العدد : ١٦٩٨٢ - الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٢ - الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

سكان الخرطوم يعودون إلى واقعهم.. المعارك تستأنف بعد انتهاء الهدنة

الاثنين ١٢ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

الخرطوم‭ - (‬وكالات‭ ‬الانباء‭): ‬أفاق‭ ‬سكان‭ ‬الخرطوم‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬على‭ ‬تجدد‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬يعيشونه‭ ‬منذ‭ ‬قرابة‭ ‬شهرين،‭ ‬مع‭ ‬استئناف‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬المعارك‭ ‬بعيد‭ ‬انتهاء‭ ‬هدنة‭ ‬امتدت‭ ‬24‭ ‬ساعة‭. ‬

وقال‭ ‬نصر‭ ‬الدين‭ ‬أحمد‭ ‬المقيم‭ ‬بجنوب‭ ‬العاصمة‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬استيقظنا‭ ‬على‭ ‬صوت‭ ‬الاشتباكات‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬بأسى‭ ‬‮«‬كأننا‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬حلم‭ ‬أمس‭ ‬واليوم‭ ‬استيقظنا‭ ‬منه‮»‬‭. ‬

ومنذ‭ ‬بدء‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬أبريل‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬بقيادة‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬بقيادة‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو،‭ ‬أبرم‭ ‬الجانبان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬لوقف‭ ‬النار‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يتمّ‭ ‬خرقها‭. ‬

الا‭ ‬أن‭ ‬شهودا‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬أفادوا‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬بأن‭ ‬الهدنة‭ ‬احترمت‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬سابقاتها،‭ ‬وأن‭ ‬الهدوء‭ ‬ساد‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العاصمة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬دوي‭ ‬القصف‭ ‬المدفعي‭ ‬والجوي‭ ‬أو‭ ‬الاشتباكات‭. ‬وبدأت‭ ‬الهدنة‭ ‬عند‭ ‬السادسة‭ ‬صباحا‭ (‬04:00‭ ‬ت‭ ‬ج‭) ‬وامتدت‭ ‬أربع‭ ‬وعشرين‭ ‬ساعة‭. ‬

وتم‭ ‬التوصل‭ ‬إليها‭ ‬بوساطة‭ ‬سعودية‭ - ‬أمريكية‭. ‬وحذّر‭ ‬الجانبان‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬طرفي‭ ‬النزاع‭ ‬للهدنة‭ ‬الجديدة‭ ‬سيدفع‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تأجيل‭ ‬محادثات‭ ‬جدة‮»‬‭ ‬المعلّقة‭ ‬بينهما‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أسبوع‭. ‬

وصباح‭ ‬الأحد،‭ ‬أكد‭ ‬شهود‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬سماع‭ ‬‮«‬أصوات‭ ‬القصف‭ ‬والاشتباكات‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬انتهاء‭ ‬الهدنة‮»‬‭. ‬وتحدث‭ ‬شهود‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬قصف‭ ‬بالطيران‭ ‬واشتباكات‮»‬‭ ‬في‭ ‬شرقها،‭ ‬و«قصف‭ ‬عنيف‭ ‬بالمدفعية‭ ‬الثقيلة‮»‬‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬وضاحية‭ ‬أم‭ ‬درمان‭ ‬في‭ ‬شمالها،‭ ‬واشتباكات‭ ‬‮«‬بمختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الأسلحة‮»‬‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬الهواء‭ (‬جنوب‭). ‬

وأكد‭ ‬سكان‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬أنهم‭ ‬يشهدون‭ ‬لليوم‭ ‬الخامس‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬‮«‬سحابة‭ ‬دخان‮»‬‭ ‬ناتجة‭ ‬من‭ ‬انفجار‭ ‬أحد‭ ‬صهاريج‭ ‬تخزين‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬منشأة‭ ‬الشجرة‭ ‬للنفط‭ ‬والغاز‭. ‬واندلع‭ ‬حريق‭ ‬في‭ ‬المنشأة‭ ‬الواقعة‭ ‬بجنوب‭ ‬الخرطوم‭ ‬ليل‭ ‬الأربعاء‭ - ‬الخميس‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬اشتباكات‭ ‬قرب‭ ‬مجمع‭ ‬اليرموك‭ ‬للصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬المجاور‭ ‬لها‭.‬

وشهدت‭ ‬منطقة‭ ‬صالحة‭ ‬جنوب‭ ‬أم‭ ‬درمان‭ ‬قصفا‭ ‬جويا‭ ‬تصدت‭ ‬له‭ ‬المضادات‭ ‬الأرضية،‭ ‬بحسب‭ ‬شهادات‭ ‬من‭ ‬السكان‭. ‬كما‭ ‬أفادت‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬مقاومة‮»‬‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬الخرطوم‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬قذائف‭ ‬سقطت‭ ‬داخل‭ ‬منازل‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬أحياء‭ ‬الأزهري‭ ‬والسلمة‭ ‬والتعويضات‮»‬‭. ‬وهذه‭ ‬اللجان‭ ‬هي‭ ‬مجموعات‭ ‬شعبية‭ ‬كانت‭ ‬تنظّم‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬للمطالبة‭ ‬بحكم‭ ‬مدني‭ ‬بعد‭ ‬الانقلاب‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬أطاح‭ ‬نظام‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭ ‬عام‭ ‬2019‭. ‬

وتعاني‭ ‬الخرطوم‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يقطنها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬المعارك،‭ ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬وانقطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬وتراجع‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭. ‬وتركها‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬سكانها‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬القتال‭.‬

وعلى‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬توقعات‭ ‬السكان‭ ‬حيال‭ ‬الهدنة‭ ‬كانت‭ ‬متواضعة،‭ ‬لكن‭ ‬توقف‭ ‬المعارك‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬أتاح‭ ‬لسكان‭ ‬العاصمة‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭ ‬بأمان‭ ‬نسبي،‭ ‬وشراء‭ ‬حاجياتهم‭ ‬الضرورية‭ ‬خصوصا‭ ‬الغذائية،‭ ‬أو‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬علاجات‭ ‬طبية‭ ‬باتت‭ ‬نادرة‭. ‬وقالت‭ ‬أسماء‭ ‬الريح‭ ‬التي‭ ‬تقطن‭ ‬في‭ ‬أم‭ ‬درمان‭ ‬‮«‬أمس‭ ‬التقطنا‭ ‬أنفاسنا‭ ‬لكن‭ ‬اليوم‭ ‬عدنا‭ ‬لحالة‭ ‬الرعب،‭ ‬والصواريخ‭ ‬والقذائف‭ ‬تهز‭ ‬جدران‭ ‬منازلنا‮»‬‭.‬

وأودى‭ ‬النزاع‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬1800‭ ‬شخص،‭ ‬حسب‭ ‬مشروع‭ ‬بيانات‭ ‬الأحداث‭ ‬وموقع‭ ‬النزاع‭ ‬المسلح‭ (‬أكليد‭)‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأعداد‭ ‬الفعلية‭ ‬للضحايا‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير،‭ ‬بحسب‭ ‬وكالات‭ ‬إغاثة‭ ‬ومنظمات‭ ‬دولية‭.‬

ووفق‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬تسبّب‭ ‬النزاع‭ ‬بنزوح‭ ‬حوالي‭ ‬مليوني‭ ‬شخص،‭ ‬بينهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬476‭ ‬ألفا‭ ‬عبروا‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬مجاورة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا