الرياض – (أ ف ب): يجتمع القادة العرب غدا في جدة للمشاركة في قمة عربية يرجّح أن يشارك فيها الرئيس السوري بشار الأسد، إثر جهود دبلوماسية أفضت إلى إعادة دمشق إلى محيطها العربي بعد عزلة استمرّت أكثر من 11 عامًا على خلفية النزاع المدمّر في هذا البلد.
وعُلّقت عضوية دمشق في جامعة الدول العربية عام 2011.
وبالإضافة إلى تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، من المتوقّع أن تتصدّر جدول أعمال القمة أزمتان رئيسيتان: النزاع المستمر منذ شهر في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، والنزاع في اليمن.
وتُعقد القمة في جدة حيث يتفاوض ممثلو الطرفين السودانيين منذ نحو عشرة أيام، برعاية مسؤولين سعوديين وأمريكيين. وفي اليمن، تدفع السعودية نحو اتفاق سلام بين الحوثيين والحكومة.
ويقول المحلّل السعودي سليمان العقيلي لوكالة فرانس برس إنّ «قمة جدة من أهم القمم من فترة طويلة لأنها ستعيد بناء المنطقة العربية بشكل يعتمد على المصالح وتحويل التحدّيات إلى فرص». وتابع: «ستكون القمة ناجحة إذا استطاعت إعادة إدماج سوريا في النظام العربي واتخذت موقفا قويا من النزاع في السودان واليمن».
وفي جدّة، أعرب السفير حسام زكي مساعد الأمين العام للجامعة العربية عن تفاؤله بـ«قمة التجديد والتغيير». وقال للصحفيين أمس إن «السعودية تشهد حالة نشاط دبلوماسي وسياسي طيب ومبشر، ورئاستها للقمة العربية ستكون رئاسة نشيطة حريصة على المصلحة العربية».
وفي دليل على اهتمام الجانب السوري بالمشاركة في القمة، شارك وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس في الاجتماع التحضيري للقمة الذي يعقده وزراء خارجية الدول العربية في جدة.
وفي مستهلّ الاجتماع رحّب الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للقمة العربية، بمشاركة المقداد في اللقاء.
وتعمل الجامعة العربية على القيام بجهود فاعلة بشأن قضايا ملحّة مثل مصير اللاجئين السوريين.
وفي هذا السياق، قال المقداد عقب لقائه نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب أمس: «أكدنا أن اللاجئين السوريين يجب أن يعودوا إلى وطنهم وهذه العودة تحتاج إلى إمكانيات»، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ووفقا للأمم المتحدة يعيش نحو 5.5 ملايين لاجئ سوري مسجلين في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر.
وتقول كبيرة محللي شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية آنا جاكوبس: «من المهم أن نتذكّر أن عودة الأسد إلى الجامعة العربية إجراء رمزي لبدء عملية إنهاء عزلته الإقليمية». وتابعت: «من نواح كثيرة، هي بداية التطبيع السياسي، ولكن سيكون من المهم مراقبة ما إذا كان ذلك سيترافق مع تطبيع اقتصادي، ولا سيما من جانب الدول العربية الخليجية».
وفي دمشق، قال حميد حمدان (44 عاما) مدرّس الجغرافيا: «أنا والعائلة مهتمون بالأخبار السياسية للمرة الأولى منذ سنوات، ونتابع أخبار القمة أولاً بأول».
واعتبر أن عودة بلاده إلى الجامعة العربية تمثّل «بدء العودة إلى النظام العالمي»، متوقعا أن تسفر عن «إعادة فتح السفارات والشركات وعودة الحركة والحياة إلى البلاد».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك