العدد : ١٧٠٥٢ - الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٢ - الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

شابة مغربية تواجه التنمر وتنشر الأمل من دون يدين

الجمعة ٢٦ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

بابتسامة‭ ‬عريضة‭ ‬وطاقة‭ ‬إيجابية،‭ ‬تطل‭ ‬الشابة‭ ‬المغربية‭ ‬إكرام‭ ‬باكر‭ ‬على‭ ‬متابعيها‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬لتشاركهم‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬يومياتها،‭ ‬بهدف‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الاختلاف‭ ‬وتقبل‭ ‬الآخر‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أحكام‭ ‬القيم‭ . ‬إكرام‭ (‬27‭ ‬عاما‭) ‬ولدت‭ ‬دون‭ ‬يدين،‭ ‬مما‭ ‬جعلها‭ ‬عرضة‭ ‬للتنمر‭ ‬بسبب‭ ‬اختلاف‭ ‬شكلها،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يسبب‭ ‬لها‭ ‬آلاما‭ ‬نفسية‭. ‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬معاناتها‭ ‬جراء‭ ‬الأحكام‭ ‬المسبقة‭ ‬ونظرة‭ ‬الناس‭ ‬السلبية،‭ ‬قررت‭ ‬إكرام‭ ‬التسلح‭ ‬بإرادة‭ ‬حديدية‭ ‬لتحدي‭ ‬الشعور‭ ‬بالنقص‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬والانتقال‭ ‬من‭ ‬الضعف‭ ‬إلى‭ ‬القوة،‭ ‬لتنطلق‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الأمل‭ ‬والتفاؤل‭ ‬بين‭ ‬ضحايا‭ ‬التنمر‭. ‬محرومة‭ ‬من‭ ‬ذراعيها‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬1995،‭ ‬رأت‭ ‬إكرام‭ ‬النور‭ ‬بإحدى‭ ‬مستشفيات‭ ‬مدينة‭ ‬فاس‭ ‬وسط‭ ‬المغرب،‭ ‬محرومة‭ ‬من‭ ‬ذراعيها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬شكل‭ ‬صدمة‭ ‬سقطت‭ ‬على‭ ‬رؤوس‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬كالصاعقة،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يستوعبوا‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لابنتهم‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬حياة‭ ‬عادية‭ ‬دون‭ ‬أطراف‭ ‬علوية‭. ‬تؤكد‭ ‬إكرام‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬فهم‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬أكبر‭ ‬مخاوفهم‭ ‬آنذاك‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬يمكنني‭ ‬الاندماج‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‮»‬‭. ‬وتحكي‭ ‬الشابة‭ ‬لموقع‭ ‬‮«‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية‮»‬‭ ‬كيف‭ ‬حرص‭ ‬والداها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعلماها‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬أمورها‭ ‬اليومية‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مرافقة‭ ‬دائمة‭. ‬

وتتابع‭ ‬إكرام‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تحس‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الطفولة‭ ‬بكونها‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬الأطفال،‭ ‬إلا‭ ‬بعدما‭ ‬ولجت‭ ‬المدرسة‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬يتقوى‭ ‬إحساسها‭ ‬بالاختلاف‭ ‬والتمييز‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬السنين‭. ‬تحظى‭ ‬إكرام‭ ‬بمتابعة‭ ‬واسعة‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬كما‭ ‬تحقق‭ ‬الفيديوهات‭ ‬التي‭ ‬تنشرها‭ ‬مشاهدات‭ ‬عالية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعتبره‭ ‬دليلا‭ ‬على‭ ‬التفاعل‭ ‬الإيجابي‭ ‬للمتابعين‭ ‬مع‭ ‬المحتوى‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه،‭ ‬والذي‭ ‬تشارك‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬بعض‭ ‬تفاصيل‭ ‬يومياتها‭ ‬وسفرياتها‭ ‬داخل‭ ‬المغرب‭. ‬تقول‭ ‬إكرام‭ ‬إن‭ ‬التعليقات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تتلقاها‭ ‬من‭ ‬متابعيها‭ ‬تشكل‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها‭ ‬دافعا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المحتويات‭ ‬الهادفة‭ ‬والتحسيسية‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬نشاطها‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬تعتبر‭ ‬الشابة‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬التنمر‭ ‬لا‭ ‬تنحصر‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬الواقعي‭ ‬بل‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء‭ ‬الافتراضي‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬يشكل‭ ‬مكانا‭ ‬خصبا‭ ‬للمتنمرين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا