فرحةٌ بحضور ولي العهد رئيس الوزراء المجلس
الأمطارُ لـم تمنـع توافدَ رجالاتِ السياسةِ والاقتصاد إلى المجلس
الوجيه فـوزي كـانو يكشفُ عن وصية الجـد يوسـف بن أحمد كانـو
الحربُ الأوكرانيَّةُ تفرضُ نفسَها على حديثِ السفيرِ البريطانيِّ مع أنور عبدالرحمن
رئيسُ التحريرِ يؤكِّدُ: آن الأوانُ أن تتوقفَ هذه الحربُ في أسرعِ وقت.. ولا حلَ إلا بالتفاوض
سفيرُ المملكة المتحدة: بوتين يخسرُ ولكن يرفضُ الاعتراف
«عدنا والعود أحمد»، مع قدومِ شهرِ رمضانَ المباركِ عادت مجالسُ البحرين العريقةُ لفتحِ أبوابِها واستقبالِ روَّادِها بعد ثلاثِ سنواتٍ من التوقفِ بسبب جائحةِ كورونا، التي فرضت مجموعةً من الاحترازاتِ من أجل صحةِ وسلامةِ الجميع.
اليوم وبعد أن قدَّمت مملكةُ البحرين تجربةً عالميَّةً ناجحةً في مواجهةِ هذه الجائحة، دبت الحياةُ في المجالسِ الرمضانيَّة، وكعادتِه يحرصُ الأستاذُ أنور عبدالرحمن رئيسُ التحرير على أن تكونَ «أخبارُ الخليج» حاضرةً في هذا الحدثِ، وأن تكونَ فاتحةُ اللقاءاتِ مع مجلسِ عائلة كانو بالماحوز، ذلك المجلس الذي يفتحُ أبوابَه أمام كلِّ فئاتِ المجتمعِ البحرينيِّ.
وكان تشريفُ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لمجلس عائلة كانو، قد أضفى على الجميع سعادةً غامرةً، حيث تهللت الأساريرُ لمبادرةِ سموه بالمحافظةِ على إرثِ الأجدادِ والآباء المؤسسين في الالتقاءِ بروادِ المجالسِ المختلفة، والاستماع إليهم، وتأكيد الترابطِ القائم بين القيادةِ والشعب في كلِّ المناسبات.
وحرصَ سموه على مصافحةِ روَّادِ المجلس، وتبادلَ معهم الأحاديثَ، مؤكدا سموه أن شهرَ رمضانَ ببركتِه وما يحمله من بشائرِ الرحمةِ يحتلُّ مكانةً رفيعةً في نفوس المسلمين حيث تتجدد فيه العزائمُ للتمسكِ بالقيمِ النبيلة، مؤكداً أن ارتباطَ الأسرةِ البحرينيَّةِ بالعاداتِ والتقاليدِ الرمضانيَّةِ الأصيلةِ والقيمِ الإنسانيَّةِ الموروثةِ من الآباءِ والأجداد محلُ فخرٍ واعتزاز، ويجب توريثها للأجيالِ لتبقى مملكةُ البحرين كما هي دائمًا وطنَ المحبةِ والتآخي بتواصل أبنائِها وتلاحمهم.
الحضور الشبابي
ولعلَّ أهمَّ ما ميَّز مجلس عائلة كانو في حقبةِ ما بعد كورونا، هو الظهورُ اللافت للشبابِ البحرينيِّ في مختلف أركان المجلس، حيث حرص كبارُ العوائلِ البحرينيَّة على اصطحابِ أبنائهم لضمان إشراك الأجيالِ الجديدة في هذا التقليدِ البحرينيِّ الخالص الذي بات أحدَ معالم الشهر الفضيل في المملكة، والذي يميّزُها عن مختلف دول المنطقة.
وعلى الرغم من أمطارِ الخير التي هطلت على مملكة البحرين مساء الأحد، توافد عشراتُ الضيوفِ على مجلس عائلة كانو، ولم يخل المجلسُ من الروَّاد منذ فتحه بعد صلاةِ التراويح، وكان الوجيهُ فوزي كانو، والسيد نبيل نجل الوجيه خالد كانو في مقدمه مستقبلي زوَّار المجلس، كما حرص أفرادُ هذه العائلةِ الاقتصاديَّة العتيدة بمختلف أعمارهم على الوجود والتفاعل مع مختلف الحضور.
مجموعةُ «كانو» تعد إحدى رموزِ الشركاتِ العائلية على مستوى البحرين والخليج العربي، لذلك كان مجلسُهم عامرًا بممثلي الصحفِ المحليَّة الذين كانوا يبحثون عن غايتِهم في الحصولِ على صيدٍ ثمينٍ من الضيوفِ من رجالاتِ السياسةِ والاقتصاد والسفراء وممثلي السفارات العربية والأجنبية، الذين انشغلوا في الأحاديثِ الجانبيةِ بشأن مختلف الموضوعات والقضايا، وأعربوا عن سعادتهم بعودة المجالس الرمضانية.
حديثٌ مطوَّل عن الحرب الروسيَّة الأوكرانيَّة
ودار حديثٌ مطوَّل بين الأستاذ أنور عبدالرحمن والسفير رودي دراموند سفير المملكةِ المتحدةِ لدى مملكة البحرين حول تطورات الحرب الأوكرانيَّة الروسيَّة وتأثيراتها السلبية في جميعِ دول العالم.
وبدأ الأستاذُ أنور عبدالرحمن حديثه قائلا: «لا توجد أيُّ دولة في العالم يمكن أن تستفيدَ من الحرب، الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وأنه آن الأوانُ أن تتوقفَ هذه الحربُ في أسرع وقت.
واتفق معه السفيرُ البريطاني في هذا الشأن، مؤكدا أنه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوقف عن الاستمرارِ في الحرب على أوكرانيا وأن ينسحبَ من الأراضي الأوكرانية، خاصة أنه هو الذي بدأ هذا العدوانَ، منوهًا إلى أن الأوكرانيين أثبتوا قدرتهم على الصمودِ في مواجهةِ الهجماتِ الروسية بصورةٍ فاقت توقعاتِ الروس أنفسهم، مؤكدا أن موسكو لن تكون قادرةً على مواجهةِ الناتو.
وأكد السفير دراموند أن بوتين ارتكب خطأ استراتيجيًّا، حيث لم تكن لروسيا حدود مباشرة مع الناتو ما قبل حربه على أوكرانيا، ولكنه وضع نفسَه في مواجهةٍ مباشرة مع الناتو مع احتلاله لأوكرانيا.
وشدَّد على أنه يجبُ الوصولُ إلى حلٍ سلمي لهذه الأزمة في مرحلة ما من الصراع، لافتا إلى أنهم سيتابعون مدى التقدُّمِ الحاصل خلال الأشهر القادمة، رافضًا أن تكونَ هناك شروطٌ روسيَّة مسبقة قبل الجلوس للحوار.
وبشأنِ التلويحِ بالأسلحةِ النووية في الأزمة قال السفير البريطاني إن بوتين يدركُ أنه يخسرُ على الأرض في أوكرانيا ولكنه يرفضُ الاعترافَ بذلك، مشددًا على أنه يجبُ الوقفُ الفوري للتهديد باستخدام أسلحة الدمار الشامل في هذه الأزمة، لأنها ستعقِّدُ الصراعَ.
وحول تقييمه لدورِ الصين في إيجاد حل للأزمة الروسية الأوكرانية، أشار السفير دراموند إلى أن الصينَ عضوٌ في مجلس الأمن، وفي الآونة الأخيرةِ تقومُ ببعض الخطوات على الصعيدِ الإقليمي، ولكنها لم تتخذ خطواتٍ سابقة في الأزماتِ الدولية، ونحن سنتابعُ ما تقوم به من خطواتٍ في هذا الشأن، مضيفًا أنه يعتقدُ أن الصينَ تسيرُ بخطواتٍ محسوبةٍ من أجل مكاسبِها الاقتصاديَّة، حيث تتطلعُ إلى الحصول على الغاز الروسي بأسعارٍ منخفضة، وكذلك تتحسبُ من إمداد روسيا بالأسلحة، لأنه ليس من مصلحتها أن تنتصرَ موسكو في هذه الحرب.
وتطرق السفيرُ البريطانيُّ إلى أن روسيا اضطرت إلى الحل السياسيِّ في أفغانستان بعد 10 سنوات من الخسائرِ العسكريَّةِ والاقتصاديَّة التي ألمَّت بها خلال الحرب السوفيتية الأفغانية، كما أن روسيا احتاجت عقودًا من أجل الحصولِ على القبول الدولي بعد هذه الحرب.
وعلَّق الأستاذُ أنور عبدالرحمن قائلا: «إن التاريخَ يثبتُ أن الحروبَ والتحركاتِ العسكريَّةِ لا يمكنُ أن تخلقَ سلامًا، وأن الحلَ لا بد أن يبدأ من خلالِ التفاوض، وعلى كل من روسيا وأوكرانيا أن يستعدان إلى مرحلةِ التفاوض»، وأيده السفير البريطاني في ذلك.
وفي ختام حديث السفير البريطاني أكد أنه يقضي الأشهرَ الأخيرة له في البحرين بعد أن أمضى 4 سنواتٍ سفيرًا للمملكة المتحدة لدى البحرين، ودعاه رئيسُ التحرير إلى زيارة «أخبار الخليج»، حيث رحب السفيرُ بذلك على الرغم من عدمِ اتفاقه مع بعض ما ينشرُ في الجريدة، ولكن أنور عبدالرحمن أكَّد له أن «أخبارَ الخليج» تحرصُ على عرض كل وجهات النظر على صفحاتِها.
سعادة السفيرة الإيطالية
على مقربةِ من ذلك، كان الوجيهُ فوزي كانو يرحبُ بالسيدة باولا أمادي سفيرةِ الجمهوريَّةِ الايطاليَّةِ التي أبدت سعادتها بزيادة معدلات الرحلات الجويةِ المباشرة بين البحرين وإيطاليا، وحرص عديد من البحرينيين على زيارة إيطاليا، منوهة بسماتِ الشعبِ البحريني المتسامح.
السفيرُ الألمانيُّ يتعرفُ على التقليد البحريني الفريد
وحرص السفيرُ الألماني كليمنس هاخ على زيارةِ مجلس عائلة كانو في أول رمضان يقضيه في مملكة البحرين بعد توليه مهام عمله كسفيرٍ لبلاده لدى المملكة، وأبدى سعادته بالالتقاء بفئات المجتمعِ البحريني في المجالس الرمضانية، والتعرف على هذا التقليد الفريد.
فوزي كانو: العملُ الخيريُّ ضريبةٌ
نتطوَّعُ بها لأجل البحرين
الوجيه فوزي كانو نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة يوسف بن أحمد كانو ورئيس مجلس إدارة جمعية البحرين الخيرية، اختص «أخبار الخليج» بلقاءٍ خاص على هامش المجلس مؤكدا أن هذه مناسبةٌ كريمةٌ وتقليدٌ بحريني نحرصُ عليه منذ الأجداد والآباء، الذين كانوا يفتحون المجلس يومين أسبوعيا خلال شهر رمضان، ولكن بعد جائحة كورونا صرنا نفتح المجلس يومًا واحدا.
وأعرب عن سعادته بتشريفِ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للمجلس بحضور الوزراء، معربًا عن شكره وتقديره لسموه بأن يكونَ مجلس عائلة كانو هو أولُ المجالس التي يتشرفُ بزيارة سموه خلال هذا الشهر الفضيل.
وقال إن أهلَ البحرين الطيبين يحرصون على التزاور والالتقاء، ولكن جائحة كورونا منعتهم من فتح مجالسهم على مدار السنوات الثلاث الماضية، ولكن بعد زوال هذه الجائحة، عادت الوجوهُ الطيبةُ للالتقاء من جديد، حيث استقبل المجلسُ كلَّ أطيافِ المجتمع.
وأكَّد الوجيهُ فوزي كانو أن المجالسَ الرمضانيَّةَ من التراثِ البحرينيِّ الأصيل الذي توارثناه جيلا بعد جيل، منوهًا بحرصِ الصحافةِ البحرينية على متابعة هذه المجالس ونقلها إلى المتابعين، كما أشاد بحرصِ الأستاذ أنور عبدالرحمن على الاهتمام بتغطية نشاط المجالس الرمضانيَّة.
وحول اهتمام عائلة كانو بالعمل الخيري، أشار إلى أن عائلةَ كانو تحرصُ على مواصلةِ العمل الخيري منذ بدأت عملها في مملكة البحرين، ووصية جدنا يوسف بن أحمد كانو كانت هي المحافظةُ على الأعمالِ الخيرية، لأنها الوسيلة التي يمكن من خلالها أن نخدمَ بها هذا البلدَ الطيب، وأهلَه الكرام، ونحن نعتبرها الضريبةَ التي نتطوع بها لخدمة هذا البلد المعطاء.
ونوَّه بدورِ قادة البحرين في تشجيع العائلة على العمل الخيري، ولولا تجاوبُ حكامنا وشعب البحرين الطيب والكريم مع مبادراتنا لم نكن لنستمر، مشددًا على أهمية العمل الخيري الذي ينعكس إيجابًا على كل من يقومون به، لأن التطوع في الخير هو أمر يحضنا عليه دينُنا الحنيف.
وأشار الوجيه فوزي كانو إلى الدور الذي تقومُ به جمعيةُ البحرين الخيرية منذ أربعة عقود في دعم قطاع العمل الخيري والرفع من مستوى خدماته، ونجاحها الباهر في الجائزة الأولى التي أطلقتها في عام 2021 باسم المغفور له أحمد علي كانو للتميّز في العمل الخيري والجائزة الثانية باسم الراحل عبد الله بن علي كانو طيَب الله ثراه للإعلام التطوعيّ والخيريّ والتي أطلقتها الجمعيةُ العام الماضي.
كما أطلقت الجمعيةُ جائزةً تحت مسمّى: «جائزة يوسف بن أحمد بن علي كانو للابتكارِ والإبداع في العمل التطوعي»، وذلك تخليدًا لروح الراحل يوسف بن أحمد بن علي كانو، مؤكدًا أن الهدفَ من هذه الجوائزِ هي تشجيعُ الأجيال الجديدة على العمل التطوعي والخيري والتمسك بها.
وتطرق إلى تكفُّله ببناء مسجد جديد في «مدينة سلمان» وصالتي مناسبات متعددة الأغراض ومحلات تجارية وقف لله، لخدمةِ سكان المدينة.
وحول حرص السفراء على زيارة المجلس، قال الوجيه فوزي كانو: «إن السفراءَ ورؤساءَ البعثات الدبلوماسية يحرصون على زيارة المجالس الرمضانية لأنهم يمثلون حلقةَ الوصل مع بلدانهم، ويحرصون على التواصل والتعرف على ثقافة البلد التي يوجدون فيها».
وبشأن الحضور الشبابي في المجلس، أكد فوزي كانو أننا نحرصُ على نقل هذه القيم إلى الأجيال الجديدة، والآن الجيل السادس من عائلة كانو يوجد باستمرار في مجالسِنا ليواصلَ السيرَ على نهج الآباء والأجداد.
المسقطي وأهمية المجالس الرمضانية
وحرص خالد المسقطي رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بمجلس الشورى على اصطحابِ نجليه معه أثناء زيارة مجلس عائلة كانو، مؤكدًا أن المجالسَ الرمضانية هي تقليدٌ بحريني عريق تتوارثه الأجيالُ المتعاقبة، وتسهمُ في تعزيز العلاقات بين أبناء المجتمع البحريني الذي يتميز بقيم التسامح والتعايش والأخوة.
وقال: «إننا تربينا على أن «مجالسنا مدارسنا» لأن للمجالس دورا وطنيا واجتماعيا في ترسيخ أسس المكاسب الوطنية وتعزيز اللحمة الوطنية، والتقارب الأسري والاجتماعي، وهذا نهج شجعته القيادةُ الحكيمة لمملكة البحرين»، مشيدًا بحرص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد رئيس مجلس الوزراء على زيارة المجالس خلال شهر رمضان الفضيل.
وقال المسقطي: «إن المجتمعَ البحريني يتسمُ بميزةٍ اجتماعية رائعة توارثها الأبناء من الآباء والأجداد، إذ تفتحُ أبوابَ مجالسها الرمضانية، لتستقبلَ الأهالي والضيوف من مختلف مناطق البلاد»، منوهًا بحرص مختلف العوائل البحرينية على تشجيع الأجيال الجديدة على الانخراطِ في حضورِ هذه المجالسِ للتعرفِ على التراثِ البحرينيِّ والقيمِ والعادات التي تميَّزت بها المملكةُ على مدار تاريخها.
.jpg)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك