات المتحدة. ونُظّم المؤتمر بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لإلغاء المحكمة العليا في الولايات المتحدة الحق في الإجهاض. وأثار ترامب أيضًا غضب بعض قادة اليمين المسيحي، ملمحًا إلى أن المرشحين المناهضين للإجهاض يتحملون مسؤولية النتائج الباهتة التي سجلها الجمهوريون في انتخابات منتصف الولاية الأخيرة.
لكن رغم ذلك، كان ترامب الذي وُجّهت إليه اتهامات بشراء صمت ممثلة أفلام إباحية حول علاقة مفترضة بينهما، نجم التجمّع الإنجيلي بلا منازع. وقال للحشد وسط مزيد من الهتافات: «أعتبر ذلك وسام شجاعة عظيمًا. يتمّ توجيه اتهامات لي من أجلكم، وأعتقد أنكم أكثر من 200 مليون شخص يحبون بلدنا». ونفى مؤسس حركة «إيمان وحرية» رالف ريد أن يكون هناك «عبادة لشخصية» ترامب في صفوف الإنجيليين. وقال: «نعبد شخصًا واحدًا فقط هو يسوع المسيح». تحدث الكثير من المسؤولين الحاضرين في المؤتمر عن استحسانهم لسجل ترامب بدلاً من التعليق على شخصيته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك