بابتسامة عريضة وطاقة إيجابية، تطل الشابة المغربية إكرام باكر على متابعيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتشاركهم جزءا من يومياتها، بهدف نشر ثقافة الاختلاف وتقبل الآخر بعيدا عن أحكام القيم . إكرام (27 عاما) ولدت دون يدين، مما جعلها عرضة للتنمر بسبب اختلاف شكلها، وهو الأمر الذي كان يسبب لها آلاما نفسية. وفي خضم معاناتها جراء الأحكام المسبقة ونظرة الناس السلبية، قررت إكرام التسلح بإرادة حديدية لتحدي الشعور بالنقص وتحويله إلى ثقة في النفس والانتقال من الضعف إلى القوة، لتنطلق في نشر الأمل والتفاؤل بين ضحايا التنمر. محرومة من ذراعيها في منتصف شهر أغسطس من سنة 1995، رأت إكرام النور بإحدى مستشفيات مدينة فاس وسط المغرب، محرومة من ذراعيها، وهو ما شكل صدمة سقطت على رؤوس أفراد الأسرة كالصاعقة، حيث لم يستوعبوا كيف يمكن لابنتهم أن تعيش حياة عادية دون أطراف علوية. تؤكد إكرام أنه «لم يكن من السهل على الأسرة فهم الحالة التي تعاني منها، حيث كان أكبر مخاوفهم آنذاك هو كيف يمكنني الاندماج داخل المجتمع». وتحكي الشابة لموقع «سكاي نيوز عربية» كيف حرص والداها على أن يعلماها الاعتماد على النفس في تسيير أمورها اليومية دون الحاجة إلى مرافقة دائمة.
وتتابع إكرام أنها لم تحس في فترة الطفولة بكونها مختلفة عن بقية الأطفال، إلا بعدما ولجت المدرسة حيث بدأ يتقوى إحساسها بالاختلاف والتمييز مع مرور السنين. تحظى إكرام بمتابعة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تحقق الفيديوهات التي تنشرها مشاهدات عالية، وهو ما تعتبره دليلا على التفاعل الإيجابي للمتابعين مع المحتوى الذي تقدمه، والذي تشارك من خلاله بعض تفاصيل يومياتها وسفرياتها داخل المغرب. تقول إكرام إن التعليقات الإيجابية التي تتلقاها من متابعيها تشكل بالنسبة لها دافعا من أجل الاستمرار في نشر المزيد من المحتويات الهادفة والتحسيسية. ومن خلال نشاطها على شبكات التواصل الاجتماعي، تعتبر الشابة أن ظاهرة التنمر لا تنحصر على العالم الواقعي بل انتقلت إلى الفضاء الافتراضي الذي أصبح يشكل مكانا خصبا للمتنمرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك