(العربية نت): لليوم الثاني على التوالي، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم أمس قتالا عنيفا بالمدافع والطيران بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد هدنة قصيرة مدة 24 ساعة انتهت صباح الأحد.
وقال سكان في جنوب العاصمة إن غارات جوية استهدفت، صباح أمس، نقاط تمركز لقوات الدعم السريع عند أرض المعسكرات والمدينة الرياضية إلى جانب قصف مدفعي، مع استمرار سقوط القذائف على أحياء جنوب الخرطوم.
وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الخرطوم، مساء الأحد، مقتل 18 شخصاً جراء ما وصفته بتساقط القذائف العشوائية على بعض الأحياء وسقوط عدد من الجرحى، قائلة إن المواطنين «عاشوا يوما عصيبا وداميا».
كما أشارت غرفة طوارئ شرق النيل في بيان، الأحد، إلى مقتل شخصين إثر سقوط قذيفة عشوائية على منطقة سكنية.
وقال شهود عيان بمدينة أم درمان، إن اشتباكات عنيفة وقعت، صباح الأحد، بين طرفي الصراع في شمال المدينة.
وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الاتهامات بشن هجمات، حيث قال الجيش إن الدعم السريع شن قصفا مدفعيا وصاروخيا على مناطق سكنية في جنوب الخرطوم، الأحد، وجدد القصف على بعضها صباح أمس.
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بالاستمرار في الهجوم عليها في عدد من المحاور بمدن العاصمة.
واندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل الماضي، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
وكان من المفترض أن تنتهي تلك العملية السياسية بإجراء انتخابات في غضون عامين، لكن الطرفين كانا قد اختلفا حول خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
واتفق الطرفان على أكثر من هدنة خلال المعارك المستمرة بينهما منذ ما يقرب من الشهرين، لكنهما يتبادلان الاتهامات بانتهاكها مرارا.
هذا وأكد الجيش السوداني، أمس، أن عمليات تمشيط جارية جنوبي الخرطوم وجسر الحلفايا وشرق النيل، مشيراً في بيان إلى أن قوات الدعم السريع تكبدت خسائر فادحة تضمنت تدمير عشرات الآليات العسكرية.
وإلى ذلك، أفاد بيان سعودي أمريكي أن الميسرين مستعدان لاستئناف مباحثات السودان إذا تقيد الطرفان بإعلان جدة.
وقال البلدان الميسران للمحادثات في بيان مشترك، الأحد، إنهما لاحظا أن وقف إطلاق النار الذي انتهى صباح الأحد «مكّن من إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية وتحقيق بعض تدابير بناء الثقة».
غير أن الرياض وواشنطن عبرتا عن أسفهما الشديد لعودة الطرفين إلى أعمال العنف فور انتهاء الهدنة القصيرة، وأبديتا استعدادهما لاستئناف المحادثات «بمجرد أن يُظهر طرفا الصراع تقيدهما بما اتفقا عليه في إعلان جدة» لحماية المدنيين في السودان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك