بيروت- (أ ف ب): وصل مبعوث الرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان أمس الأربعاء إلى بيروت للقاء مسؤولين في إطار جهود تقودها باريس لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي المستمرة منذ نحو ثمانية أشهر. ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر، فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس على وقع انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه. ولا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفردا من إيصال مرشحه إلى المنصب.
وبينما يبدو الملف اللبناني غائبا عن الاهتمام الدولي وحتى الإقليمي، تقود فرنسا، بلا جدوى، منذ أشهر حراكا لتسريع انتخاب رئيس. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن لودريان وصل إلى بيروت «في زيارة يجري خلالها لقاءات ومحادثات مع قيادات رسمية وحزبية وسياسية تتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية». ومن المفترض أن تستمر زيارة لودريان ثلاثة أيام. وسيلتقي مساء الأربعاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف حزب الله الرئيسي.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس إن «لودريان لن يقدم حلولاً لكنه يسعى إلى أن يقوم بدور محفز» للوصول إلى حل للأزمة. زار لودريان لبنان مراراً حين كان وزيراً للخارجية في إطار جهود فرنسية لدعم لبنان على تجاوز أزماته. في السابع من يونيو، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لودريان مبعوثاً خاصاً للبنان للمساعدة في إيجاد حلّ «توافقي وفعّال» للأزمات اللبنانية المتتالية، وآخرها الشغور في منصب الرئاسة.
ويدعم حزب الله وحليفته حركة أمل برئاسة بري وكتل أخرى صغيرة وصول الوزير السابق سليمان فرنجية، المقرب من دمشق إلى سدة الرئاسة. في المقابل، ترفض أحزاب مسيحية بارزة أبرزها حزب القوات اللبنانية ولديه كتلة برلمانية مسيحية وازنة، والتيار الوطني الحر حليف حزب الله المسيحي الأبرز، وصول فرنجية.
وحضر خلال جلسة الانتخاب الأخيرة قبل أسبوع كل أعضاء المجلس النيابي، لكن دورة التصويت الأولى لم تثمر في انتخاب رئيس مع حصول فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور، المدعوم من كتل وازنة بينها القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، على عدد أصوات متقارب. ومع بدء احتساب الأصوات، انسحب عدد من النواب على رأسهم كتلتا حزب الله وحركة أمل ليطيحوا بنصاب الدورة الثانية، في سياسة اتبعوها خلال الجلسات الماضية.
ويتهم كل فريق الآخر بمحاولة فرض مرشحه وبتعطيل انتخاب رئيس فيما تغرق البلاد في أزمة اقتصادية. ويدعو حزب الله إلى حوار يؤدي إلى توافق على رئيس. في عام 2016، انتخب عون رئيساً بعد عامين ونصف العام من شغور رئاسي واستناداً إلى تسوية سياسية بين الحزب وخصومه. ومنذ أشهر، تدير البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، في وقت يشهد لبنان منذ 2019 انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850، ويشترط المجتمع الدولي إصلاحات ملحة من أجل تقديم دعم مالي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك