زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
ونفقت بنت الـ ***
ملك الملوك إذا وهب/ لا تسألن عن السبب/ الله يعطي من يشاء/ فكُن على حسن الأدب.
ورثت الأمريكية غيل بوسنر عن والدها ثروة ضخمة، أكبر بكثير من تلك التي ورثها أبو الجعافر عن والده، ما جعله هدفا للحسناوات والشمطاوات الحالمات برغد العيش، ولولا أنهن عرفن أن أبا الجعافر خرج من السجن قبل وفاة والده بأسبوع واحد لتجاذبنه كما تجاذبت فتيات الجزائر تامر حسني وقطعن ملابسه للتبرك بها عندما نزل في مطار العاصمة الجزائر قبل عدة أعوام.
غيل بوسنر ورثت ملايين الملايين وأكثر من بيت فخم، وكان عقد ماس واحد حول عنقها يساوي من حيث القيمة النقدية، ما ورثه جعفر وما سيرثه أحفاد أحفاده على مدى القرون الثلاثة المقبلة، وعاشت حياة البذخ وهي تنفق إنفاق من لا يخشى الفقر، ثم «نفقت» السيدة بوسنر عن 67 سنة. العرب تقول مات فلان ولا تقول مات الحمار أو الكلب أو الضفدع بل تقول نفق الحمار/ الكلب/ الضفدع، فهل وصفت وفاة بوسنر بالنفوق لأنني حاقد وحاسد؟ جائز، بس واصلوا قراءة هذا المقال لتعرفوا أن مثلها يقال عنه انه «نفق»، عندما يرحل عن الدنيا.
عندما نفقت غيل فوجئ المحامي الخاص بها بأنها أوصت بـ12 مليون دولار لكلابها الثلاثة، و25 مليون دولار لحراس وخدم الكلاب، وكان لها ابن واحد يدعى بيرث. أتعرفون بكم أوصت بنت الك** لولدها؟ بمليون واحد!! أهه نفقت أم ماتت؟ بل تركت بيتها الضخم الفخم للكلاب والحراس والخدم ليعيشوا فيه مدى الحياة.
قبل نفوقها كانت غيل بوسنر هذه تستعين بـ«خبير رعاية» ليشرف على كلبها المسمى كونشيتا ليفوز بلقب أكثر كلب مدلل في العالم. وطبعا الخبراء «يعجبوك»، وبالتالي فقد أوصى الخبير بأن تكون قلادة كونشيتا مرصعة بالماس الحر وأن يكون له حلاق خاص وحوض جاكوزي خاص (أعرف أن 90% من القراء لم يروا الجاكوزي بالعين المجردة وأن نحو 40% منهم لا يعرفون ما يكون هذا الجاكوزي الذي كانت تتباهى به بعض الفنادق، وصار الآن متاحا في كثير من البيوت «الراقية». وقد كتبت عدة مقالات في الصحف السودانية متباهيا بأنني ورئيس الجمهورية السابق المشير عمر البشير نعيش في نفس الحي. بالتحديد نزح كلانا الى نفس الحي الذي يصفه الناس بالرقي، وبكل فخر وقتها كنت قد أكملت بناء بيتي بينما بيت الرئيس ظل قيد الإنشاء. الإنجاز الحقيقي الذي يدعوني إلى التباهي هو أن المقاول الذي كان يبني بيت الرئيس هو نفس المقاول الذي بنى بيتي. واكتمل بيتي قبل أن يصل بيت السيد الرئيس مرحلة الطلاء!! وكنت قد قلت للمقاول إنني لا أريد أي حوض بانيو في بيتي بل سأكتفي بالدُش، وعند تسلمي للبيت فوجئت بأن حمام غرفة النوم الرئيسية يضم حوضا لا هو مثلث ولا هو ربع دائرة فسألته: شنو ده؟ فقال: جاكوزي، فسألته مجددا: ما هي وظيفة الجاكوزي؟ فشرع يفتح عددا من الحنفيات ورأيت الماء يتلاطم متدفقا من عدة اتجاهات والمقاول ينتظر مني كلمة تنم عن الشكر والتقدير فقلت له: ومن قال لك إنني أريد أن أتجكوز؟ أنا استمتع بأن يأتي الماء على رأسي وجسمي من أعلى وليس أن يزغزغني من مختلف الاتجاهات؟ باختصار يا فقراء يا غلابة فالجاكوزي عبارة عن حوض بانيو تدخله المياه بشكل عشوائي مزعج ولا قيمة له من حيث النظافة بل فقط من حيث «الوجاهة»!!). بيتي هذا صار في خبر كان لأن معظمه راح ضحية الحرب الدائرة في بلادي.
وبالمقابل انظروا ماذا أعلن الرجل الفنجري الجواد بيل غيتس أغنى أغنياء العالم (70 مليار دولار) قال إنه سيترك لكل من عياله الاثنين 14 مليون دولار وبقية ثروته لمكافحة الفقر والمرض. وغيل زفت تلك تريد ان تتفشخر وهي في قبرها بان كلابها مدللة. هي صنف من الأغنياء تؤكد تصرفاتهم أنهم لا يستحقون النعمة لأنهم لا يحسنون توظيفها.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك