عدن - صنعاء – الوكالات: انطلقت في اليمن أمس عملية تبادل مئات السجناء بين طرفَي النزاع تشمل أسرى سعوديين، في بارقة أمل تعطي دفعا للجهود الدبلوماسية الهادفة إلى وضع النزاع الدامي على سكة الحل.
وأفادت مستشارة الإعلام لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا موسان وكالة فرانس برس بوصول أول طائرة قبل الظهر إلى صنعاء آتية من عدن، مقرّ الحكومة المؤقت، وعلى متنها 125 سجينا، وبوصول طائرة أخرى بعد الظهر إلى عدن آتية من صنعاء وعلى متنها 35 سجينا من بينهم وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء الركن ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي.
وحطت طائرة ثالثة في صنعاء تحمل على متنها 124 سجيناً، وطائرة رابعة في عدن وعلى متنها 34 سجينا، بحسب اللجنة الدولية للصيب الأحمر التي تشرف على عملية التبادل.
عند مدخل مطار صنعاء، انتظر مئات من أقرباء الأسرى وصول أفراد عائلاتهم.
وقال محمد الحجوري لوكالة فرانس برس «نحن هنا لنستقبل أسرانا اليوم. ابني أسير منذ 2018. منذ خمس سنوات وأنا مشتاق له، وقلبي متعطش لرؤيته».
وكان الحوثيون والحكومة توصلوا خلال مفاوضات عقدت في برن الشهر الماضي إلى اتّفاق على تبادل أكثر من 880 أسيراً. وبموجب الاتفاق، يُفرج الحوثيون عن 181 أسيرًا، بينهم سعوديون وسودانيون، مقابل 706 معتقلين لدى القوات الحكومية. وستواصل عملية التبادل حتى غد، وتشمل صنعاء والمخا ومأرب وعدن، وكذلك الرياض وأبها. وسيفرج عن الأسرى السعوديين الذين لم يعرف عددهم اليوم، ستكون ثلاث رحلات على الأقل بين اليمن والمملكة. وجاء ذلك غداة مغادرة وفد سعودي صنعاء في ختام محادثات مع جماعة الحوثيين بعد التوصل إلى تفاهم «مبدئي» حول العمل على إرساء هدنة في البلاد التي تمزقها الحرب وتعاني من أزمة إنسانية كبرى، وعقد جولة أخرى من المحادثات. وبدأ النزاع اليمني في 2014، وسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على مناطق عدة في البلاد بينها العاصمة صنعاء. في العام التالي، تدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري، في الحرب لدعم الحكومة، ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات الآلاف من القتلى وتسبّب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وفي آخر عملية تبادل كبرى جرت في أكتوبر 2020، تمّ «إطلاق سراح أكثر من 1050 أسيرا وإعادتهم إلى مناطقهم أو بلدانهم»، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتمّ التوصل الى اتفاق التبادل بعد أيام على إعلان السعودية وإيران توصلهما الشهر الماضي الى اتفاق على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية بعد سبع سنوات من القطيعة. ورأى المحلّل السياسي اليمني هشام العميسي أن عملية التبادل «خطوة مهمة لبناء الثقة... الأمر الذي قد يعزّز عملية السلام ويمهّد الطريق نحو المصالحة». واعتبرت الباحثة في معهد الشرق الاوسط ندوى الدّوسري أن «الإفراج عن جميع السجناء المدنيين وغير المدنيين دون قيد أو شرط من جانب أطراف النزاع سيشير فقط إلى الالتزام الجاد بالسلام». أما مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط فابريزيو كاربوني فقال في مؤتمر صحفي إنّ عملية الافراج عن السجناء «خطوة لبناء الثقة... في إطار مبادرة أوسع»، معتبرا أنها تعطي «زخما» لجهود إنهاء الحرب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك