باندلي، باكستان- (أ ف ب): خيم الحزن على قرية باندلي الباكستانية مع محاولة السكان استيعاب إمكانية أن يكون 24 شابا يتحدرون من القرية من ضحايا مأساة القارب في اليونان. والأسبوع الماضي غرق قارب صيد مكتظ بمهاجرين سوريين ومصريين وباكستانيين وغيرهم، قبالة السواحل اليونانية في واحد من أكبر حوادث غرق مراكب الهجرة إلى أوروبا.
يسود حداد في القرية التي يقطنها 15 ألف نسمة، وتجمع أقارب لتقديم عينات من الحمض النووي ليساعد في التعرف على الجثث التي انتشلت من كارثة الأسبوع الماضي. جاء معزّون إلى منازل العائلات في القرية التي تبعد نحو 95 كيلومترا جنوب شرق إسلام آباد وتقع في الشطر الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير. وجلس أهاليهم في الشوارع دون إقامة أي صلاة جنازة مع تمسكهم بأمل ضعيف.
وقالت شهناز بيبي إنها تحدثت مع ابنها انعام شفاعت عبر الهاتف قبل يوم من إبحار القارب المكتظ والمتهالك من ليبيا إلى البحر المتوسط. وقالت المرأة الخمسينية أثناء تقديم عينة من حمضها النووي في مستشفى محلي «أخبرني في الليل أن الطقس غير واضح. وطلبت منه عدم الصعود إلى القارب ولكنه لم يصغ إلي». وأضافت باكية أنه طلب منها الدعاء له.
لا تملك السلطات في أوروبا فكرة محددة عن عدد الأشخاص الذين كانوا على متن القارب المتهالك -وهناك تقديرات تفيد أن العدد يتراوح بين 400 إلى أكثر من 700 -وعلى الأرجح جاء المئات منهم من باكستان. وقالت وكالة التحقيق الفدرالية في البلاد أمس الأربعاء إنها جمعت عينات حمض نووي من عائلات 108 شباب من المفقودين.
وأكد مسؤول في الوكالة في لاهور يدعى سارفرازخان فيرك للصحفيين أن الكثير من العائلات رفضت الحديث مع السلطات. وتابع «قالوا نرغب بإرسال ابن ثان وسنعاني حال فتح قضية». وشرح «هناك عائلات قامت بإرسال أخ إلى إيطاليا وبعد محاولة فاشلة مع الأخ الثاني، يرغبون بإرسال الثالث. لدينا الكثير من القضايا والناس لا تتعاون معنا»
ويسلك عشرات آلاف الباكستانيين طريق الهجرة سواء بصورة قانونية أو غير قانونية هربا من الوضع السياسي المضطرب ومن اقتصاد على شفير الانهيار. تعيش باكستان حالة سقوط حر اقتصاديا ناجمة عن عقود من سوء الإدارة وعدم الاستقرار السياسي أدى إلى استنزاف احتياطاتها من الدولار وتسبب بتضخم مفرط وإغلاق المصانع على نطاق واسع.
وغالبا ما يسلك الشبان المتحدرون بصورة رئيسية من ولايتي البنجاب (شرق) وخيبر باختونخوا (شمال غرب) طريق الهجرة عبر إيران وليبيا وتركيا واليونان للدخول بصورة غير قانونية إلى أوروبا. وفي الشطر الخاضع لإدارة باكستان من كشمير -حيث تقع باندلي -فإن الكثير من الشبان يحاولون الخروج وسلوك طرق الهجرة هربا من حياتهم الصعبة.
وفي المنطقة الشرقية، سوق سوداء مزدهرة لمهربي البشر حيث أعلنت إسلام آباد عن اعتقال 16 شخصا حتى الآن لارتباطهم المزعوم بهذه المأساة. بالنسبة إلى وحيد وزير (38 عاما) الذي فقد آثار شقيقه عمران (32 عاما) «ما حدث لأخينا لا يجب أن يحدث لأي شخص آخر. الاتجار بالبشر يتصاعد ولن يتوقف». وأضاف «لا يجب الإفراج عن التجار بالبشر الذين تم اعتقالهم. يجب معاقبتهم علنا حتى لا يتجرأ أي شخص على القيام بأمر مماثل في المستقبل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك