بكين – الوكالات: أكّد الرئيس الصيني شي جينبينغ إثر لقائه في بكين أمس وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنّ البلدين «أحرزا تقدّماً» على صعيد تحسين علاقاتهما الثنائية وتوصّلا إلى «أرضيّات تفاهم»، لكن من دون أن يحلاّ أيّاً من الخلافات الجذرية بينهما.
والتقى بلينكن شي في ختام زيارة استمرت يومين لبكين. وهو أعلى مسؤول أمريكي يزور الصين منذ خمسة أعوام تقريبًا، في ظلّ توتر شديد في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال شي لبلينكن إنّ «الجانب الصيني أوضح موقفنا واتفق الجانبان على متابعة التفاهمات المشتركة التي توصلت إليها أنا والرئيس بايدن في بالي».
وأضاف شي بحسب مشاهد بثّتها القناة الصينية التلفزيونية الرسمية أنّ «الطرفين أحرزا تقدّماً وتوصّلا إلى أرضيّات تفاهم حول نقاط محدّدة»، معتبرا هذا الأمر «جيّدا».
وبعد المحادثات قال بلينكن: «في كلّ اجتماع، شدّدتُ على أنّ المشاركة المباشرة والتواصل المستمر على المستويات العليا هما أفضل طريقة لإدارة الخلافات بمسؤولية وضمان عدم تحول المنافسة إلى صراع».
وأضاف خلال مؤتمر صحفي: «لقد سمعت نفس الشيء من نظرائي الصينيين. كلانا متّفق على الحاجة إلى استقرار علاقاتنا».
لكنّ بلينكن أكّد «وضوح رؤيته» بشأن الصين التي تدهورت علاقاتها مع الولايات المتحدة بشدة في السنوات الأخيرة، وأضاف: «ليست لدينا أوهام بشأن تحديات إدارة هذه العلاقة. هناك الكثير من القضايا التي نختلف بشأنها بشدة».
وفي رفض منه لانتقادات وجّهتها الصين، أصر بلينكن أن الرئيس جو بايدن لا يسعى إلى القيام بـ«تقويض» اقتصاد الصين «عبر حظر واشنطن الشامل لصادرات أشباه الموصلات».
وقال: «نرغب برؤية النمو ونرغب برؤية النجاح في كل جزء من العالم بما في ذلك بالتأكيد الاقتصادات الكبرى مثل الصين، لكن في ذات الوقت ليس من مصلحتنا تزويد الصين تكنولوجيا قد يتم استخدامها ضدنا».
وبحسب بلينكن فإنه «في الوقت الذي تنخرط فيه ببناء برنامج أسلحتها النووي بطريقة غامضة للغاية وعندما تقوم بإنتاج صواريخ تفوق سرعة الصوت، وعندما تقوم باستخدام التكنولوجيا لأهداف قمعية، كيف سيكون من مصلحتنا توفير هذه التقنيات المحددة إلى الصين».
وبحث الوزير الأمريكي والرئيس الصيني النزاع الاوكراني، وأكّد بلينكن أن الصين جدّدت تعهّدها بعدم تزويد روسيا أسلحة فتّاكة.
وفي ملف تايوان، جدّد بلينكن التأكيد أن بلاده لا تدعم حصول تايوان على استقلالها متمسكا بموقف واشنطن بالحفاظ على الوضع القائم هناك.
لكنّه قال: «لدينا وغيرنا مخاوف عميقة بشأن بعض الاجراءات الاستفزازية التي اتخذتها الصين في السنوات الأخيرة منذ عام 2016».
وتطرّق بلينكن أيضاً إلى مسألة إقليمية اخرى وطلب من الصين الضغط على حليفتها كوريا الشمالية التي قامت مؤخرا بإطلاق سلسلة من الصواريخ.
إلى جانب ذلك أعرب بلينكن عن قلقه للمسؤولين الصينيين بشأن شينجيانغ والتيبت وهونج كونج.
وخلال زيارته التي استمرت يومين أجرى بلينكن محادثات مع مسؤولين صينيين زادت مدّتها مجتمعة على عشر ساعات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك