العدد : ١٧٠٧٥ - الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٥ - الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

المال و الاقتصاد

في منتدى «الملكية الفكرية» حول «الموهبة والإبداع» بغرفة التجارة:

كتب‭: ‬محمد‭ ‬الساعي تصوير‭: ‬روي‭ ‬ماثيوس

الأحد ١٢ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

دعم المبدعين حجر الزاوية لبناء اقتصاد المعرفة والتنمية المستدامة


 

خلص‭ ‬منتدى‭ ‬اليوم‭ ‬الخليجي‭ ‬للموهبة‭ ‬والابداع‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬الجمعية‭ ‬البحرينية‭ ‬للملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬صباح‭ ‬امس‭ ‬ببيت‭ ‬التجار،‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬منظومة‭ ‬الابداع‭ ‬والابتكار‭ ‬تعتبر‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة،‭ ‬وهي‭ ‬أحد‭ ‬المؤشرات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬الدولة‭ ‬متقدمة‭ ‬او‭ ‬نامية‭. ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬مؤشرات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مقومات‭ ‬منها‭ ‬قياس‭ ‬الإنتاجية‭ ‬من‭ ‬الابداعات‭ ‬والابتكار‭ ‬وريادة‭ ‬الاعمال‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬وثيقة‭ ‬بين‭ ‬دعم‭ ‬الموهوبين‭ ‬وتطوير‭ ‬امكانياتهم،‭ ‬مع‭ ‬تحقيق‭ ‬اهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬يسعى‭ ‬اليها‭ ‬162‭ ‬بلدا‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬انه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬رفاهية‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬افراد‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬الابداع،‭ ‬لأنهم‭ ‬سيكونون‭ ‬الاقدر‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬المتزايد‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات‮»‬‭.‬

 

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تعتبر‭ ‬فيه‭ ‬البحرين‭ ‬اول‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬لديها‭ ‬نظام‭ ‬متكامل‭ ‬لرعاية‭ ‬الموهوبين،‭ ‬فإن‭ ‬الدراسات‭ ‬تؤكد‭ ‬ان‭ ‬نسبة‭ ‬المبدعين‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الرجال‭. ‬ولكن‭ ‬بالمقابل‭ ‬تدل‭ ‬الدراسات‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الرجال‭ ‬أكثر‭ ‬حصدا‭ ‬للتكريم‭ ‬والجوائز‭ ‬من‭ ‬النساء‭.  ‬

وشارك‭ ‬في‭ ‬الفعالية‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬المتحدثين‭ ‬والخبراء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تربية‭ ‬ورعاية‭ ‬الموهوبين‭. ‬وشمل‭ ‬المنتدى‭ ‬باقة‭ ‬من‭ ‬المحاضرات‭ ‬وورشة‭ ‬تدريب‭ ‬استهدفت‭ ‬تنمية‭ ‬مهارات‭ ‬الابتكار‭ ‬والابداع‭ ‬لدى‭ ‬المشاركين‭.‬

وفي‭ ‬كلمتها‭ ‬الافتتاحية‭ ‬أوضحت‭ ‬رئيسة‭ ‬الجمعية‭ ‬أسماء‭ ‬النجدي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬يأتي‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬الخليجي‭ ‬للموهبة‭ ‬والابداع،‭ ‬حث‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬الابداع‭ ‬والابتكار‭ ‬والموهبة‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬واكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬وتوظيفها‭ ‬واستثمارها‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬اهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬

متطلبات‭ ‬القرن

من‭ ‬جانبها،‭ ‬ألقت‭ ‬الدكتورة‭ ‬أمثال‭ ‬العيفان‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬محاضرة‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الابداع‭ ‬والابتكار‭.. ‬ماذا‭ ‬ولماذا‭- ‬استراتيجية‭ ‬التفكير‭ ‬الابداعي‮»‬‭. ‬مستهلة‭ ‬بالإشارة‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الدراسات‭ ‬تؤكد‭ ‬ان‭ ‬نسبة‭ ‬المبدعين‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الرجال‭. ‬ولكن‭ ‬بالمقابل‭ ‬تدل‭ ‬الدراسات‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الرجال‭ ‬المبدعين‭ ‬أكثر‭ ‬حصدا‭ ‬للتكريم‭ ‬والجوائز‭ ‬من‭ ‬النساء‭.  ‬

وقالت‭ ‬ان‭ ‬أهمية‭ ‬الابداع‭ ‬تضاعفت‭ ‬وباتت‭ ‬ضرورة‭ ‬للجميع‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب،‭ ‬أولها‭ ‬انه‭ ‬بات‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬متطلبات‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬الذي‭ ‬يتميز‭ ‬بأربع‭ ‬مهارات‭ ‬أساسية‭ ‬هي‭ ‬الابداع‭ ‬والتفكير‭ ‬الناقد‭ ‬والتعاون‭ ‬والتواصل‭.‬

والسبب‭ ‬الاخر‭ ‬ان‭ ‬منظومة‭ ‬الابداع‭ ‬والابتكار‭ ‬تعتبر‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة‭ ‬واحد‭ ‬المؤشرات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬الدولة‭ ‬متقدمة‭ ‬او‭ ‬نامية‭. ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬مؤشرات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مقومات‭ ‬منها‭ ‬قياس‭ ‬الإنتاجية‭ ‬من‭ ‬الابداعات‭ ‬والابتكار‭ ‬وريادة‭ ‬الاعمال‭.‬

أضف‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬ان‭ ‬الابداع‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬الحياة‭ ‬والاحداث‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭. ‬وقد‭ ‬افرزت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬الإبداعية‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬نتيجة‭ ‬التحديات‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬الابداع‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابا‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمع‭. ‬فعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الفرد،‭ ‬يرفع‭ ‬مستوى‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس،‭ ‬ويساعد‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬الذات،‭ ‬ويعزز‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية،‭ ‬ويساعد‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬المشكلات،‭ ‬ويطور‭ ‬من‭ ‬الإنتاجية‭. ‬

وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬المجتمع،‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬الجديدة،‭ ‬ويرفع‭ ‬القيمة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويعزز‭ ‬الخبرات‭ ‬والكفاءات،‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬اقتصاد‭ ‬الدولة‭.‬

وأشارت‭ ‬الدكتورة‭ ‬أمثال‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الابداع‭ ‬هو‭ ‬القاعدة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تنطلق‭ ‬منها‭ ‬مفاهيم‭ ‬الاختراع‭ ‬والابتكار‭ ‬وريادة‭ ‬الاعمال‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬يعتبر‭ ‬الاختراع‭ ‬امرا‭ ‬جديدة‭ ‬لا‭ ‬سابق‭ ‬له،‭ ‬يأتي‭ ‬الابتكار‭ ‬ليجدد‭ ‬او‭ ‬يطور‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬اختراعه،‭ ‬ثم‭ ‬تأتي‭ ‬ريادة‭ ‬الاعمال‭ ‬كفرصة‭ ‬للدخول‭ ‬الى‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الابتكار‭ ‬والاختراع‭.‬

كما‭ ‬ان‭ ‬الابداع‭ ‬مرتبط‭ ‬أكثر‭ ‬بالمستوى‭ ‬الفردي،‭ ‬والابتكار‭ ‬بالمستوى‭ ‬الجماعي،‭ ‬لذلك‭ ‬نقول‭ ‬شخص‭ ‬مبدع‭ ‬وشركة‭ ‬مبتكرة‭. ‬والى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬يعتبر‭ ‬الابداع‭ ‬مهارة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬فطرة‭ ‬لدى‭ ‬الفرد‭. ‬واغلب‭ ‬الأفكار‭ ‬الإبداعية‭ ‬تبدأ‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬اللاوعي‭. ‬لذلك‭ ‬قد‭ ‬تأتي‭ ‬الفكرة‭ ‬المبتكرة‭ ‬للإنسان‭ ‬حتى‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬النوم‭. ‬وهنا،‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬يتبع‭ ‬المنتج‭ ‬او‭ ‬الفكرة‭ ‬الأصلية‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الابتكار‭ ‬والتحسين‭. ‬

وتساءلت‭ ‬المحاضرة‭: ‬سنويا‭ ‬تتخرج‭ ‬اعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الخريجين‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬فرص،‭ ‬فما‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الشخص‭ ‬مبدعا‭ ‬دون‭ ‬غيره؟‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬المجموع‭ ‬والتحصيل‭ ‬العلمي؟‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬اكمال‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬اقل؟‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الفرص‭ ‬والبعثات‭ ‬الدراسية؟

وأضافت‭: ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬إيجابي‭ ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬ليكون‭ ‬الشخص‭ ‬مبدعا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬مهارات‭ ‬أساسية‭ ‬تركز‭ ‬عليها‭ ‬كبريات‭ ‬الشركات‭ ‬عند‭ ‬اختيار‭ ‬الموظفين‭ ‬منها‭: ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭ ‬بطريقة‭ ‬إبداعية،‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬المختلفة،‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الاتيان‭ ‬بأفكار‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العصف‭ ‬الذهني‭.‬

وعقب‭ ‬المحاضرة‭ ‬أدار‭ ‬الدكتور‭ ‬أمثال‭ ‬العيفان‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬حول‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭ ‬بطريقة‭ ‬إبداعية‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬مناقشة‭ ‬المشكلة‭ ‬وتحديد‭ ‬الأسباب‭ ‬والحلول‭ ‬الممكنة‭ ‬ووضع‭ ‬المعايير‭ ‬المناسبة‭ ‬لاختيار‭ ‬الحلول،‭ ‬ثم‭ ‬انتقاء‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭ ‬ووضع‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬للتطبيق‭.‬

سمات‭ ‬الموهوب

بدورها‭ ‬القت‭ ‬اخصائية‭ ‬تربية‭ ‬الموهوبين‭ ‬الدكتورة‭ ‬لولوة‭ ‬الفاضل‭ ‬محاضرة‭ ‬حول‭ ‬‮«‬تربية‭ ‬الموهوبين‭ ‬ودور‭ ‬المجتمع‮»‬،‭ ‬تطرقت‭ ‬فيها‭ ‬الى‭ ‬أبرز‭ ‬سمات‭ ‬الموهوبين‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬تقسيمها‭ ‬الى‭ ‬سمات‭ ‬عقلية‭ ‬وأخرى‭ ‬نفسية‭. ‬ومن‭ ‬السمات‭ ‬العقلية‭ ‬القدرة‭ ‬العقلية‭ ‬العالية،‭ ‬حسب‭ ‬الاستطلاع‭ ‬والفضول،‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬المشكلات،‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬حلول‭ ‬مبتكرة‭. ‬

ومن‭ ‬السمات‭ ‬النفسية‭ ‬الشعور‭ ‬بالاختلاف‭ ‬عن‭ ‬الاخرين،‭ ‬والميل‭ ‬للوحدة،‭ ‬وحسن‭ ‬الفكاهة‭.‬

ولفتت‭ ‬الفاضل‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الموهوبين‭ ‬لديهم‭ ‬احتياجات‭ ‬ربما‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬غيرهم،‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭ ‬الوعي‭ ‬بطبيعة‭ ‬هذه‭ ‬الاحتياجات‭ ‬وتلبيتها،‭ ‬والا‭ ‬تحول‭ ‬الامر‭ ‬الى‭ ‬مشكلة‭. ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬بمكان‭ ‬معرفة‭ ‬هذه‭ ‬التفاصيل‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الكافي‭ ‬للموهوب‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يقود‭ ‬الى‭ ‬محور‭ ‬هام‭ ‬هو‭ ‬المساندة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬منظومة‭ ‬من‭ ‬التفاعلات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مع‭ ‬الاخرين‭ ‬وتشمل‭ ‬علاقات‭ ‬ممتدة‭ ‬يثق‭ ‬بها‭ ‬الفرد‭ ‬ويشعر‭ ‬بانه‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭.‬

وتشمل‭ ‬المساندة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ثلاثة‭ ‬ابعاد،‭ ‬هي‭ ‬المساندة‭ ‬الوجدانية‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬التقبل‭ ‬والاهتمام‭ ‬والرعاية‭ ‬والمحبة‭. ‬والمساندة‭ ‬المادية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركة‭ ‬الموهوب‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬يتميز‭ ‬به‭. ‬والمساندة‭ ‬المعلوماتية‭ ‬بتقديم‭ ‬المشورة‭ ‬والنصح‭ ‬والمعلومات‭ ‬وادماجه‭ ‬بالفعاليات‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬تنمي‭ ‬موهبته‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمصادر‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أوضحت‭ ‬الدكتورة‭ ‬الفاضل‭ ‬ان‭ ‬الوالدين‭ ‬يلعبان‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المساندة‭ ‬للطفل،‭ ‬ثم‭ ‬الاسرة،‭ ‬يليهم‭ ‬المعلمون‭ ‬والزملاء‭ ‬والأصدقاء‭. ‬وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬برزت‭ ‬السوشل‭ ‬ميديا‭ ‬كأحد‭ ‬وسائل‭ ‬الدعم،‭ ‬حيث‭ ‬بات‭ ‬الصغار‭ ‬يكونون‭ ‬علاقات‭ ‬افتراضية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬عليهم‭ ‬وعلى‭ ‬قدراتهم‭.‬

واختتمت‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬النقطة‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الموهوب‭ ‬هو‭ ‬الوعي‭ ‬بتميزه‭ ‬واحتياجاته‭ ‬وبأهمية‭ ‬مساندته،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬السمات‭ ‬السلبية‭ ‬مثل‭ ‬صعوبة‭ ‬الاندماج‭ ‬مع‭ ‬الغير‭ ‬والشعور‭ ‬بالاختلاف‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬برامج‭ ‬ارشادية‭ ‬تعالج‭ ‬الانعكاسات‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬الموهوب‭.‬

تحديات‭ ‬الموهوبين

وفي‭ ‬الفقرة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬المنتدى‭ ‬حاضرت‭ ‬الخبيرة‭ ‬التربوية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬الابداع‭ ‬والمواهب‭ ‬الدكتورة‭ ‬بدور‭ ‬بوحجي‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الموهوبون‭ ‬واهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬وأكدت‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬حديثها‭ ‬ان‭ ‬البحرين‭ ‬تعتبر‭ ‬اول‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬تمتلك‭ ‬نظاما‭ ‬واحدا‭ ‬لرعاية‭ ‬وتنمية‭ ‬الموهوبين‭. ‬وان‭ ‬أحد‭ ‬اهم‭ ‬معيقات‭ ‬تحقيق‭ ‬مفاهيم‭ ‬الاستدامة‭ ‬والرؤى‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬رعاية‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬الموهوبين‭. ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الموهبة‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬اعداد‭ ‬المبتكرين‭ ‬والمبدعين،‭ ‬ويوفر‭ ‬بيئة‭ ‬مناسبة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مثيرات‭ ‬مختلفة‭ ‬تستثير‭ ‬قدراتهم‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬ذلك‭ ‬يشجع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتربوية‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬مفاهيم‭ ‬الابتكار‭ ‬والقيادة‭ ‬واكتشاف‭ ‬الموهوبين‭.‬

واستشهدت‭ ‬بوحجي‭ ‬بتعريف‭ ‬ميرلاند‭ ‬الذي‭ ‬يتبناه‭ ‬مكتب‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الامريكية‭ ‬والذي‭ ‬يشير‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬المبدعين‭ ‬والموهوبين‭ ‬هم‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يملكون‭ ‬قدرات‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬اداءاتهم‭ ‬المتميزة،‭ ‬وتشمل‭ ‬أحد‭ ‬او‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬السمات‭ ‬التالية‭: ‬القدرات‭ ‬العقلية‭ ‬واللغوية‭ ‬العالية‭. ‬القدرة‭ ‬الاكاديمية‭ ‬والتميز‭ ‬في‭ ‬اختبارات‭ ‬الذكاء‭. ‬القدرة‭ ‬القيادية‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات‭. ‬المهارات‭ ‬الفنية‭ ‬والادائية‭. ‬والقدرات‭ ‬المكانية‭ ‬والجسمية‭. ‬

وأضافت‭: ‬تبرز‭ ‬هنا‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الموهوبين‭ ‬واهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬حيث‭ ‬يسعى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬162‭ ‬بلد‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬لتحقيق‭ ‬اهداف‭ ‬هذه‭ ‬التنمية‭. ‬ولكن‭ ‬مازالت‭ ‬هناك‭ ‬فجوات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬تورانس‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬رفاهية‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬الابداع،‭ ‬لأنهم‭ ‬سيكونون‭ ‬الاقدر‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬المتزايد‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات‭.‬

واستعرضت‭ ‬بوحجي‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يواجهها‭ ‬الموهوبون‭. ‬ومنها‭:‬

المثالية‭ ‬الزائدة‭ ‬والسعي‭ ‬نحو‭ ‬الكمال،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬سوء‭ ‬التكيف‭ ‬النفسي‭ ‬او‭ ‬الفشل‭. ‬التوقعات‭ ‬العالية‭ ‬من‭ ‬الوالدين‭ ‬مما‭ ‬يربك‭ ‬الموهوب‭ ‬ويعيق‭ ‬تقدمه‭. ‬العزلة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والوقوع‭ ‬ضحية‭ ‬لتقلب‭ ‬المزاج‭ ‬والاكتئاب‭. ‬الحساسية‭ ‬المفرطة‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتقاد‭ ‬الدائم‭ ‬للذات‭ ‬ومراقبة‭ ‬السلوك‭. ‬تعدد‭ ‬الاهتمامات‭ ‬والقدرات‭. ‬النظرة‭ ‬السلبية‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الافراد‭ ‬لهم‭ ‬مثل‭ ‬وصفهم‭ ‬بمدمني‭ ‬العمل‭ ‬مما‭ ‬يقود‭ ‬الى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬العزلة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والإحباط‭. ‬

واختتمت‭ ‬الدكتورة‭ ‬بدور‭ ‬بوحجي‭ ‬بتلخيص‭ ‬ابرز‭ ‬حاجات‭ ‬الموهوبين‭ ‬والمبدعين‭ ‬ومنها‭: ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬الخبرات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬قدراتهم،‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬تنمية‭ ‬مهارات‭ ‬التفكير‭ ‬العليا،‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭ ‬التي‭ ‬تبرز‭ ‬قدراتهم‭ ‬وتطورها،‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬الاندماج‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬تطوير‭ ‬مفاهيم‭ ‬إيجابية‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬عواطفهم‭ ‬ومشاعرهم،‭ ‬والحاجة‭ ‬الى‭ ‬اكتساب‭ ‬مهارات‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا