بكين - (أ ف ب): دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أمس الجمعة بكين إلى مطالبة «المعتدي الروسي بوقف الحرب» في أوكرانيا، معتبرةً أنه «لا يوجد دولة أخرى لها تأثير على روسيا أكثر من الصين». وقالت وزيرة الخارجية الألمانية خلال مؤتمر صحافي في بكين إلى جانب نظيرها الصيني تشين غانغ «يجب أن أقول بصراحة إنني أتساءل لماذا لا يتضمن الموقف الصيني حتى الآن طلبا للمعتدي الروسي بوقف الحرب».
ورأت بيربوك أن زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ مؤخراً لموسكو أظهرت «أنه لا يوجد بلد آخر له تأثير على روسيا أكثر من الصين وأن قرار استخدام هذا التأثير يؤثر بشكل مباشر على المصالح الأساسية لأوروبا». وأضافت بيربوك خلال أول زيارة لها للصين «بالطريقة عينها التي نجحت بها الصين في تحقيق توازن سلمي بين إيران والسعودية، نتمنى أن تضغط الصين على روسيا لتضع حداً لعدوانها أخيراً، وتشارك في حل سلمي للنزاع». عقب هذا اللقاء، أعلنت الحكومة الصينية في بيان أمس الجمعة أن وزير الدفاع الصيني سيزور روسيا من 16 إلى 19 أبريل. وتأتي زيارة وزير الخارجية الألمانية للصين بعد أسبوع من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين اللذين حثّا أيضًا بكين على لعب دور في السلام في أوكرانيا. وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعد الضغط الدولي لدفع الصين إلى التدخل لدى روسيا وإحضارها إلى طاولة المفاوضات.
وتقول بكين رسميًا إنها محايدة لكنها لم تُدن الغزو الروسي. وقال تشين غانغ الجمعة «اعتقدت الصين دائما أن السبيل الوحيد لحل الأزمة الأوكرانية هو تعزيز السلام والمحادثات». وأضاف «الصين مستعدة لمواصلة العمل من أجل السلام وتأمل أن تبقى كل الأطراف المعنية في الأزمة موضوعية وهادئة وأن تقوم معاً بجهود بناءة لحل الأزمة عن طريق المحادثات».
وبدت الوزيرة الألمانية حازمةً أيضًا بشأن مسألة تايوان بعدما أجرت الصين مناورات عسكرية واسعة النطاق في محيط الجزيرة. وقالت بيربوك إن «تصعيدا عسكريا في مضيق تايوان الذي يمر عبره 50 بالمئة من التجارة العالمية كل يوم، سيكون سيناريو كارثيا للعالم بأسره». ورد تشين غانغ قائلاً «تايوان تنتمي إلى الصين». وأضاف «لا أحد يأمل أكثر من المواطنين على جانبي مضيق تايوان في الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان وتحقيق إعادة التوحيد السلمي للوطن».
أثار إيمانويل ماكرون الجدل في الولايات المتحدة وأوروبا لدى عودته من الصين باعتباره أن الاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن يكون «تابعاً» لواشنطن أو بكين فيما يتعلق بقضية تايوان. واعتبرت بيربوك أن زعزعة الاستقرار في مضيق تايوان «ستكون لها عواقب وخيمة على كل دول العالم وبالتالي على الاقتصاد العالمي بأسره»، داعية الأطراف إلى «منع أي تصعيد».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك