موسكو - (وكالات الأنباء): أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة أن «النظام الدولي الاستعماري الجديد» قد ولى وحل مكانه «عالم متعدد الأقطاب» يزداد قوة، في هجوم استهدف الدول الغربية في خضم النزاع في أوكرانيا.
وأتى كلام بوتين الذي يذكر بخطاب القادة السوفييت في حقبة الحرب الباردة، خلال كلمة ألقاها في المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرج في شمال غرب روسيا. ويهدف هذا الحدث السنوي عادة الى استقطاب مسؤولين ومستثمرين من العالم بأسره، إلا أن ممثلي الدول الغربية وحلفاء كييف الآخرين يغيبون عنه منذ اندلاع النزاع في أوكرانيا. وقال بوتين في افتتاح الجلسة العامة للمنتدى في كلمة نقلها التلفزيون مباشرة «النظام الدولي الاستعماري البشع لم يعد موجودا فيما يتعزز عالم متعدد الأقطاب». ورحب بتعزيز العلاقات بين موسكو ودول في قارات أخرى غير أوروبا أو أميركا الشمالية معتبرا أن «القادة الاقتصاديين في العالم يتغيرون».
ومضى بوتين يقول: «نقيم علاقات جيدة مع الصين والهند ودول أخرى. ماليزيا تتطور وأميركا اللاتينية وكذلك إفريقيا. ثمة مشاكل كثيرة فيها لكنها كلها تشهد منحى تصاعديا».
ورأى بوتين الذي عادة ما يستغل فرصة هذا المنتدى السنوي لعرض حصيلة بالسنة المنصرمة ورسم التوجهات المستقبلية، أن الاقتصاد الروسي صمد في وجه العقوبات الغربية الهائلة المرتبطة بالنزاع في اوكرانيا. وقال إن الوضع المالي بشكل عام في بلاده مستقر. وأضاف بوتين: «التضخم في روسيا الآن أقل بكثير من دول عديدة في الغرب، ودول الاتحاد الأوروبي»، مشيرا إلى أنه يقترب من أدنى مستوى تاريخي له عند 2,9%. ورأى الرئيس الروسي «يمكننا القول بثقة إن الاستراتيجية التي اختارتها الحكومة والشركات في روسيا نجحت».
وقال بوتين: «بابنا ليس مغلقا أمام أحد»، متوجها بذلك إلى الشركات الأجنبية التي غادرت روسيا بأعداد كبيرة منذ بدء النزاع.
وعن الحرب في أوكرانيا أعلن بوتين، أن مقاتلات «إف –16»، المتوقع تسليمها من حلف شمال الأطلسي إلى كييف، ستحترق بنفس الطريقة التي تحترق بها دبابات «ليوبارد» في أوكرانيا.
وقال بوتين: «الدبابات (الأجنبية) تحترق. تم تدمير العديد من الدبابات وهذا يشمل «ليوبارد»، بالأمس كانت تحترق. طائرات «إف-16» ستحترق أيضا». مؤكدا أن خسائر الجانب الأوكراني للجانب الروسي تبلغ نسبة 1 إلى 10.
وأشار بوتين إلى أن مقاتلات «إف-16» إذا كانت موجودة في قواعد جوية خارج أوكرانيا، واستخدمت في الأعمال العدائية ضد روسيا، فسيتعين علينا النظر في كيفية ضرب تلك الأسلحة وتدميرها. وأكد بوتين ان النظام الأوكراني بدأ الحرب بدعم من الدول الغربية عام 2014. الكل في الغرب يفضل ألا يتحدث عن ذلك، لكني مضطر إلى التذكير بأن الطيران والدبابات والمدفعية استخدمت في 2014.
وقال: إن الغرب يبذل قصارى جهده لـ «إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة». لكننا وضعنا صوب أعيننا تدمير الآلة العسكرية الأوكرانية والقضاء على النازية وكل الأسلحة في أوكرانيا من الخارج، لن يستمر هذا الأمر للأبد. مصانعنا تعمل ليل نهار، ولدينا احتياطي كبير من الأسلحة والذخيرة ة ووزارة الدفاع الروسية ستكشف عن الأرقام، لكن الأكيد أنه لا يوجد أي نجاح للجانب الأوكراني. هناك محاولة الآن على بعض قطاعات من الجبهة بوحدات على محور زابوروجيه، ووصلوا إلى الخط الأول من الدفاع. لكن ليس هناك أي فرص أمام القوات المسلحة الأوكرانية لإحراز أي تقدم.
وفيما يتعلق بالنفط، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قرارات خفض إنتاج النفط التي اتخذها تحالف أوبكزائد «غير مسيسة» ولا علاقة لها بما تسميه موسكو «عمليتها العسكرية الخاصة» في أوكرانيا. وقال بوتين «جميع القرارات المتخذة في إطار تحالف أوبكزائد لخفض الانتاج هي فوق كل شيء ذات طبيعة غير مسيسة». وأضاف أن بيئة تسعير النفط الحالية مناسبة لروسيا. وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوروبا بسبب إعادة تشغيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، بينما أشاد بسياسة الكرملين بشأن المناخ. وأضاف أن بعض الدول زادت مؤخرا من توليد الكهرباء من الفحم، رغم إعلانها العكس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك