العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

قضاة أوروبيون يستمعون إلى وزير المال اللبناني في قضية رياض سلامة

السبت ٠٦ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

بيروت‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬استجوب‭ ‬قضاة‭ ‬أوروبيون‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭ ‬وزير‭ ‬المال‭ ‬اللبناني‭ ‬يوسف‭ ‬الخليل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ثلاث‭ ‬ساعات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تحقيق‭ ‬حول‭ ‬أملاك‭ ‬حاكم‭ ‬مصرف‭ ‬لبنان‭ ‬رياض‭ ‬سلامة،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬مصدر‭ ‬قضائي‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭. ‬وقال‭ ‬المسؤول‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬طالبا‭ ‬عدم‭ ‬كشف‭ ‬هويته‭ ‬إن‭ ‬الخليل‭ ‬أجاب‭ ‬عن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬سؤال‭ ‬باعتباره‭ ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬مدير‭ ‬العمليات‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬مصرف‭ ‬لبنان‭ ‬قبل‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬المال،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬العمليات‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬في‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬عمله‭ ‬كانت‭ ‬قانونية‮»‬‭. ‬

وأضاف‭ ‬المصدر‭ ‬أن‭ ‬القضاة‭ ‬الذين‭ ‬عادوا‭ ‬إلى‭ ‬بيروت‭ ‬منذ‭ ‬أسبوعين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التحقيق‭ ‬‮«‬أنجزوا‭ ‬مهمتهم‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬استجوابه‭. ‬وتشكّل‭ ‬ثروة‭ ‬سلامة‭ (‬72‭ ‬عاماً‭)‬،‭ ‬أحد‭ ‬أطول‭ ‬حكام‭ ‬المصارف‭ ‬المركزية‭ ‬عهداً‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬محور‭ ‬تحقيقات‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬والخارج،‭ ‬إذ‭ ‬تلاحقه‭ ‬شبهات‭ ‬عدة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬اختلاس‭ ‬وغسل‭ ‬أموال‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬حسابات‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬و«إثراء‭ ‬غير‭ ‬مشروع‮»‬‭. ‬وخلال‭ ‬جلستي‭ ‬استماع‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬أمام‭ ‬المحققين‭ ‬الأوروبيين،‭ ‬نفى‭ ‬رياض‭ ‬سلامة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حوّل‭ ‬أي‭ ‬أموال‭ ‬من‭ ‬مصرف‭ ‬لبنان‭ ‬الى‭ ‬حساباته‭ ‬الشخصية‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬وخارجها،‭ ‬منتقداً‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬سوء‭ ‬نيّة‭ ‬وتعطّش‭ ‬للادعاء‮»‬‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬عدة‭. ‬

كذلك‭ ‬استجوب‭ ‬المحققون‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬وبلجيكا‭ ‬ولوكسمبورغ‭ ‬شقيقه‭ ‬رجا‭ ‬سلامة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ست‭ ‬ساعات‭ ‬الخميس‭ ‬حول‭ ‬تحويلات‭ ‬مشبوهة‭ ‬بقيمة‭ ‬تفوق‭ ‬300‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الشقيقان‭. ‬وبعدما‭ ‬امتنع‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬المثول‭ ‬أمام‭ ‬القضاة‭ ‬‮«‬لدواع‭ ‬طبية‮»‬،‭ ‬أجاب‭ ‬رجا‭ ‬سلامة‭ ‬بحسب‭ ‬المصدر‭ ‬القضائي‭ ‬عن‭ ‬‮«‬حوالي‭ ‬140‭ ‬سؤالاً‭ ‬تتعلّق‭ ‬بحساباته‭ ‬الشخصية‭ ‬وحسابات‭ ‬شركة‭ ‬فوري‮»‬‭. ‬وتركّز‭ ‬التحقيقات‭ ‬الأوروبية‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬مصرف‭ ‬لبنان‭ ‬وشركة‭ ‬‮«‬فوري‭ ‬أسوشييتس‮»‬‭ ‬المسجّلة‭ ‬في‭ ‬الجزر‭ ‬العذراء‭ ‬ولها‭ ‬مكتب‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬والمستفيد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬منها‭ ‬رجا‭ ‬سلامة‭. ‬

ويُعتقد‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬أنشأها‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬مكتب‭ ‬‮«‬موساك‭ ‬فونسيكا‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬شملته‭ ‬فضائح‭ ‬وثائق‭ ‬بنما‭ ‬لعبت‭ ‬دور‭ ‬الوسيط‭ ‬لشراء‭ ‬سندات‭ ‬خزينة‭ ‬ويوروبوند‭ ‬من‭ ‬مصرف‭ ‬لبنان‭ ‬عبر‭ ‬تلقّي‭ ‬عمولة‭ ‬اكتتاب،‭ ‬تمّ‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬حسابات‭ ‬رجا‭ ‬سلامة‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينفيه‭ ‬رياض‭ ‬سلامة‭. ‬وجمّدت‭ ‬فرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬ولوكسمبورغ‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬120‭ ‬مليون‭ ‬يورو‭ ‬من‭ ‬الأصول‭ ‬اللبنانية‭ ‬إثر‭ ‬تحقيق‭ ‬استهدف‭ ‬سلامة‭ ‬وأربعة‭ ‬من‭ ‬المقربين‭ ‬منه،‭ ‬بينهم‭ ‬شقيقه،‭ ‬بتهم‭ ‬غسل‭ ‬أموال‭ ‬و«اختلاس‭ ‬أموال‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬بقيمة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬330‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬و5‭ ‬ملايين‭ ‬يورو‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬بين‭ ‬2002‭ ‬و2021‮»‬‭.‬

ونفى‭ ‬الخليل‭ ‬علمه‭ ‬بـ«كيفية‭ ‬شراء‭ ‬سندات‭ ‬اليوروبوندز،‭ ‬أو‭ ‬امتلاكه‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬حسابات‭ ‬شركة‭ ‬فوري‮»‬‭. ‬بحسب‭ ‬المصدر‭ ‬كذلك‭ ‬استمع‭ ‬المحققون‭ ‬إلى‭ ‬ندى‭ ‬مخلوف‭ ‬الموظفة‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ديلويت‮»‬‭ ‬التي‭ ‬دققت‭ ‬في‭ ‬حسابات‭ ‬مصرف‭ ‬لبنان‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1994‭. ‬وكان‭ ‬سلامة‭ (‬72‭ ‬عاماً‭) ‬مهندس‭ ‬السياسات‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬تعافي‭ ‬الاقتصاد‭ ‬اللبناني‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ (‬1975-1990‭). ‬

لكن‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬ظهور‭ ‬ملامح‭ ‬الانهيار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وانطلاق‭ ‬تظاهرات‭ ‬شعبية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019‭ ‬ضد‭ ‬الطبقة‭ ‬السياسية‭ ‬المتهمة‭ ‬بالفساد‭ ‬وبتغليب‭ ‬منطق‭ ‬الصفقات‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬البلاد،‭ ‬اتهم‭ ‬محللون‭ ‬ومراقبون‭ ‬زعماء‭ ‬سياسيين‭ ‬ومسؤولين،‭ ‬بينهم‭ ‬سلامة،‭ ‬بتحويل‭ ‬مبالغ‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬حساباتهم‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭. ‬واستدعى‭ ‬القضاء‭ ‬الفرنسي‭ ‬رياض‭ ‬سلامة‭ ‬للمثول‭ ‬أمامه‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬مايو‭ ‬لتوجيه‭ ‬التهمة‭ ‬إليه‭ ‬رسميا‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا