بيروت – الوكالات: قُتل مهرّب مخدرات بارز مع زوجته وأطفالهما الستة جراء غارة جوية استهدفت أمس منزلهم في جنوب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن الأردن نفّذ العملية، فيما لم تؤكد عمان أو تنف تنفيذ الضربة.
وردا على سؤال عمّا إذا كان الأردن نفّذ الغارة، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لصحفيين أمس: «عندما نتخذ أي خطوة لحماية أمننا الوطني أو مواجهة أي تهديد له، سنعلنها في وقتها المناسب»، مؤكداً في الوقت ذاته أن المخدرات «تهديد كبير للمملكة والمنطقة والعالم على ضوء تصاعد عمليات التهريب».
وأفاد المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا وله شبكة مصادر في كل أنحاء سوريا عن «مقتل مرعي الرمثان وعائلته المؤلّفة من زوجته وأطفاله الستة جراء استهداف طيران حربي أردني» لمنزله في قرية الشعاب في ريف السويداء الشرقي عند الحدود مع الأردن.
ويعد الرمثان، وفق المرصد، من «أبرز تجّار المخدرات بينها الكبتاجون في المنطقة والمسؤول الأول عن تهريبها إلى الأردن».
وتأتي هذه الغارة النادرة من نوعها داخل سوريا، بعد اجتماع في عمان مطلع الشهر الحالي، ضمّ وزراء خارجية الأردن وسوريا والعراق ومصر والسعودية. ونصّ بيانه الختامي وفق الخارجية الأردنية على «تعزيز التعاون بين سوريا ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية».
وجاء في البيان أن سوريا «ستتعاون مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل سياسيين/أمنيين مشتركين منفصلين خلال شهر، لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب».
وقال ناشط في محافظة السويداء متابع لملف تهريب المخدرات لفرانس برس من دون الكشف عن هويته: «لم يكن بإمكان أحد تهريب أي شيء عبر الحدود من السويداء من دون علم الرمثان».
وأضاف: «نتوقع أن نرى انعكاساً ملحوظاً للضربة على عمليات التهريب»، مشيرا إلى تقارير عن مغادرة مهربي مخدرات آخرين منازلهم على أثرها.
وينشط الجيش الأردني منذ سنوات في مجال إحباط عمليات تهريب أسلحة ومخدرات آتية من سوريا، لا سيما بعدما تحوّل إلى طريق ترانزيت لتهريب المخدرات، تحديداً الكبتاجون الذي يُصنّع في سوريا ويُصدر إلى دول الخليج.
وليست المرة الأولى التي ينفّذ فيها الجيش الأردني غارات داخل سوريا لإحباط عمليات تهريب، ويعود بعضها إلى عام 2014، لكنها كانت تتم إجمالا بالقرب من الحدود الأردنية.
ويقول الأردن إن تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية السورية الممتدة على مسافة حوالي 375 كيلومتراً، «عملية منظمة» تستعين بطائرات مسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة. وأحبط الجيش الأردني مطلع عام 2022 دخول أكثر من 16 مليون حبة كبتاجون خلال نحو 45 يوماً، ما يعادل الكمية التي ضُبطَت طوال عام 2021.
وتُعد سوريا المصدر الأبرز للكبتاجون منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011. لكن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجاً واستخداماً وتصديراً.
وتُشكّل دول الخليج وخصوصاً السعودية الوجهة الأساسية لحبوب الكبتاجون التي تعدّ من المخدرات السهلة التصنيع ويصنّفها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أنّها «أحد أنواع الأمفيتامينات المحفّزة»، وهي عادة مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك