باريس - الوكالات: نفذت إيران أمس حكم الإعدام بحق سبعة أشخاص في سجنين خارج طهران لإدانتهم بتهم متعلقة بالمخدرات والاغتصاب، بحسب ما أعلنت منظمة حقوقية، وذلك غداة تنديد الأمم المتحدة بتزايد «مخيف» في عدد العقوبات القصوى المنفّذة في إيران.
وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من النرويج مقرا إن السلطات نفّذت حكم الإعدام بحق ثلاثة رجال بتهم مرتبطة بالمخدرات في سجن قزل حصار في مدينة كرج خارج طهران.
وتمّ إعدام أربعة آخرين بتهم الاغتصاب في سجن رجائي شهر في كرج أيضا، بحسب المنظمة ذاتها.
وكان موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية أفاد أمس بـ«تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق ثلاثة أفراد من عصابة بنجك، أحد أبرز كارتيلات ترويج المخدرات في البلاد، هذا الصباح بعد الإجراءات القانونية».
وأشار الى أن «ستة من أفراد هذه العصابة تم توقيفهم عام 2014»، موضحا أنه «لدى التوقيف، تمت مصادرة كيلوجرام من الكوكايين والأفيون والميثامفيتامين من أفراد العصابة». ولم يشر الموقع الى إعدامات إضافية.
وبحسب منظمة حقوق الانسان في إيران، ترفع الأحكام المنفّذة أمس الى 64 عدد الإعدامات التي نفذتها إيران في الأيام الـ12 الأخيرة. وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم إن «آلة القتل التابعة للحكومة تتسارع، وهدفها ترهيب الناس، وضحاياها هم الناس الأكثر ضعفا في المجتمع». ونشرت المنظمة مقاطع فيديو قالت إنها تظهر احتجاجات لعائلات الرجال الثلاثة الذين تم إعدامهم بتهم المخدرات خارج سجن قزل حصار في مسعى لوقف الإعدام. ويسمع في أشرطة الفيديو صوت إطلاق النار. وقالت المنظمة إن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق الاحتجاج. وأضافت أنه تم نقل أحد أفراد الأسرة إلى المستشفى بعد تعرضه للضرب.
وتتحدث منظمات حقوقية خارج إيران في الآونة الأخيرة عن تزايد ملحوظ في عدد أحكام الإعدام التي تنفّذها السلطات.
ورأى ناشطون حقوقيون أن الارتفاع تزامن مع الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد بعد وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر عقب توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران.
وأفاد تقرير مشترك صدر الشهر الماضي عن منظمة «حقوق الإنسان في إيران» ومنظمة «معًا ضدّ عقوبة الإعدام» ومقرها باريس بأن عدد أحكام الإعدام المنفّذة في إيران خلال 2022 ازداد بنسبة 75 في المائة عن العام السابق.
وأشارتا الى أن طهران أعدمت 582 شخصا على الأقل في 2022، في حصيلة هي الأعلى منذ 2015.
وبحسب أرقام نشرتها الأمم المتحدة الثلاثاء، نفّذ القضاء في الجمهورية الإسلامية حكم الإعدام بحقّ 209 أشخاص على الأقل منذ بداية يناير، معظمهم بسبب جرائم متعلّقة بالمخدرات. ورجحت المنظمة أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك.
وندّد المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك بـ«العدد المرتفع». من جانبه، قال مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك إن المحكمة العليا أيدت حكما بالإعدام بحق ثلاثة رجال بسبب مزاعم قتل عنصر من قوات التعبئة «البسيج» خلال الاحتجاجات في أصفهان في نوفمبر. ووصف المركز الإعدامات بأنها «موجة قتل» تأتي «لإسكات المعارضة».
وحذرت منظمات حقوقية من أن الأقليات العرقية وخاصة البلوش وأفرادها من المسلمين السنّة كانوا الأكثر عرضة لسلسلة الاعدامات الاخيرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك