لاهور - (أ ف ب): من المتوقع خروج تظاهرات جديدة في باكستان بعد دعوة رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان إلى تظاهرات لدعم «الحرية»، بعد أن أثار احتجازه لوقت قصير على اثر اعتقاله أعمال شغب في جميع أنحاء البلاد. وبعد خمسة أيام على التوتر في كل أنحاء البلاد، ساد الهدوء صباح أمس الأحد.
وقال عمران خان مساء السبت في خطاب ألقاه أمام أنصاره من منزله في لاهور «لا يمكن الحصول على الحرية بسهولة. ينبغي انتزاعها. ينبغي التضحية من أجلها». ودعا خان أنصاره إلى التظاهر «في شوارعكم وقراكم» في البلاد الأحد، لساعة واحدة بدءا من الخامسة والنصف مساء (12:30 بتوقيت جرينتش) وأعلن أنه سيستأنف الأربعاء حملته للانتخابات المبكرة.
وخان الملاحق في عشرات الملفات القضائية والذي يشن حملة اتهامات على الجيش الباكستاني منذ إزاحته من السلطة، أفرج عنه بكفالة الجمعة بعدما اعتبرت المحكمة العليا أن توقيفه غير قانوني. ويقول خان إن القضايا المرفوعة ضده هي جزء من حملة تقوم بها الحكومة والجيش لمنعه من العودة الى السلطة. لكن وزير الداخلية رانا تعهد توقيف خان مجددا، علما بأن الأخير يضغط منذ أشهر لإجراء انتخابات قبل أكتوبر أملا بالعودة إلى الحكم.
وكان توقيف خان، نجم رياضة الكريكت السابق الذي انخرط في السياسة لاحقا ويتمتع بشعبية كبيرة، قد أثار مواجهات عنيفة في مدن باكستانية عدة بين أنصاره والقوى الأمنية. وقد أضرمت النيران في عدة إدارات رسمية وقطعت طرقات وخربت منشآت للجيش. ونأى خان بنفسه في خطابه عن التخريب الذي طاول منشآت عسكرية، نافيا أن يكون أعضاء في حزبه ضالعين فيه، وداعيا إلى تحقيق مستقل في أعمال العنف.
وقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص خلال هذه المواجهات على ما ذكرت مستشفيات والشرطة. وأصيب مئات عناصر الشرطة وأوقف أكثر من أربعة آلاف شخص غالبيتهم في محافظتي بنجاب في شرق البلاد وعاصمتها لاهور، وخيبر باختونخوا في شمال غربها بحسب السلطات. وفي وقت سابق يوم السبت، حذّر رئيس الوزراء الحالي شهباز شريف الذي خلف خان، من أن «أولئك الذين أظهروا سلوكًا مناهضًا للدولة سيُعتقلون ويحاكمون أمام محاكم مكافحة الإرهاب».
منذ أشهر، يواظب خان على انتقاد خلفه والمؤسسة العسكرية التي سبق أن ساعدته في تولي السلطة عام 2018 قبل أن تسحب ثقتها منه. واعتبر السبت أن «ما قام به قائد الجيش جعل جيشنا سيئا. (ما حصل) كان بسببه وليس بسببي»، من دون أن يتضح ما إذا كان يقصد القائد الحالي أو سلفه الذي يحمله خان مسؤولية إطاحته. وقبيل ذلك، صرح خان للصحافيين بأن «شخصا واحدا هو قائد الجيش» يقف خلف توقيفه الثلاثاء. لكن الجيش ينفي هذه الاتهامات، وحذّر مجددا السبت من المحاولات الهادفة إلى إشاعة «تصورات خاطئة» بحق المؤسسة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك