الخرطوم – الوكالات:
توصل طرفا النزاع في السودان إلى وقف لإطلاق النار مدة 72 ساعة اعتبارا من صباح اليوم، وفق ما أعلنت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك أمس.
وجاء في البيان أن الرياض وواشنطن تعلنان «اتفاق ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء السودان مدة 72 ساعة اعتبارًا من تاريخ 18-21 يونيو الساعة 6 صباحاً بتوقيت الخرطوم» (04:00 ت.ج).
ودعت الرياض وواشنطن طرفَي النزاع إلى «النظر في المعاناة الكبيرة التي يعاني منها الشعب السوداني، وضرورة الالتزام التام بوقف إطلاق النار وتوقف حدة العنف».
وأكد البيان أنه في حال عدم التزام الطرفين بوقف إطلاق النار «سيضطر المسهلان إلى النظر في تأجيل محادثات جدة».
ويُعقد غدا الاثنين في جنيف مؤتمر دولي لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان تترأسه بشكل مشترك السعودية وقطر ومصر وألمانيا والاتحاد الأوروبي وعدد من وكالات الأمم المتحدة.
وتعرضت أحياء في جنوب العاصمة السودانية أمس لقصف جوي أدى إلى سقوط قتلى مدنيين مع تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، في وقت تدفع أعمال العنف في دارفور المئات إلى عبور الحدود نحو تشاد.
منذ 15 أبريل، تشهد الخرطوم ومناطق سودانية عدة معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، فشلت معها كل مساعي الحلّ والغالبية العظمى من اتفاقات وقف إطلاق النار.
وزاد النزاع من حدة الأزمات التي يعانيها السودان، إحدى أكثر دول العالم فقرا حتى قبل المعارك، وأثّر في مجمل مناحي الحياة لسكانه الذين يقدّر عددهم بأكثر من 45 مليون نسمة.
وأمس، أفادت «لجان المقاومة» عن تعرض أحياء في جنوب الخرطوم منها مايو واليرموك لقصف بالطيران التابع للجيش.
وأعلنت اللجان في بيان «وفاة 17 ضحية من المدنيين من بينهم خمسة أطفال» وإصابة آخرين، و«تدمير 25 منزلا».
واتهمت قوات الدعم السريع في بيان الجيش بمهاجمة «عدد من الأحياء السكنية» في جنوب العاصمة بالطيران، ما أدى إلى «مقتل وإصابة العشرات».
ونشرت عبر تويتر شريط فيديو قالت إنه لآثار القصف، ظهر فيه عشرات الأشخاص متجمعين قرب ركام منازل من الطوب مدمّر بشكل شبه كامل. وقام عدد منهم بحمل جثة مغطاة ووضعوها قرب جثث أخرى مرصوفة أرضا ومغطاة ببطانيات. ووقفت بجانبهم نسوة ينتحبن.
وأعلنت قوات الدعم أمس أنها أسقطت طائرة حربية تابعة للجيش. لكن مصدرا عسكريا قال لفرانس برس إن الطائرة المقاتلة سقطت بسبب «عطل فني».
وأكد شهود في الخرطوم تزايد حدة القصف الجوي في اليومين الماضيين.
وكانت ضاحية أم درمان بشمال العاصمة تعرضت الجمعة لقصف جوي استهدف خصوصا حي بيت المال. وتحدثت «لجان المقاومة» عن سقوط ثلاثة قتلى وتضرر منازل، بينما اتهمت قوات الدعم الجيش باستخدام الطيران لقصف «عدد من الأحياء المأهولة بالسكان» منها بيت المال حيث قتل «أكثر من 20 مدنيا».
ومنذ بدء المعارك، لم يحقق أي من الطرفين تقدما ميدانيا ملحوظا على حساب الآخر في الخرطوم. وتختلف التكتيكات العسكرية للطرفين، اذ يعتمد الجيش على الطيران والمدفعية والمدرعات، بينما ترتكز عمليات الدعم السريع على تحرك الأفراد المسلحين والعربات المزودة برشاشات ثقيلة.
وأكد نائب القائد العام للجيش ياسر العطا نية القوات المسلحة استهداف قوات الدعم حتى في مناطق مأهولة.
وأثناء تفقده مجموعة من الجنود، دعا العطا المدنيين إلى الابتعاد «عن جدار المنزل حيث هم (عناصر الدعم السريع) موجودون... لأننا سنهاجمهم في كل حتّة»، وذلك وفق شريط مصوّر نشرته صفحة القوات المسلحة على فيسبوك.
وأضاف «الوساطة بيننا وبين هؤلاء المتمردين هي الذخيرة»، وذلك في إشارة ضمنية الى وساطات عدة بين الطرفين لم تفلح أي منها في التهدئة.
ودارت أمس «اشتباكات بكل أنواع الأسلحة» في جنوب العاصمة، بينما سجّل «قصف صاروخي وبالمدفعية الثقيلة» مصدره أم درمان بشمالها، وفق شهود.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك