الخرطوم – الوكالات: دوت الانفجارات وسمع إطلاق النار في الخرطوم أمس في اليوم العشرين من المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع اللذين يتنازعان السلطة في السودان، وسط مخاوف من تمدد الأزمة خارج هذا البلد.
ورغم إعلان «اتفاق مبدئي» لتمديد الهدنة الأخيرة التي لم تحترم حتى 11 مايو، فإن «المواجهات والانفجارات» مستمرة في الضاحية الشمالية للخرطوم، كما نقل سكان فجراً لوكالة فرانس برس.
ومنذ 15 ابريل، أسفر القتال بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثه (أيه سي إل إي دي).
وعلى غرار أكثر من خمسة ملايين شخص من سكان العاصمة، يعيش هؤلاء فقط على وقع القصف. ولتجنّب الرصاص الطائش، يلازمون منازلهم التي تفتقر الى المياه والكهرباء مع تضاؤل مستمر للمال والغذاء.
وبات أقلّ من مستشفى واحد من أصل خمسة في الخرطوم قيد الخدمة مع شبه انعدام للخدمات الاستشفائية في إقليم دارفور.
وأجبرت المعارك أكثر من 335 ألف شخص على النزوح ودفعت 115 الفا آخرين الى اللجوء لدول مجاورة، وفق الامم المتحدة التي تخشى بلوغ ثمانية أضعاف هذا العدد من اللاجئين.
وأكد مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مصر، عبر حسابه على موقع تويتر، عبور 50 ألف شخص إلى الأراضي المصرية عبر الحدود السودانية بينهم 47 ألف سوداني.
وقال مارتن جريفيث وكيل الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسق الاغاثة في حالات الطوارئ انه يأمل في عقد اجتماع مباشر مع طرفي الصراع في غضون يومين أو ثلاثة أيام للحصول على ضمانات منهما لتتمكن قوافل المساعدات من توصيل الامدادات الإنسانية.
وأمس دوت أصوات معارك ضارية في وسط الخرطوم أمس مع محاولة الجيش السوداني ابعاد قوات الدعم السريع عن المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش في ظل صعوبة صمود وقف إطلاق النار.
وتردد دوي قصف عنيف في مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين للخرطوم.
ويسعى الجانبان على ما يبدو إلى السيطرة على مناطق في العاصمة قبل أي مفاوضات محتملة ومع ذلك فان قائدي الطرفين لم يبديا علنا استعدادهما لإجراء محادثات.
وتتكثف الاتصالات الدبلوماسية في إفريقيا والشرق الأوسط لحث طرفي النزاع على وقف الاقتتال. وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في مؤتمر صحفي في موزامبيق انه ناقش الوضع في السودان مع الزعماء الافارقة وسيعمل على المساهمة في احلال السلام.
وتعقد الجامعة العربية في القاهرة الأحد اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية لبحث الحرب في السودان، بحسب ما قال لوكالة فرانس برس دبلوماسي رفيع المستوى.
وسيبحث الاجتماع المخصص للسودان الوضع في هذا البلد «بأبعاده كافة، السياسية والأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية»، وفق المصدر.
وكان جنوب السودان الذي غالباً ما يقوم بوساطة في السودان قد أعلن أنّ طرفي النزاع وافقا على هدنة «من 4 الى 11 مايو».
وأعلن الجيش السوداني موافقته على الهدنة شرط أن تلتزم بها قوات الدعم السريع التي لم تعلق على الأمر.
وتعهد معسكر البرهان تسمية موفد يمثله للتفاوض على الهدنة مع الطرف الآخر برعاية «رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي».
أصدر البيت الأبيض، اليوم الخميس، أمرا تنفيذيا بشأن فرض عقوبات على أشخاص يزعزعون استقرار السودان.
إلى ذلك أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن المعارك الدائرة منذ أسابيع في السودان «يجب أن تنتهي»، مهددا بعقوبات جديدة على الجهات المسؤولة عن إراقة الدماء. وقال في بيان إن «العنف الدائر في السودان مأساة، وخيانة للمطالب الواضحة للشعب السوداني بحكومة مدنية وانتقال إلى الديمقراطية»، مضيفا «يجب أن تنتهي».
لكن رغم ذلك لا تتوقع الولايات المتحدة توقف المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، لأن أيا منهما ليس لديه الدافع للسعي للسلام، حسب ما أعلنت رئيسة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هينز أمس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك