دبي – (رويترز): دعت السعودية والولايات المتحدة أمس إلى تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي ساهم في تحقيق بعض الهدوء في المواجهات التي اندلعت قبل ستة أسابيع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لكنه لم يسفر عن توصيل الكثير من المساعدات الانسانية للمدنيين.
ودعا الجانبان الجيش وقوات الدعم السريع إلى «مواصلة النقاش للتوصل الى اتفاق بشأن تمديد وقف إطلاق النار». وقالا في بيان مشترك انه رغم أن «الاتفاق ليس كاملا فان التمديد سيسهل ايصال المساعدات الانسانية التي يحتاجها الشعب السوداني».
ومن المقرر أن تنتهي مساء اليوم هدنة استمرت أسبوعا تم التوصل اليها بوساطة سعودية وأمريكية بمدينة جدة.
ويتولى البلدان عن بعد مراقبة الهدنة التي شهدت انتهاكات متكررة.
وأعلنت قوات الدعم السريع استعدادها الكامل لمواصلة المباحثات «لمناقشة امكانية التوصل الى تجديد اتفاق وقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية» وقالت في الوقت نفسه انها تواصل مراقبة الهدنة «لاختبار مدى جدية والتزام الطرف الاخر للمضي في تجديد الاتفاق من عدمه».
وقال الجيش انه يبحث امكانية تمديد الاتفاق.
أدى اتفاق الهدنة لتوقف القتال العنيف لكن الاشتباكات المتفرقة والضربات الجوية استمرت.
وقال سكان انه أمكن سماع صوت اشتباكات الليلة قبل الماضية وأمس في العاصمة الخرطوم.
واندلع القتال في عدة أجزاء بإقليم دارفور الذي كان يعاني بالفعل من ويلات الصراع والنزوح مع تسجيل سقوط مئات القتلى في الجنينة بالقرب من الحدود مع تشاد خلال هجمات ألقى سكان بالمسؤولية فيها على ميليشيات «الجنجويد» المنحدرة من قبائل بدوية عربية ولها صلات بقوات الدعم السريع.
وقال حاكم دارفور مني مناوي وهو متمرد سابق قاتل فصيله ضد الميليشيات في صراع دارفور في تغريدة على تويتر انه يتعين على المواطنين حمل السلاح للدفاع عن ممتلكاتهم.
واندلع القتال أيضا في الايام الاخيرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وسجل مستشفى في الفاشر ثلاث وفيات و26 اصابة السبت بينهم أطفال بحسب هيئة محامي دارفور وهي منظمة حقوقية. وأضافت المنظمة أن هناك كثيرين في عداد المفقودين.
قالت وزارة الصحة ان القتال تسبب في مقتل 730 على الاقل ومع ذلك فان من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير. وسجلت الوزارة بشكل منفصل ما يصل الى 510 وفيات في الجنينة.
وتقول الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة انه على الرغم من الهدنة فانها تكابد للحصول على موافقات وضمانات أمنية لتوصيل المساعدات وفرق الاغاثة إلى الخرطوم وغيرها من الأماكن التي تحتاج اليها.
واجتاز أكثر من 300 ألف شخص حدود السودان منذ اندلاع القتال واتجهت الأعداد الأكبر شمالا من الخرطوم إلى مصر أو غربا من دارفور إلى تشاد.
وجعل الصراع الذي اندلعت شرارته في 15 أبريل العاصمة تترنح وسط حالة من غياب القانون وانهيار الخدمات مما أدى إلى نزوح أكثر من 1.3 مليون شخص عن ديارهم ويهدد بزعزعة استقرار المنطقة.
وطالت عمليات النهب والتدمير مصانع ومكاتب ومنازل وبنوكا في الخرطوم. وكثيرا ما تشهد العاصمة السودانية انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات كما تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية وكذلك نفاد الامدادات الغذائية. وتعرضت مستودعات للنهب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك