القاهرة/دبي – (رويترز): قالت السعودية والولايات المتحدة أمس إن درجة التزام طرفي الصراع في السودان بوقف إطلاق النار قد تحسنت وذلك رغم تقارير عن اشتباكات متفرقة في الخرطوم ومناطق أخرى في البلاد.
وقالت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك: «بغض النظر عن رصد استخدام طائرات عسكرية وإطلاق نار متقطع في الخرطوم فقد تحسن الوضع في الخرطوم منذ 24 مايو عندما اكتشفت آلية مراقبة وقف إطلاق النار انتهاكات جسيمة للاتفاقية».
وأضاف البيان «في يوم 25 مايو حذر الميسرون للاتفاقية الطرفين من مزيد من الانتهاكات وناشدوهما لتحسين احترام اتفاقية وقف إطلاق النار وهو ما طبقه الطرفان بالفعل».
وتراقب الدولتان هدنة مدة أسبوع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع دخلت حيز التنفيذ يوم الاثنين بهدف السماح بتوصيل المساعدات وتقديم الخدمات بعد المعارك المستمرة بين الجانبين منذ منتصف أبريل التي أدت إلى مقتل المئات وتسببت في أزمة لاجئين.
وعلى الرغم من أن القتال هدأ قليلا وردت تقارير على مدى الأيام الماضية بوقوع اشتباكات وقصف مدفعي وضربات جوية.
ودارت معارك في عدة مدن كبرى غرب البلاد في الأيام القليلة الماضية وفقا لما نقله نشطاء ووقعت أحدث اشتباكات في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وإلى الغرب شهدت مدينتا زالنجي والجنينة انقطاعا تاما في الاتصالات وسط هجمات تنفذها ميليشيات.
وقال سكان في مدينة نيالا إن الهدوء ساد بعد قتال استمر أياما لكن انقطاع المياه ما زال مستمرا.
وفي خطوة قد تؤجج القتال دعت وزارة الدفاع السودانية العسكريين المتقاعدين والمواطنين القادرين على حمل السلاح إلى التوجه إلى مخازن الأسلحة للتسلح من أجل حماية أنفسهم «والعمل وفق خطط هذه المناطق».
وقالت وزارة الصحة إن 730 على الأقل قتلوا في الصراع رغم أن العدد الحقيقي أكبر بكثير على الأرجح.
وفر نحو 3ر1 مليون بسبب القتال في السودان ونزحوا داخل السودان أو لجأوا إلى دول مجاورة.
ومع احتياج نصف سكان السودان البالغ عددهم نحو 49 مليون نسمة إلى مساعدات قالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن كمية من الحبوب تكفي لإطعام مليوني شخص ستصل للسودان على متن سفن.
لكن من غير الواضح كيف يمكن توصيل تلك الشحنة وغيرها من المساعدات إلى السودان دون ضمانات أمنية وتصاريح.
وقال الطاهر إمام مدير برنامج منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم «نحن في سباق مع الزمن لإيصال المساعدة إلى ملايين الأشخاص قبل حلول موسم الأمطار في يونيو».
وأشار البيان السعودي الأمريكي إلى أن بعض المساعدات تم توصيلها للخرطوم أمس. وقال الصليب الأحمر إنه تمكن من إيصال إمدادات لسبعة مستشفيات.
ويعاني السكان الذين بقوا في الخرطوم من انهيار خدمات المياه والكهرباء والصحة والاتصالات.
وطالت أعمال النهب الكثير من المنازل لا سيما في الأحياء الراقية من العاصمة بالإضافة إلى متاجر الأغذية ومطاحن الدقيق والمنشآت الحيوية الأخرى.
وقالت تيسير عبد الرحيم التي فرت من السودان لتعرف فيما بعد أن منزلها تعرض للنهب قبل يومين «عندما علمت بما حدث لنا لم أكن متفاجئة... حتى وإن كنا داخل السودان ليس بيدنا ما يمكن فعله... هذا كله جزء من فوضى هذه الحرب».
وقالت منظمة معنية بمساعدة الأطفال المصابين بالسرطان إن دار ضيافة تديرها تعرضت لمداهمة طالت غرف المرضى. وأضافت أنها كانت قد نقلت الأطفال من دار الضيافة في وقت سابق.
تنفي قوات الدعم السريع ضلوعها في أعمال النهب وتلقي بالمسؤولية في ذلك على عدد من الأشخاص تقول إنهم سرقوا الزي العسكري الخاص بأفرادها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك