دبي - (رويترز): قال سكان في العاصمة السودانية الخرطوم إن الضربات الجوية والقصف المدفعي تصاعدا بشدة منذ ساعات الصباح الأولى أمس في وقت يسعى فيه الجيش للدفاع عن قواعد رئيسية أمام هجوم قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يخوض معها قتالا منذ أكثر من شهر.
وذكر شهود أنهم سمعوا دويّ ضربات جوية واشتباكات وانفجارات في جنوب الخرطوم، وكان هناك قصف عنيف في مناطق بمدينتي بحري وأم درمان المجاورتين اللتين يفصلهما نهر النيل عن العاصمة.
ويتركز القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة لكنه أثار اضطرابات في أنحاء أخرى من السودان وخاصة في إقليم دارفور بغرب البلاد.
وبحسب سكان وشهود هاجمت قوات الدعم السريع قواعد عسكرية رئيسية في شمال أم درمان وجنوب الخرطوم أمس في مسعى لمنع الجيش من نشر أسلحة ثقيلة وطائرات مقاتلة على ما يبدو.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها أسرت المئات من قوات الجيش في هجوم مضاد في بحري، ونشرت لقطات فيديو تظهر رجالا يرتدون الزي العسكري ويجلسون على الأرض بينما يحتفل عناصر من القوة شبه العسكرية حولهم.
ولم يتسنّ لرويترز التحقق من صحة مزاعم قوات الدعم السريعة والتي نفاها الجيش.
ويعمل الجيش على قطع خطوط إمداد قوات الدعم السريع من خارج العاصمة وتأمين مواقع استراتيجية، من بينها المطار بوسط الخرطوم ومصفاة الجيلي الرئيسية للنفط في بحري حيث احتدم القتال مرة أخرى أمس.
وقال أحد السكان ويدعى أيمن حسن (32 عاما): «هذا وضع لا يطاق خرجنا من منزلنا الى منزل أحد الاقرباء في الخرطوم هربا من الحرب، ولكن الضرب يلاحقنا أين نذهب». وأضاف: «لا نعرف ما ذنب المواطن. لماذا الحرب في وسط البيوت..».
ويعتمد الجيش بشكل أساسي على الضربات الجوية والقصف ولا يدخل في مواجهات برية الا قليلا في ظل سعيه لطرد قوات الدعم السريع التي انتشرت في أحياء في الخرطوم بعد وقت قصير من اندلاع القتال في 15 أبريل.
واحتدم القتال في الخرطوم والجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور منذ أن بدأ طرفا الصراع محادثات في جدة بوساطة من السعودية والولايات المتحدة قبل أكثر من أسبوع.
وأثمرت المحادثات اعلان مبادئ ينص على تسهيل وصول المساعدات وحماية المدنيين لكن آليات انشاء ممرات إنسانية والموافقة على وقف إطلاق النار لا تزال قيد المناقشة.
وأعلن الطرفان في السابق موافقتهما على العديد من فترات وقف إطلاق النار لكن القتال لم يتوقف في أي منها.
وسجل المسؤولون 676 حالة وفاة وأكثر من 5500 إصابة، لكن من المتوقع أن تكون الاعداد الحقيقية أعلى بكثير مع ورود العديد من التقارير عن جثث تركت في الشوارع وأشخاص يعانون لدفن الموتى.
وفجّر الصراع أزمة إنسانية تنذر بزعزعة استقرار المنطقة، وأجبر نحو 200 ألف شخص على الفرار الى بلدان مجاورة، وأسفر عن نزوح ما يربو على 700 ألف داخل السودان.
ويكافح من بقوا في العاصمة للنجاة بحياتهم في ظل شح الإمدادات الغذائية وانهيار الخدمات الصحية وانتشار الفوضى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك