رام الله – رويترز: اندلعت اشتباكات بعد أن نفذت القوات الاسرائيلية مداهمة نادرة بمدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس فيما قال الجيش انها عملية لهدم منزل مهاجم فلسطيني يتهمه في تفجير مزدوج بالقدس العام الماضي. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان 35 على الاقل أصيبوا من بينهم ما لا يقل عن 20 بالرصاص الحي. وأشارت الى أن شخصين أصيبا بجروح خطيرة في البطن بينما اخترقت رصاصة مطاطية جمجمة ثالث.
وقال شاهد من رويترز ان قافلة عسكرية كبيرة وصلت الى وسط مدينة رام الله مقر الحكومة الفلسطينية مما دفع مئات الفلسطينيين للتجمع في المنطقة. وذكر الشاهد أن بعض الشبان الفلسطينيين رشقوا القوات الاسرائيلية بالحجارة وأطلقت تلك القوات الرصاص الحي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع باتجاه الحشد. وأغلقت طرق بحاويات قمامة أضرمت فيها النيران بينما دوت صفارات سيارات الاسعاف.
وقال الجيش الاسرائيلي ان جنوده واجهوا حشودا ترشقهم بالقنابل الحارقة والحجارة وردوا بإطلاق الرصاص الحي. وأضاف أن مصورا صحفيا فلسطينيا أصيب برصاصة مطاطية وأن تلك الواقعة تجري مراجعتها. وقال الجيش الاسرائيلي ان قواته تعمل في رام الله (لهدم منزل الارهابي الذي نفذ هجوما تفجيريا في القدس في نوفمبر الماضي) واسمه اسلام فروخ.
وأسفر الانفجاران اللذان وقعا خلال ذلك الهجوم عن مقتل شخصين أحدهما مراهق اسرائيلي كندي واصابة ما لا يقل عن 14 اخرين فيما وصفته الشرطة بانفجار عبوتين ناسفتين تم وضعهما في محطتين للحافلات بالقرب من مخرج المدينة وفي تقاطع طرق يؤدي الى مستوطنة. وتقوم اسرائيل عادة بهدم منازل من تشتبه في تنفيذهم هجمات وتقول ان تلك سياسة عقابية ورادعة لغيرهم. ويقول منتقدون لتلك الطريقة انها تندرج تحت العقاب الجماعي غير القانوني بموجب القانون الدولي الانساني. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية (ما قام به الاحتلال جريمة نكراء حولت عائلة بين ليلة وضحاها الى عائلة مشردة بعد هدم بيتها وهذه العقوبات الجماعية التي لم تحصل في التاريخ هي محاولة من الاحتلال للنيل من معنويات شعبنا). وقال عبدالفتاح دولة المتحدث باسم مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان (هدم بيوت المناضلين هو عقاب جماعي يندرج تحت جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل فوري لوقف هذه الجرائم ومحاكمة مرتكبيها).
وقبل ساعات التقى ممثل الولايات المتحدة الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو بأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ. وتصاعد العنف في الضفة الغربية خلال العام المنصرم. وكثفت اسرائيل مداهماتها العسكرية هناك وسط سلسلة من الهجمات التي نفذها فلسطينيون في شوارعها. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان اسرائيل قتلت ما لا يقل عن 158 فلسطينيا منذ يناير. وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية ان 20 اسرائيليا واثنين من الرعايا الاجانب قتلوا في هجمات فلسطينية في نفس الفترة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك