زفيكان-(أ ف ب): فرقت شرطة كوسوفو بالغاز المسيل للدموع أمس الأول الجمعة متظاهرين صربا كانوا يحتجون على تولي ألبان رئاسة بلديات في شمال البلاد بناء على نتائج انتخابات يطعنون بشرعيتها، في منطقة يشكل فيها الصرب أكثرية. ووضعت صربيا التي كانت كوسوفو إقليما تابعا لها حتى تدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) في 1999، جيشها في حالة تأهب قصوى وأمرت بإرسال قوات باتجاه الحدود في خطوة اتخذتها مرات عدة في السنوات الأخيرة.
وانتخب رؤساء البلديات في اقتراع محلي نظمته سلطات كوسوفو في 23 أبريل في أربع مناطق يشكل الصرب الذين قاطعوا الانتخابات، أغلبية فيها. ولم يشارك في الاقتراع سوى 1500 ناخب من أصل 45 ألفا مسجلين. ودانت واشنطن قرار السلطات الكوسوفية تعيين هؤلاء المسؤولين على الرغم من تحذيرات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان إن «هذه الأفعال أدت إلى تفاقم الخلافات بشكل حاد وغير ضروري، بما يقوّض الجهود التي نبذلها للمساعدة على تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا، وستكون لها تداعيات على علاقاتنا الثنائية مع كوسوفو». كما دعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، إلى «التراجع فورا واحتواء التصعيد». وعبرت هذه الدول في بيان مشترك عن «قلقها إزاء قرار صربيا رفع مستوى تأهب قواتها المسلحة عند الحدود مع كوسوفو».
ودعا البيان «كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنّب الخطاب التحريضي». ذكرت صحفية من وكالة فرانس برس أن مواجهات جرت بين عدد من السكان الصرب والشرطة أمام بلدية زفيكان أولا. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لصد المتظاهرين بينما سمع دوي انفجار قنابل صوتية. وعبر تسجيلات فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، يسمع إطلاق نار أيضا. وقالت مساعدة رئيس المستشفى المحلي دانيكا رادوميروفتيش لوسائل إعلام محلية إن حوالي عشرة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة وتمت معالجتهم في مستشفى في الشكر الشمالي من مدينة ميتروفيتسا المقسومة. وذكرت المصادر نفسها أن سيارة واحدة على الأقل للشرطة تضررت.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في بلديتين أخريين هما ليبوسافيتش وزوبين بوتوك، كما ذكر التلفزيون الوطني الصربي. ونصب صرب حواجز بالقرب من ليبوسافيتش، كما أضاف التلفزيون. في بلغراد أمر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بوضع الجيش في «حالة تأهب قصوى»، كما حدث عدة مرات في السنوات الأخيرة بسبب التوتر مع كوسوفو، كان آخرها في ديسمبر. كما أمر «بالتحرك» باتجاه الحدود مع هذا الإقليم الصربي السابق، حسبما أعلن التلفزيون الصربي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك