الخرطوم – الوكالات: علّق الجيش السوداني مشاركته أمس في محادثات برعاية السعودية وأمريكا لوقف إطلاق النار متهما قوات الدعم السريع بالفشل في الإيفاء بالتزاماتها.
وأقر الوسطاء في المحادثات الجارية في مدينة جدة بانتهاك الطرفين الهدنة مرارا لكنهم تجنبوا حتى الآن فرض أي عقوبات على أمل إبقاء طرفي النزاع على طاولة المفاوضات.
وأفاد مسؤول في الحكومة السودانية طلب عدم الكشف عن هويته بأن الجيش اتّخذ القرار «بسبب عدم تنفيذ المتمردين البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين وخرقهم المستمر للهدنة».
وقال المتحدث باسم الاتحاد الإفريقي محمد الحسن لوكالة فرانس برس أمس إن انسحاب الجيش «لا ينبغي أن يحبط الولايات المتحدة والسعودية»، واصفا خطوة الجيش بأنها «ظاهرة كلاسيكية في المفاوضات الصعبة».
وفي العاصمة، أفاد سكان فرانس برس بأن «المدفعية الثقيلة من معسكرات للجيش في شمال أم درمان تنفذ قصفا في اتجاه الخرطوم بحري». وأكد آخرون تعرض «معسكر قوات الدعم السريع الكبير في الصالحة جنوب الخرطوم» لقصف مدفعي.
وكان الوسطاء السعوديون والأمريكيون قد أفادوا في وقت متأخر يوم الاثنين بأن طرفي النزاع وافقا على تمديد هدنة إنسانية خرقاها مرارا خلال الأسبوع الماضي خمسة أيام.
ورغم تعهّدات الجانبين، اندلع القتال مرة أخرى يوم الثلاثاء في الخرطوم الكبرى ومنطقة دارفور المضطربة في غرب البلاد.
وأعلن قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان خلال زيارة للقوات في العاصمة يوم الثلاثاء أن «الجيش جاهز للقتال حتى النصر». وقال الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع إن القوات «ستمارس حقها في الدفاع عن نفسها». واتهم الجيش بانتهاك الهدنة.
وقال الباحث المتخصص بالشأن السوداني في جامعة جوتنبرج السويدية ألي فيرجي إن الوسطاء يسعون لتجنّب انهيار كامل للمحادثات، خشية تصعيد ميداني كبير. وأفاد: «يعرف الوسطاء أن الوضع سيئ لكنهم لا يريدون إعلان أن وقف إطلاق النار انتهى خشية تدهور الوضع أكثر». وتابع: «الأمل هو أنه عبر إبقاء الطرفين على طاولة المحادثات ستتحسن في نهاية المطاف آفاق وضع ترتيبات يمكن احترامها بشكل أفضل».
ومنذ اندلعت المعارك بين القوتين الأمنيتين الخصمتين في 15 أبريل قتل أكثر من 1800 شخص، بحسب مشروع موقع النزاع المسلح وبيانات الأحداث.
وتفيد الأمم المتحدة بأن أكثر من 1.2 مليون شخص نزحوا داخليا فيما فر أكثر من 425 ألفا إلى الخارج، أكثر من 170 ألفا منهم إلى مصر.
وتؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من نصف السكان (25 مليون شخص) باتوا بحاجة إلى المساعدة والحماية. وانقطعت المياه عن أحياء كاملة في الخرطوم فيما لم تعد الكهرباء متوافرة أكثر من بضع ساعات في الأسبوع بينما خرج ربع المستشفيات في مناطق القتال من الخدمة.
وتواصل الكثير من العائلات الاختباء في منازلها وتقنين المياه والكهرباء بينما تحاول جاهدة تجنّب الرصاص الطائش في المدينة التي تعد أكثر من خمسة ملايين نسمة، فر نحو 700 ألف منهم، بحسب الأمم المتحدة.
وأفادت وزارة الصحة السودانية في بيان أمس بأن ولاية الجزيرة التي تعد محطة استقبال رئيسية للنازحين من الخرطوم شهدت خروج «تسع مؤسسات صحية من الخدمة رغم الهدنة المعلنة وذلك بسبب مليشيا الدعم السريع التي تتحرك في تلك المناطق وتهدد حركة الكوادر الطبية والامداد».
وفي دارفور الواقعة عند حدود السودان الغربية مع تشاد «يتجاهل (القتال المتواصل) بشكل صارخ التزامات وقف إطلاق النار»، بحسب طوبي هارورد من المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك