باريس - (العربية.نت): بدأت في باريس، أمس الجمعة، جلسة محادثات سعودية فرنسية، بعد وصول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى قصر الإليزيه، حيث كان في استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
المحادثات السعودية الفرنسية تتضمن ملفات دولية عدة، أبرزها لبنان والعراق والسودان، بالإضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية وسبل مساهمة السعودية في تسريع إنهاء الحرب بناء على طلب فرنسي. كما تشمل المناقشات أيضا العلاقات الثنائية في مجالات عدة، منها الاقتصادية والعسكرية والثقافية. وكان ولي العهد السعودي قد وصل، في وقت سابق، إلى قصر الإليزيه ضمن زيارته الرسمية لفرنسا. وتنأى السعودية بنفسها الى حدّ ما في الملف الأوكراني، وقد دعت إلى إنهاء الحرب.
ويسعى ماكرون علنا إلى إقناع دول غير منحازة على غرار الصين والهند وكذلك السعودية بالضغط على موسكو لإنهاء حربها على أوكرانيا. وتسلّط زيارة ولي العهد السعودي الضوء على العلاقة الجيّدة التي تربط باريس والرياض.
وسيترأس الأمير محمد بن سلمان، خلال الزيارة أيضا، وفد بلاده المشارك في قمة «من أجل ميثاق مالي عالمي جديد»، التي ستعقد في باريس يومي 22 و23 من الشهر الحالي.
ويناقش الرئيس الفرنسي مع ضيفه التحضيرات لهذه القمة الهادفة إلى «جمع التمويل الخاص والعام وتركيزه حيث تشتد حاجة العالم والناس إليه لمحاربة الفقر وقيادة التحوّل المناخي الضروري وحماية التنوع البيولوجي»، بحسب ما أوضح الجانب الفرنسي.
على صعيد آخر، يُتوقّع أن يطلب الرئيس الفرنسي من ولي العهد السعودي أن يستخدم نفوذ السعودية في لبنان لكسر الجمود السياسي الذي أدّى إلى فشل البرلمان مرارًا في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كان آخرها الأربعاء الماضي، وسط انقسام سياسي يزداد حدّة بين «حزب الله» وخصومه وينذر بإطالة الشغور الرئاسي، على وقع انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850.
وعيّن الرئيس الفرنسي وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان «مبعوثًا خاصًا إلى لبنان» لمحاولة المساعدة في التوصل إلى مخرج من المأزق السياسي. ويُتوقع أن يزور السياسي المخضرم بيروت قريبًا.
كما سيشارك الأمير محمد بن سلمان في حفل استقبال السعودية الرسمي لترشح الرياض لاستضافة «إكسبو 2030» المقرر عقده في باريس في 19 من الشهر الحالي .يذكر أن هذه الزيارة تأتي بعد أقل من عام على الزيارة التي قام بها ولي العهد للعاصمة الفرنسية في يوليو من العام الماضي.
وعشية اللقاء المرتقب، كشف مصدر رئاسي فرنسي أن الرئيس ماكرون سيطلب من ولي العهد السعودي المساعدة في إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال المصدر الرئاسي الفرنسي عشية استقبال ولي العهد السعودي في الإليزيه إن فرنسا ستدعم رسمياً ترشّح السعودية لاستضافة «إكسبو 2030 «كما قال المصدر إن »ماكرون سيناقش مع ولي العهد قضايا نهتم بها معاً كالاستقرار في لبنان والعراق«.
وأضاف المصدر أن فرنسا تنتظر من السعودية أن تلعب دوراً مع روسيا وضمن مجموعة العشرين للتشجيع على محادثات بشأن أوكرانيا، وهذا سيكون في مصلحة الجميع بما في ذلك دول الجنوب والسعودية.
وقد شكلت الزيارة السابقة التي قام بها ولي العهد السعودي في يوليو من العام الماضي لحظة محورية، حيث تم خلالها بحث نقل العلاقات القديمة إلى مرحلة جديدة من التعاون.
من بين نتائج الزيارة السابقة تعميق الشراكة الاستثمارية بين البلدين، رفع وتيرة التعاون الاستثماري والاقتصادي، التعاون في مجال الهيدروجين النظيف، والالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي.
كما ناقشت الزيارة تأكيد ضرورة التقييم المستمر للتهديدات المشتركة لمصالح البلدين ولأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز التعاون والشراكة في المجالات الدفاعية.. وبحث سبل تطوير وتعزيز التعاون والتنسيق بخصوص مكافحة الإرهاب وتمويله ومكافحة الجرائم بجميع أشكالها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك