باريس – الوكالات: أعلنت السلطة القضائية الإيرانية تنفيذ أحكام الإعدام أمس بحق ثلاثة رجال لإدانتهم بقتل أفراد من قوات الأمن خلال تظاهرات شهدتها البلاد العام الماضي، ما أثار انتقادات منظمات حقوقية تضاف الى تحذيراتها منذ أسابيع بتسارع وتيرة تنفيذ أحكام الإعدام في إيران.
وهزت حركة احتجاجية أنحاء مختلفة من إيران اعتبارا من 16 سبتمبر الماضي، في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران.
وخلال التظاهرات التي اعتبرتها السلطات إجمالا «أعمال شغب» حرّضت عليها دول خارجية، قتل مئات الأشخاص بينهم عشرات من قوات الأمن، وتم توقيف الآلاف. ومع الأحكام الجديدة المنفّذة، بلغ عدد الذين تمّ إعدامهم في قضايا مرتبطة بالاحتجاجات سبعة رجال.
وأعلنت السلطة القضائية تنفيذ حكم الإعدام بحق كل من مجيد كاظمي وصالح ميرهاشمي وسعيد يعقوبي بعد إدانتهم بـ«الحرابة» خلال تحرك في مدينة أصفهان، كما ذكر موقع وكالة «ميزان أون لاين» التابعة للقضاء.
وصدر الحكم بإعدام الثلاثة في يناير بعدما تمّ توقيفهم في نوفمبر الماضي.
وأفاد موقع «ميزان» بأنهم دينوا بالانتماء إلى «جماعات غير شرعية تهدف إلى تقويض أمن البلاد والتواطؤ الذي يؤدي إلى جرائم ضد الأمن الداخلي». وتابع: «بحسب الأدلة وأقوال المتهمين، أدى إطلاق النار من قبل هؤلاء الثلاثة إلى استشهاد ثلاثة من عناصر القوات الأمنية».
وسبق للقضاء تنفيذ أحكام إعدام بحق أربعة أشخاص دينوا باعتداءات على رجال الأمن على هامش الاحتجاجات التي طالت مختلف أنحاء البلاد بين سبتمبر وأواخر 2022.
ونفّذ في يناير حكم الإعدام بحق كل من محمد مهدي كرمي وسيد محمد حسيني لإدانتهما بالضلوع في قتل عنصر من قوات التعبئة («البسيج») في كرج غرب طهران في نوفمبر. وفي ديسمبر، تم إعدام كل من مجيد رضا رهناورد ومحسن شكاري بعد إدانتهما باعتداءات على عناصر الأمن.
وكتبت الممثلة والناشطة الإيرانية البريطانية نازنين بنيادي عبر تويتر: إن الرجال الثلاثة «قُتِلوا... بعد اعترافات قسرية ومحاكمات صورية».
وفي أعقاب اعلان تنفيذ الاعدام، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل شريط فيديو تحققت وكالة فرانس برس من صحته، يظهر تجمع محتجين في منطقة اكباتان في طهران، مرددين هتافات مناهضة للسلطات وإيران.
خلال الأيام الماضية، بدأت قضية الرجال الثلاثة الذين تمّ إعدامهم أمس بإثارة قلق دولي، مع تواتر الأنباء عن قرب تنفيذ الحكم بحقهم.
ويقيم عدد من أفراد عائلة مجيد كاظمي في أستراليا، حيث توجّه قريبه محمد هاشمي برسالة الى وزيرة الخارجية بيني وونغ مطالبا إياها بالتدخل لإنقاذه.
وكتب: إن كاظمي «يبلغ من العمر 30 عامًا فقط وهو شخص محب وحنون وقوي الإرادة». وأضاف: «شارك مثل العديد من الإيرانيين الآخرين في احتجاجات سلمية لرفع صوته والمطالبة بالتغيير».
ودانت وونغ أمس تنفيذ حكم الإعدام. واعتبرت عبر تويتر أن ذلك «يجسّد وحشية النظام حيال شعبه»، مؤكدة «وقوف أستراليا مع الشعب الإيراني».
ورأى محمود أميري مقدم، مدير «منظمة حقوق الإنسان في إيران» ومقرها في النرويج، أن الاعدامات الأخيرة «يجب أن تكون لها تبعات جدية» على طهران.
وحذّر من أن غياب ذلك سيجعل «متظاهرين آخرين في خطر»، مشددا على وجوب «أن يفهم قادة الجمهورية الإسلامية أنه لن يتمّ التسامح مع إعدام المتظاهرين».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك