رصد ومتابعة: علي الباشا
يشقُّ قطارا المنامة والمحرق السكّة نحو المنافسة على لقب دوري ناصر بن حمد للموسم الحالي؛ وصارا الأقرب إليه وإن كان لا يزال على «كف عفريت»، ومباريات الجولة «19» والمباراتان الأخريان المرحلتان من الجولة الـ«17»؛ قد تحدد معالم الطريق كثيرًا؛ إمّا بانفراد أحدهما أو مواصلتهما معًا، من دون أن نستبعد تغيِّر في خارطة الترتيب يُعطي مجالًا لأحد الفرق القريبة لدخول المنافسة الفعليّة فيما تبقى من الدوري، والذي يشهد صراعًا في مؤخرة الترتيب ومحاولات جادة وقوية لبعض الفرق للوصول إلى المنطقة الدافئة؛ وبالذات أن أرق «الملحق» يؤرق أربعة منها!
الموقف
والموقف بعد نهاية الجولة الـ«18» هو على النحو التالي: المنامة «34» - المحرق «33» من 17 مباراة، الخالدية «32» - سترة «31» - الرفاع (30) - الأهلي «27» - الشباب (23) - الحالة «21» - الحد (20) - الرفاع الشرقي (19) - البحرين «13» - البديع «-1» والأخيران من 17 مباراة.
نتائج الجولة
وكانت الجولة الـ«18» قد شهدت فوز الأهلي على البديع «2-1»، والحالة على الحد «2-1»، والمنامة على البحرين «2/1»، وتعادل الخالدية مع الرفاع الشرقي «1/1»، وفوز الرفاع علي سترة «1/0»، والمحرق على الشباب «5-0».
ضغوط على المتبارين
والملاحظ من خلال النتائج السابقة أن الضغوط تزيد كثيرًا على المتسابقين نحو القمة، وأيضًا للساعين من الهروب نحو المنطقة الدافئة، وبينما مثل فوز كل من الحالة والأهلي نوعا من «البروفة» لهما قبل أن يلتقيا في نهائي أغلى الكؤوس ويُحسم بالركلات الجزائية؛ فإنّهما لم يمرا في «البروفة» بسهولة بل شكّلت لهما صعوبة، لأن الفريقين كانا ينظران لتحسين موقعهما في الترتيب ودخول المنطقة الدافئة من جهة ، وألّا تُشكل لهما الخسارة اضطرابا في النهائي، وبالتالي فكلاهما قدّما أداء مُقنعا وكذلك من واجههما الحد والبديع، والحد رغم أنّه قدّم مباراة جيدة إلّا أنّه خرج خاسرا وصار يؤرقه الموقع الذي هو فيه، على العكس من البديع الذي سلّم بمصيره بعد القرارات القاسية للانضباط، وأعتقد أن مواجهتهما معا الجولة الـ«19» ستمثل مفترق طريق للحداوية للسير نحو المنطقة الدافئة، باعتبار أن منافسهما ليس لديه ما يخسره وسيلعب من غير ضغوطات مؤثرة.
فوز من عنق الزجاجة
أمّا المتصدر «المنامة فقد خرج من عنق الزجاجة بفوز على البحرين بهدف، والمباراة بين الطرفين متكافئة وكلاهما كان يبحث عن الفوز ، لأن المنامة لا يريد أن يتخلّى عن الصدارة، والبحرين يسعى للهروب بعيدا عن الهبوط أو على الأقل المزاحمة على الملحق، ولذا فإن المنامة في لقائه «السبت» مع الشباب سيكون أيضا تحت ضغط غير عادي؛ لأن التمسك بالصدارة خلال الأمتار الأخيرة من السباق ليس سهلًا وهو ينظر للمحرق يزاحمه جدّا، وأعتقد أن الشباب الذي خسر بخماسية أمام المحرق لا يريدها أن تتكرر، وبالذات أنّها جاءت بعد نتائج جيدة في خمس جولات سبقتها، ويريد أن تكون نتيجته هذه المرة طريقًا له نحو المنطقة الدافئة.
تعادل خاسر
وخسر الخالدية نقطتين مهمتين في السباق نحو المنافسة على اللقب؛ حيث وقع في فخ التعادل مع الرفاع الشرقي، بعد مباراة متكافئة كان فيها الخالدية هو المتقدم، وأعتقد بأن الضغوطات على الفريقين كانت قويّة، فالرفاع الشرقي يبحث عن نقاط تقوده إلى بر الأمان، وكلا الفريقين سيدخل في مواجهة صعبة الجولة المقبلة، فالرفاع الشرقي سيواجه المحرق وتُمثِّل للفريقين مواجهة صعبة.
هدف قاتل وعودة
وسجل الرفاع فوزًا صعبًا على سترة بهدف قاتل، وأعتقد أن الهدف فتح المجال للرفاع من جديد لدخول المنافسة وصار يتمنّى تعثرًا لمن يسبقونه في الترتيب، لكن عليه أن يتخطّى مواجهته الصعبة أمام الخالدية وهو يسعى أيضًا للمنافسة، ونتوقع أن يكون لقاؤهما «الأحد» بمثابة قمة استثنائية؛ فالخاسر منهما سيخرج تلقائيّا من المنافسة على الصدارة، ولم يكُن سترة يستحق الخسارة فقد أضاع فرصًا ممكنة، وعليه أن يستعيد حيويته أمام بطل كأس الملك «الحالة»، فما تبقى من جولات أربع يُمكن أن تفتح له مكانًا على منصة التتويج.
فوز كاسح
ومثّل لقاء المحرق والشباب قمة الجولة، لأن الأول كان يبحث عن فوز والاقتراب من الصدارة، والثاني آت من خمس جولات سجّل فيها نتائج جيدة جدًّا، وقد فاجأ المحرق منافسه بأداء سريع معتمد على الاختراق من الأطراف والاستفادة من العرضيات، من دون أن يخلي المجال لمنافسه لالتقاط أنفاسه، وأعتقد بأن الشباب تأثّر بفترة توقف «أيام الفيفا» بينما المحرق استفاد من مشاركته في كأس العرب؛ لكن يبقى على المحرق أن يأخذ نقاط الشرقي إذا أراد البقاء منافسا على الصدارة، والشباب عليه أن يؤمن نقاطًا صعبة من المنامة لبلوغ المنطقة الدافئة.
أثمن الأهداف:
ويعد هدف الرفاع في مرمى سترة هو الأغلى والذي سجله سيد مهدي باقر في الوقت القاتل، وهو هدف لم يرد اللاعب سيد مهدي الاحتفال به؛ لأنّه فقد أباه «الذي توفّاه الله» قبل أيامٍ قليلة من المباراة، والتعزية خاصة للسيد مهدي والرحمة وجنان الخلد لوالده.
هاتريك
وسجل لاعب المحرق فيكتور موريللو ثلاثة أهداف «هاتريك» في مرمى الشباب التي فاز بها فريقه، وأعتقد أن هدفه الثالث والرابع لفريقه هو الأجمل لأنّه انطلق بالكرة عبر مرتدّة قبل منتصف الملعب وبطريقة لاعبي العدو السريع من دون أن يتمكّن أحد من اللحاق به ليضع الكرة في المرمى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك