بوسطن – الوكالات: انتهت أعمال البحث عن الغواصة في شمال المحيط الأطلسي قرب حطام تايتانيك أمس بإعلان الشركة المشغلة تعرضها إلى «انفجار داخلي كارثي» أودى بركابها الخمسة.
وقالت شركة «أوشنجيت» في بيان «نعتقد الآن أن رئيسنا ستوكتون راش وشاهزادا داود وابنه سليمان وهاميش هاردينج وبول-هنري نارجوليه ماتوا للأسف».
من جانبه، أكد خفر السواحل الأمريكي أن حطام الغواصة التي تم العثور عليه يظهر أنها تعرضت إلى «انفجار داخلي كارثي».
وأعرب وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن «دعم وتعازي» الحكومة لأهالي الراحلين.
وكان خفر السواحل الأمريكي قد أعلن سابقا عبر تويتر أنه تم تحديد «موقع حطام.. في منطقة البحث بواسطة مركبة يتم التحكم فيها عن بُعد بالقرب من تايتانيك»، سفينة الرحلات الشهيرة التي غرقت منذ 111 عامًا في مياه الولايات المتحدة وكندا.
وكان عناصر الإنقاذ قد قدروا أن الأكسجين قد ينفذ من الغواصة بحلول الساعة 11:08 بتوقيت جرينتش.
والغواصة تشغلها شركة «أوشنجيت إكسبيديشن» الأمريكية الخاصة لأغراض الاستطلاع السياحي، وقد فقدت منذ الأحد، وتتمتع نظريا بقدرة على الغوص مدة 96 ساعة.
أثار الإعلان الأربعاء عن سماع صوت تحت الماء عبر طائرات استطلاع كندية الآمال بإنقاذ الركاب، وأدى إلى توجيه أسطول متعدد الجنسيات من عناصر وآليات الإنقاذ إلى مكان الحادث، رغم عدم تحديد مصدر الصوت.
استخدم الجيشان الأمريكي والكندي خصوصا، وسائل كبيرة من مراقبة جوية بواسطة طائرات سي-130 أو بي-8 وسفن مجهزة بروبوتات غواصة في موقع سفينة بولار برينس التي انطلقت منها الغواصة «تايتن».
ووصلت صباح أمس سفينة البحث الفرنسية «أتلانت» المجهزة بروبوت فيكتور 6000 القادر على الغوص حتى حطام تايتانيك القابع على عمق أربعة آلاف متر تقريبا، على ما ذكر معهد الأبحاث الفرنسي لاستكشاف البحار «أنفريمير» التابعة له.
وامتدت منطقة البحث على سطح المياه على مسافة 20 ألف كيلومتر مربع.
وكان على متن الغواصة أمريكي وفرنسي وبريطانيا وباكستانيان. وكانت الغواصة التي تتسع لخمسة أشخاص ويبلغ طولها 6,5 أمتار، قد باشرت رحلتها الأحد باتجاه الأعماق.
كان من المقرر أن تعود إلى سطح البحر بعد سبع ساعات لكن الاتصال فقد بها بعد أقل من ساعتين على انطلاقها.
وحذّر خفر السواحل الأمريكي ظهر الثلاثاء من توفر «حوالي 40 ساعة من الهواء الذي يسمح بالتنفس» فقط على متن الغواصة.
منذ بدء عمليات البحث الأحد، كشفت تفاصيل تدين شركة «أوشنجيت» مع اتهامات بالإهمال على صعيد سلامة الغواصة السياحية.
ظهرت شكوى رفعت عام 2018 واطلعت عليها وكالة فرانس برس جاء فيها أن مديرا سابقا في الشركة المنظمة للرحلة ديفيد لوكريدج صُرف من عمله لأنه شكك بسلامة الغواصة. وقال المدير السابق للعمليات البحرية في الشركة إن كوة الرؤية في مقدم الغواصة صممت لتحمل الضغط على عمق 1300 متر وليس أربعة آلاف متر.
وشارك في الرحلة صاحب شركة «أوشنغيت» الأمريكي ستوكتون راش.
بين الأشخاص الموجودين في الغواصة رجل الأعمال البريطاني الثري هاميش هاردينج البالغ 58 عاما الذي أعلن عبر إنستجرام مشاركته في الرحلة الخارجة عن المألوف.
وبين ركاب الغواصة أيضا الغواص الفرنسي والضابط السابق في البحرية الفرنسية بول-هنري نارجوليه البالغ 77 عاما والمتخصص بحطام تايتانيك، على ما أفادت عائلته. وعلى متن الغواصة أيضا رجل الأعمال الباكستاني شاه زاده داود البالغ 48 عاما ونجله سليمان (19 عاما) بحسب هذه العائلة الثرية.
ودفع كل واحد منهم مبلغ 250 ألف دولار لمشاهدة حطام سفينة «تايتانيك» التي غرقت في واحدة من أكبر الكوارث البحرية في القرن العشرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك