الخرطوم – (رويترز): تعرضت أجزاء من العاصمة السودانية لقصف مدفعي وجوي أمس مع غياب أي دلائل على استعداد أي من الفصيلين العسكريين المتحاربين للتراجع عن موقفه في صراع أودى بحياة المئات رغم محادثات وقف اطلاق النار في جدة. وتركز الصراع منذ بدء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل شهر في الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان الواقعتين قبالتها على الجانب الاخر من فرعي النيل الابيض والازرق بالإضافة الى اقليم دارفور في غرب البلاد. وذكر مراسل من رويترز وشهود أن قذائف مدفعية سقطت على مدينة بحري وتعرضت أم درمان لغارات جوية في وقت مبكر أمس. وأفادت قناة العربية التلفزيونية بوقوع اشتباكات كثيفة في وسط الخرطوم. وقالت سلمى ياسين وهي مدرسة تعيش في أم درمان «وقعت غارات جوية مكثفة قريبا منا في منطقة صالحة هزت أبواب البيت».
وأضافت «لا نعرف الى متى ستستمر هذه الحرب... البيت أصبح غير امن وليس لدينا ما يكفي من المال للسفر خارج الخرطوم. لماذا ندفع ثمن حرب البرهان وحميدتي..».
وأسفر القتال عن مقتل المئات ولجوء 200 ألف شخص الى الدول المجاورة ونزوح 700 ألف اخرين داخل السودان وهو ما تسبب في كارثة انسانية ويهدد باستقطاب قوى خارجية الى الصراع وزعزعة استقرار المنطقة. وقالت هيئة محامي دارفور في بيان إن عدد القتلى الذين سقطوا يومي الجمعة والسبت في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور تجاوز 100 شخص بينهم امام المسجد القديم بالمدينة.
وألقت المنظمة الحقوقية المحلية مسؤولية أعمال القتل والنهب والحرق في الجنينة حيث قتل المئات في أعمال عنف الشهر الماضي على هجمات شنتها جماعات مسلحة تستقل دراجات نارية وعلى قوات الدعم السريع التي نفت مسؤوليتها عن الاضطرابات.
وتقاسم قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي السلطة بعد انقلاب 2021 الذي أعقب انتفاضة 2019 التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير.
لكنهما اختلفا حول شروط وتوقيت الانتقال المزمع الى الحكم المدني ولم يظهر أي منهما استعداده لتقديم تنازلات ويسيطر الجيش على القوات الجوية فيما تتحصن قوات الدعم السريع داخل أحياء الخرطوم.
واتفق الجانبان يوم الخميس على إعلان مبادئ لحماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الانسانية لكن القتال لم يهدأ.
ورغم الانتهاكات المتكررة للهدنة تحاول كل من السعودية والولايات المتحدة التوسط في محادثات تجرى في جدة بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك