العدد : ١٦٩٨٤ - الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٤ - الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرياضة

أفراح في برشلونة بعد الفوز بلقب «الليغا»
أول لقب كبير لتشافي يكسبه المزيد من الوقت

الثلاثاء ١٦ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

أحرز‭ ‬تشافي‭ ‬هرنانديس‭ ‬لقبه‭ ‬الكبير‭ ‬الأول‭ ‬كمدرب‭ ‬لبرشلونة‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الإسباني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬فكسب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬لنفسه،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أمامه‭ ‬الكثير‭ ‬لاثباته‭ ‬مع‭ ‬النادي‭ ‬المتعطش‭ ‬لنجاحات‭ ‬قارية‭. ‬لا‭ ‬شكّ‭ ‬أن‭ ‬تشافي‭ (‬43‭ ‬عاماً‭) ‬رفع‭ ‬معنويات‭ ‬الكاتالونيين‭ ‬بعد‭ ‬تخبطات‭ ‬محرجة‭ ‬في‭ ‬المواسم‭ ‬الأخيرة‭ ‬الماضية،‭ ‬تلت‭ ‬اللقب‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬إرنستو‭ ‬فالفيردي‭. ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬برشلونة‭ ‬أخفق‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬الأبطال‭ ‬مع‭ ‬خروج‭ ‬محبط‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬المجموعات،‭ ‬ثم‭ ‬أطاحه‭ ‬مانشستر‭ ‬يونايتد‭ ‬الإنكليزي‭ ‬من‭ ‬المسابقة‭ ‬الرديفة‭ ‬‮«‬يوروبا‭ ‬ليغ‮»‬‭. ‬

وقف‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬البطولتين‭ ‬القارتين‭ ‬والأداء‭ ‬الناجع‭ ‬انما‭ ‬غير‭ ‬الاستعراضي‭ ‬في‭ ‬صف‭ ‬منتقدي‭ ‬تشافي،‭ ‬رغم‭ ‬ضمان‭ ‬لقب‭ ‬الدوري‭ (‬لا‭ ‬ليغا‭) ‬والكأس‭ ‬السوبر‭ ‬المحلية‭. ‬مع‭ ‬قدوم‭ ‬تشافي‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2021‭ ‬من‭ ‬السدّ‭ ‬القطري‭ ‬حيث‭ ‬انهى‭ ‬مسيرته‭ ‬كلاعب‭ ‬وبدأها‭ ‬كمدرب،‭ ‬توقّع‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬غوارديولا‭ ‬الثاني،‭ ‬عطفاً‭ ‬على‭ ‬الانجازات‭ ‬الخارقة‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬اللامع‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الألفية،‭ ‬أبرزها‭ ‬ثلاثية‭ ‬لافتة‭ ‬في‭ ‬موسمه‭ ‬الأول‭ ‬عام‭ ‬2009‭. ‬لكن‭ ‬حالة‭ ‬النادي‭ ‬كانت‭ ‬مختلفة‭ ‬تماماً‭ ‬مع‭ ‬وصول‭ ‬تشافي،‭ ‬على‭ ‬صعيدي‭ ‬نوعية‭ ‬اللاعبين‭ ‬والقدرات‭ ‬المالية‭. ‬عرف‭ ‬المدرّب‭ ‬كيف‭ ‬يردّ‭ ‬سريعاً‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الانتقادات‭ ‬في‭ ‬موسمه‭ ‬الأول‭ ‬الكامل‭ ‬كمدرّب‭: ‬‮«‬نقيّم‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬أتينا‭ ‬وأين‭ ‬أصبحنا‭ ‬الآن‮»‬،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬شرح‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬ومناسبات‭ ‬عدّة‭ ‬أخرى‭. ‬وتابع‭ ‬لاعب‭ ‬الوسط‭ ‬السابق‭: ‬‮«‬أمام‭ ‬فريق‭ ‬عظيم‭ ‬مثل‭ ‬ريال‭ ‬مدريد،‭ ‬حامل‭ ‬لقب‭ ‬دوري‭ ‬أبطال‭ ‬أوروبا،‭ ‬نحن‭ ‬داخل‭ ‬النادي‭ (‬نعطي‭ ‬هذا‭ ‬اللقب‭) ‬أهمية‭ ‬كبرى‮»‬‭. ‬

 

وأردف‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الناس‭ ‬خارج‭ ‬النادي‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬ذلك،‭ ‬فلا‭ ‬يمكنني‭ ‬السيطرة،‭ ‬لكن‭ ‬نمنحه‭ ‬قيمة‭ ‬كبيرة‭ ‬خصوصاً‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬أتينا‭ ‬منه‭ ‬العام‭ ‬الماضي‮»‬‭. ‬ينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬رغبة‭ ‬رئيس‭ ‬النادي‭ ‬جوان‭ ‬لابورتا‭ ‬في‭ ‬تمديد‭ ‬عقده‭ ‬الحالي‭ ‬الذي‭ ‬ينتهي‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬قال‭ ‬تشافي‭ ‬انه‭ ‬سيفكّر‭ ‬فيها‭ ‬لاحقاً‭ ‬فقط‭ ‬بعد‭ ‬ضمان‭ ‬لقب‭ ‬الدوري‭. ‬أشاد‭ ‬به‭ ‬رئيس‭ ‬النادي‭ ‬العائد‭: ‬‮«‬كان‭ ‬تشافي‭ ‬حاسماً‭. ‬إلى‭ ‬ثقافته‭ ‬الكروية،‭ ‬يعرف‭ ‬النادي،‭ ‬أسلوبه‭. ‬عمل‭ ‬بجهد‭ ‬كي‭ ‬نفرض‭ ‬أسلوب‭ ‬لعب‭ ‬نوعي‭. ‬يستحق‭ ‬كل‭ ‬التهاني‮»‬‭. ‬عمل‭ ‬تشافي‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬دفاع‭ ‬برشلونة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬فدفع‭ ‬بأليخاندرو‭ ‬بالدي‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬جوردي‭ ‬ألبا‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الظهير‭ ‬الأيسر،‭ ‬وتعاقد‭ ‬مع‭ ‬اللاعبين‭ ‬الهامين‭ ‬الدنماركي‭ ‬أندرياس‭ ‬كريستنسن‭ ‬والفرنسي‭ ‬جول‭ ‬كونديه‭. ‬

كانت‭ ‬الصلابة‭ ‬الدفاعية‭ ‬احدى‭ ‬ميزات‭ ‬برشلونة‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬ففاز‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مباريات‭ ‬بنتيجة‭ ‬1‭-‬0،‭ ‬خلافاً‭ ‬لسمعة‭ ‬النادي‭ ‬المرتكزة‭ ‬على‭ ‬تسجيل‭ ‬الأهداف‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭. ‬تحت‭ ‬اشراف‭ ‬تشافي،‭ ‬عاد‭ ‬الحارس‭ ‬الألماني‭ ‬مارك‭ ‬‭ ‬أندريه‭ ‬تير‭ ‬شتيغن‭ ‬إلى‭ ‬أفضل‭ ‬مستوياته،‭ ‬فيما‭ ‬تتفتح‭ ‬أكثر‭ ‬موهبة‭ ‬لاعبي‭ ‬الوسط‭ ‬الشابين‭ ‬بيدري‭ ‬وغافي‭. ‬جعل‭ ‬تشافي‭ ‬الفريق‭ ‬أكثر‭ ‬اتساقاً،‭ ‬فحافظ‭ ‬على‭ ‬معايير‭ ‬تراجعت‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المدربين‭ ‬السابقين‭ ‬الهولندي‭ ‬رونالد‭ ‬كومان‭ ‬وكيكي‭ ‬سيتيين‭. ‬

بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الاستعراض

نادراً‭ ‬ما‭ ‬لمع‭ ‬نجم‭ ‬الفريق‭ ‬الكاتالوني‭ ‬الذي‭ ‬ضمن‭ ‬لقبه‭ ‬السابع‭ ‬والعشرين‭ ‬في‭ ‬الليغا،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬فوزه‭ ‬على‭ ‬غريمه‭ ‬ريال‭ ‬مدريد‭ ‬3‭-‬1‭ ‬في‭ ‬نهائي‭ ‬الكأس‭ ‬السوبر‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭. ‬يشدّد‭ ‬منتقدو‭ ‬تشافي‭ ‬ان‭ ‬تلك‭ ‬المباريات‭ ‬الجاذبة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬خيّم‭ ‬عليه‭ ‬اللعب‭ ‬البعيد‭ ‬عن‭ ‬الاستعراض‭ ‬والاثارة‭. ‬

كان‭ ‬المدرب‭ ‬أكثر‭ ‬براغماتية‭ ‬مما‭ ‬توقعه‭ ‬المشجعون،‭ ‬نظراً‭ ‬لاعتماد‭ ‬الفريق‭ ‬تاريخياً‭ ‬على‭ ‬الاستحواذ‭ ‬بنسب‭ ‬كبيرة‭. ‬لم‭ ‬يلعب‭ ‬برشلونة‭ ‬بانتظام‭ ‬الكرة‭ ‬التي‭ ‬تذكرنا‭ ‬بعصر‭ ‬غوارديولا‭ (‬مدرب‭ ‬مانشستر‭ ‬سيتي‭ ‬الإنكليزي‭ ‬راهناً‭) ‬والتي‭ ‬لمع‭ ‬فيها‭ ‬كلاعب‭ ‬وسط‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إندريس‭ ‬إنييستا‭ ‬وسيرجيو‭ ‬بوسكيتس‭ ‬وأمامهم‭ ‬النجم‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬الكبير‭ ‬ليونيل‭ ‬ميسي‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أمام‭ ‬ريال‭ ‬مدريد‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬نهائي‭ ‬كأس‭ ‬الملك،‭ ‬قدّم‭ ‬برشلونة‭ ‬أسلوب‭ ‬لعب‭ ‬يذكّر‭ ‬بالخطط‭ ‬الدفاعية‭ ‬الصارمة‭ ‬للمدرب‭ ‬البرتغالي‭ ‬جوزيه‭ ‬مورينيو‭ ‬خلال‭ ‬فترته‭ ‬مع‭ ‬تشلسي‭ ‬الإنكليزي‭. ‬فاز‭ ‬برشلونة‭ ‬ذهاباً‭ ‬1‭-‬0،‭ ‬بيد‭ ‬انه‭ ‬مُني‭ ‬بخسارة‭ ‬مذلّة‭ ‬إياباً‭ ‬0‭-‬4‭ ‬في‭ ‬عقر‭ ‬داره‭ ‬‮«‬سبوتيفاي‭ ‬كامب‭ ‬نو‮»‬،‭ ‬في‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬خيباته‭ ‬لهذا‭ ‬الموسم‭. ‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬تشافي‭ ‬مبتكراً‭ ‬كثيراً‭ ‬كمدرّب،‭ ‬فالتزم‭ ‬بأسلوب‭ ‬لعب‭ ‬4‭-‬3‭-‬3‭ ‬التقليدي‭ ‬في‭ ‬برشلونة،‭ ‬قبل‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬الموسم‭ ‬إلى‭ ‬4‭-‬2‭-‬3‭-‬1،‭ ‬فلعب‭ ‬غافي‭ ‬في‭ ‬الميسرة‭ ‬ليعزّز‭ ‬انتشار‭ ‬لاعبي‭ ‬الوسط‭. ‬لكن‭ ‬المشوار‭ ‬المقنع‭ ‬في‭ ‬الدوري،‭ ‬حيث‭ ‬يتقدّم‭ ‬راهناً‭ ‬على‭ ‬غريمه‭ ‬ريال‭ ‬مدريد‭ ‬14‭ ‬نقطة‭ ‬قبل‭ ‬4‭ ‬مراحل‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬الموسم،‭ ‬يوحي‭ ‬بأن‭ ‬تشافي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مضطراً‭ ‬كثيراً‭ ‬للتغيير‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي‭. ‬

الفوز‭ ‬بلقب‭ ‬الليغا‭ ‬يعزّز‭ ‬رصيد‭ ‬تشافي،‭ ‬لكنه‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬كافياً‭ ‬للنجاة‭ ‬في‭ ‬نسخة‭ ‬مقبلة‭ ‬من‭ ‬دوري‭ ‬الأبطال،‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬ان‭ ‬الإصابات‭ ‬والحظ‭ ‬السيئ‭ ‬وضعت‭ ‬العصي‭ ‬بدواليبه‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭. ‬بعد‭ ‬مغامرة‭ ‬برشلونة‭ ‬الصيف‭ ‬الماضي‭ ‬وبيع‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬حقوقه‭ ‬التلفزيونية،‭ ‬يأمل‭ ‬تشافي‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬نسقه‭ ‬التصاعدي‭ ‬وسحبه‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬القارية‭. ‬انهى‭ ‬احتفالاته‭ ‬الأحد‭ ‬قائلا‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬ليغا‭ (‬بطولة‭) ‬تشافي‭. ‬لا‭ ‬أكون‭ ‬مرتاحاً‭ ‬عند‭ ‬سماع‭ ‬ذلك‭. ‬هذه‭ ‬حقبة‭ ‬جديدة،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نتابع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا