(العربية.نت): مع اقتراب الأزمة السودانية من إتمام شهرها الثاني، تجدد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من المناطق في العاصمة الخرطوم باستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة أمس، وسط دعوات سياسية لإعلان التعبئة العامة للتصدي لما يحدث في مدينة الجنينة.
وأفاد سكان بأن اشتباكات دارت بين الطرفين بالقرب من منطقة المدرعات العسكرية ومصنع اليرموك للذخيرة جنوب العاصمة.
وشهد حي جبرة جنوب العاصمة معارك عنيفة بشتى أنواع الأسلحة لثلاثة أيام متتالية عقب الهدنة القصيرة التي بدأت في السادسة من صباح السبت الماضي بتوقيت الخرطوم، وانتهت في السادسة من صباح اليوم التالي.
إلى ذلك، أعلنت غرفة طوارئ منطقة جنوب الحزام مقتل خمسة من سكانها إثر القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقالت اللجنة في بيان «تعرضت منطقة جنوب الحزام لخسائر بالغة في الأرواح والممتلكات، بينما وصلت إلى مستشفى بشائر 50 حالة إصابة من مناطق متفرقة».
في سياق متصل، ذكر شهود عيان في مدينة أم درمان أن اشتباكات بالأسلحة الخفيفة وقعت صباح أمس بين الطرفين شمال المدينة، فيما سُمع دوي مدافع بالقرب من معسكر كرري التابع للجيش شمال أم درمان.
وفي ولاية شمال كردفان، التي تعاني حصارا مستمرا منذ بدء القتال، قال سكان إن الجيش قصف لأول مرة مواقع لقوات الدعم السريع بالطيران الحربي.
وفي إقليم دارفور، أبلغ شهود بأن الجزء الشمالي من مدينة نيالا في الإقليم شهد مواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد هدوء استمر لأيام، وفق وكالة «أنباء العالم العربي».
في الأثناء، دعا رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل إلى إعلان التعبئة العامة لـ«صد الغزو على الجنينة»، مشيراً إلى أن «مدينة الجنينة تتعرض إلى غزو أجنبي بهدف تغيير الجغرافيا السكانية».
وأضاف الفاضل في تغريدة على تويتر أن «على حكومة السودان إعلان الغزو الأجنبي واستخدام سلاح الطيران وإعلان التعبئة العامة لصد الغزو على الجنينة».
من جانبها، قالت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء إن عددا كبيرا من الضحايا، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، سقطوا نتيجة الاقتتال في مدينة الجنينة «في وضع كارثي هو الأسوأ على الإطلاق».
ونوهت اللجنة إلى أنه تعذر تماما حصر الضحايا في المدينة «حيث إن جميع المستشفيات خارج الخدمة والمدينة محاصرة والاتصالات منقطعة عن المدينة».
يذكر أن القتال اندلع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
وكان من المفترض أن تنتهي تلك العملية بإجراء انتخابات في غضون عامين، لكن الطرفين كانا قد اختلفا حول خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
واتفق الطرفان على أكثر من هدنة خلال المعارك المستمرة بينهما منذ ما يقرب من الشهرين، كان آخرها برعاية سعودية أمريكية. لكنهما يتبادلان الاتهامات بانتهاكها مرارا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك