بكين - (وكالات الأنباء): قالت وسائل إعلام رسمية صينية إن الرئيس شي جين بينج جدد للرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأربعاء دعوته لتصبح فلسطين «عضوا كامل العضوية» في الأمم المتحدة.
وقال الرئيس شي خلال اجتماعه مع عباس في بكين إن «الصين تدعم فلسطين لتصبح دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة»، وفق ما نقلت إذاعة سي سي تي في الصينية الرسمية.
وأضاف أن «المخرج الرئيسي للقضية الفلسطينية يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة».
ونقلت وسائل إعلام رسمية صينية عن شي قوله إن «الحل الأساسي للقضية الفلسطينية يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
ويريد الفلسطينيون إقامة دولة في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية وهي الاراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. وانسحبت إسرائيل من غزة عام 2005 لكنها تواصل توسعة المستوطنات في الضفة الغربية وتصف القدس بأنها عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم. وتوقفت محادثات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة منذ عام 2014 ولا يلوح في الأفق أي مؤشر على إحيائها.
وقال الرئيس شي لعباس في حفل ترحيب في قاعة الشعب الكبرى في بكين: «دعمنا دائما بقوة القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة». ودعا شي أيضا المجتمع الدولي لزيادة المساعدات التنموية والانسانية المقدمة الى الفلسطينيين. وأعلن شي وعباس أيضا أن الجانبين اتفقا على إقامة شراكة استراتيجية ووقعا عددا من وثائق التعاون الثنائي، ويشمل ذلك اتفاقية تعاون اقتصادي وتكنولوجي واتفاقية إعفاء متبادل لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية من شرط الحصول على تأشيرة الدخول وصداقة بين مدينتي ووهان الصينية ورام الله بالضفة الغربية المحتلة، وهي مقر الحكومة الفلسطينية.
وتعارض الولايات المتحدة حصول الفلسطينيين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة إلا في حالة التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل. ويتطلب الحصول على العضوية الكاملة إجراء تصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي تتمتع فيه الولايات المتحدة شأنها شأن الصين بحق النقض (الفيتو).
وكان عباس قد وصل إلى بكين الاثنين الماضي في زيارة رسمية هي الخامسة تستمر حتى الجمعة المقبلة. وأبلغ الرئيس الصيني نظيره الفلسطيني في حفل استقبال في قاعة الشعب الكبرى أن الصين «مستعدة لتعزيز التنسيق والتعاون مع الجانب الفلسطيني، في مواجهة قرن من التغيرات العالمية والتطورات الجديدة للوضع في الشرق الأوسط».
وأضاف شي: «سنعلن اليوم بشكل مشترك إقامة شراكة استراتيجية بين الصين وفلسطين ستمثل علامة فارقة مهمة في تاريخ العلاقات الثنائية».
ويجري عباس مباحثات مع كبار القادة الصينيين، من بينهم رئيس مجلس الدولة لي تشيانج.
وستتناول مباحثات الطرفين سبل تعزيز العلاقات ومواجهة التحديات الطويلة الأمد للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
سعت بكين إلى تعزيز علاقاتها في الشرق الأوسط متحدية النفوذ الأمريكي في جهود أثارت قلق واشنطن. وكان وزير الخارجية الصيني تشين غانغ قد أبلغ في أبريل نظيريه الإسرائيلي والفلسطيني استعداد بلاده للمساعدة في محادثات سلام، في اتصالين منفصلين.
وحث تشين وزير الخارجية الاسرائيلي إيلي كوهين على اتخاذ «خطوات لاستئناف محادثات سلام». وقال إن «الصين على استعداد لتسهيل لذلك»، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
كذلك، أبلغ تشين وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن بكين تدعم استئناف المحادثات في أسرع وقت، بحسب الوكالة.
وشدد تشين في الاتصالين على مسعى الصين لمحادثات سلام على أساس تطبيق «حل الدولتين». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين في مؤتمر صحفي دوري الجمعة الماضية إن «الرئيس عباس صديق قديم للشعب الصيني». وأضاف أن عباس «أول رئيس دولة عربي تستقبله الصين هذا العام، ما يجسد المستوى الرفيع من العلاقات الصينية الفلسطينية الجيدة الودية تقليديا».
وتابع أن «القضية الفلسطينية هي جوهر قضية الشرق الأوسط وتؤثر على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وعلى العدالة والعدل الدولي».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك