أكد المقاتل البحريني محمد السميع، لاعب فريق KHK، أن مسيرته الاحترافية ما كانت لتتطور بهذه الوتيرة لولا الدعم الكبير الذي يتلقاه من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، موضحًا أن المشروع وفّر له بيئة تدريبية متكاملة أسهمت في صقل مهاراته، ومنحته في الوقت ذاته الثقة التي يحتاجها لمواصلة بناء نفسه داخل القفص، لافتًا إلى أن هذا الدعم كان العامل الأبرز في ارتفاع مستواه واكتسابه خبرة أعمق في مواجهة مقاتلين من مدارس مختلفة.
وأوضح السميع أن رحلته في عالم الفنون القتالية لم تكن سهلة، لكنها كانت مليئة بالشغف والرغبة في إثبات الذات، مؤكدًا أن كل محطة صعبة مرّ بها صاغت جزءًا من شخصيته كمقاتل يبحث باستمرار عن التطور، وهو ما يعكسه انضباطه اليومي ورغبته الدائمة في الظهور بأفضل صورة تمثّل البحرين في المحافل الدولية.
وفي هذا الحوار الذي أجراه «أخبار الخليج الرياضي»، يتحدث السميع بشفافية عن بداياته، وتحوّل شغفه إلى احتراف، وعن تجربته في BRAVE 100 التي خطف فيها الأنظار، كما يكشف عن طموحاته المقبلة ورؤيته لمستقبل اللعبة في البحرين.
- بداية، كيف تعرف محمد السميع للجمهور، وما الذي جذبك إلى عالم الفنون القتالية المختلطة؟
} أرى نفسي أولًا كشخص يعشق الرياضة بكل تفاصيلها، ووجد نفسه مرتبطًا برياضة الـMMA أكثر من غيرها، منذ بداياتي كنت أؤمن أن الاحترام هو الأساس، سواء بين المقاتلين أو اتجاه المدربين أو الجمهور، وهذا المبدأ هو الذي ساعدني كثيرًا في رحلة التطور.
ما جذبني إلى الـMMA تحديدًا هو مزيج القوة والانضباط فيها، حيث أحببت فكرة أن المقاتل لا يطور جسده فقط، بل عقله كذلك.
- كيف كانت أولى خطواتك في هذه الرياضة؟ وما أبرز المحطات التي شكلت مسيرتك؟
} بدأت القصة كتجربة بسيطة جدًا، لم أكن أتوقع أن يتحول الأمر إلى جزء أساسي من حياتي، كنت أتدرب على سبيل الهواية، لكن شيئًا ما بداخلي كان يدفعني لأستمر، ومع مرور الوقت شعرت بأنني أنتمي إلى هذه الرياضة، ومع أول نزال خضته، أدركت أنني أريد أن أكمل الطريق نحو الاحتراف.
أما أبرز المحطات، فبالتأكيد أول انتصاراتي في عالم الاحتراف، حيث تلك اللحظات كانت فارقة بالنسبة لي، لأنها منحتني ثقة كبيرة وأثبتت لي أن الطريق الذي اخترته كان صحيحًا، وبعد ذلك جاءت سلسلة الانتصارات المتتالية والتي رفعت سقف طموحاتي ودفعتني الى مواصلة العمل بشكل أكبر.
- حياة المقاتل مليئة بالتحديات الذهنية والبدنية.. كيف تأقلمت مع أسلوب حياة القتال؟
} الناس ترى المقاتل داخل القفص فقط، لكنها لا تعرف أن الجانب النفسي خارج القفص أهم بكثير، أنا شخصيًا مختلف خارج القفص، حيث أحب الابتعاد عن الضغوط، لكن عندما أغلق باب القفص، أدخل في عالم آخر تمامًا.
رغم هذا الاختلاف، يبقى الاحترام هو الشيء الثابت في حياتي، أتعامل مع الجميع باحترام، سواء خصوم أو جمهور أو مدربين، وهذا يجعلني متوازنًا ذهنيًا، حيث التأقلم يأتي مع الوقت، ومع كل نزال تتعلم كيف تفصل بين حياتك كمقاتل وحياتك كشخص يعيش يوميًا مثل الآخرين.
- حدثنا عن معسكرك في روسيا.. ما المكاسب التي خرجت بها؟
} معسكر روسيا من أهم التجارب في مسيرتي، فقد تعلمت هناك الكثير، سواء من المدربين أو المقاتلين الكبار الذين كنت أتدرب معهم يوميًا، حيث الاحتكاك بمقاتلين عالميين يعطيك خبرة لا يمكن أن تحصل عليها في أي مكان آخر، لأنك تتعلم تفاصيل صغيرة في القتال لا تُكتسب إلا من التجربة المباشرة.
كما أن العمل تحت إشراف النجم «الدار الداروف» أضاف لي الكثير، فهو ليس مجرد مدرب، بل قائد داخل القاعة، يزرع فيك الثقة ويجعلك تؤمن بنفسك، حيث هذا المعسكر رفع من جاهزيتي بنسبة كبيرة قبل BRAVE 100، وأشعر أنه كان نقطة تحول في مستوى أدائي.
- قدّمت نزالًا سريعًا في BRAVE 100.. كيف تصف تلك اللحظة؟
} كانت لحظة استثنائية، عندما تنهي نزالًا بهذه السرعة في أمسية تاريخية مثل BRAVE 100، أمام جمهورك وفي بلدك، تشعر بمزيج من الفخر والمسؤولية، حيث الناس قد تظن أن هناك سرًا ما، لكن الحقيقة هي أن التوفيق من الله أولًا، ثم الالتزام في التمارين وتطبيق الخطة بالشكل المناسب، كما وجودي في البحرين وبين جمهوري كان له تأثير كبير، لأن دعمهم يعطيني دائمًا دفعة تجعلني أدخل القفص بثقة أكبر.
- المشاركة في النسخة المئوية من BRAVE.. ماذا تعني لك؟
} تعني الكثير، حيث هذه النسخة ليست مجرد بطولة عادية، بل حدث تاريخي، وأن يكون اسمك ضمن مقاتلي هذه الليلة هو شرف كبير، خصوصًا أنها تحظى بزخم عالمي.
والأجمل من ذلك أنني خرجت منها بفوز سيبقى في الذاكرة، حيث بريف 100 تتميز دائمًا بالاحترافية العالية، والتنظيم الفريد، والاهتمام بكل التفاصيل، وهذا يعكس التطور الكبير للبطولة عامًا بعد عام.
- سمو الشيخ خالد بن حمد دائمًا ما يكون قريبًا من الفريق.. ماذا يمثل ذلك لك على المستوى الشخصي؟
} صراحة، لا يمكن وصف تأثير دعم سموه بالكلمات، وجود سمو الشيخ خالد بن حمد دائمًا بالقرب منا يمنحنا شعورًا بالثقة والقوة، وعندما ترى شخصًا بهذا الحجم والدور يقف معك ويشجعك، تشعر أنك مطالب بأن تُقدّم أفضل ما عندك.
وبالنسبة لي شخصيًا، أحاول دائمًا أن أرسم الابتسامة على وجه سموه من خلال أدائي داخل القفص.
- كيف ينعكس وجود سموه على معنويات المقاتلين؟
} وجوده يصنع فارقًا كبيرًا، عندما يكون سموه حاضرًا أو متواصلًا معنا بشكل مستمر، نشعر بأننا لسنا وحدنا، وأن هناك من يؤمن بنا وبقدرتنا على الوصول إلى أبعد نقطة في هذه الرياضة، حيث هذا الإحساس بالأمان والدعم يجعل كل مقاتل يدخل القفص بمعنويات مختلفة تمامًا.
- كيف ترى دور سموه في تطوير الفنون القتالية في البحرين؟
} الدور كبير جدًا، وبدون مبالغة، ما وصلت إليه البحرين في هذه الرياضة هو نتيجة دعم ورؤية سموه، وهو ما خلق بيئة تدريبية واحترافية لا تتوفر في الكثير من الدول، وأتاح الفرصة للاعب البحريني ليقف على منصات عالمية ويواجه كبار المقاتلين.
ومع استمرار هذا الدعم، أنا متأكد أننا سنشهد أبطالا بحرينيين يرفعون علم البلاد في أهم المنصات العالمية.
- بصفتك جزءًا من فريق KHK.. كيف تنظر لمنظمة BRAVE؟
} BRAVE أعطت المقاتل البحريني والعربي منصة عالمية حقيقية، هي ليست مجرد بطولة، بل مشروع متكامل يدفع بالمواهب إلى الواجهة، كما منحتنا الثقة والفرصة للمنافسة على مستوى عالمي، وهذا جعل الكثير من المقاتلين يتطورون بشكل سريع وملحوظ.
- كيف تصف انتصارك في BRAVE 100؟
} تجربة ناجحة بكل المقاييس، وأشعر بالفخر لوجودي بين أسماء عالمية كبيرة، وفوزي الأخير منحني دفعة جديدة وإصرار أكبر على الاستمرار في تحسين مستواي والوصول إلى مراحل أعلى.
- كيف تسير استعداداتك الحالية للنزال المقبل؟
} أستعد دائمًا وكأن النزال قد يكون في أي لحظة، حيث أحافظ على لياقتي وعلى تدريباتي، وأطور نقاط القوة وأعمل على نقاط الضعف، وهدفي في هذه المرحلة واضح؛ أن أكون جاهزًا للمنافسة على الحزام.
- حققت سلسلة من الانتصارات.. ما عددها؟ وما هدفك التالي؟
} الحمد لله حققت خمسة انتصارات في عالم الاحتراف، منها ثلاثة متتالية، وهدفي التالي هو مواصلة التقدم خطوة خطوة حتى أصل إلى فرصة التنافس على اللقب.
- هل ترى نفسك قريبًا من نزال على الحزام؟
} أشعر أنني اقتربت خطوة، والطريق أصبح واضحًا أمامي، لكنني أؤمن بأن كل شيء يجب أن يأتي في وقته المناسب، وعندما يحين الوقت، سأكون جاهزًا بإذن الله.
- كيف تستفيد من وجود نجوم عالميين في فريق KHK؟
} الاستفادة كبيرة جدًا، حيث التدريب مع مقاتلين عالميين يفتح لك آفاقًا جديدة، ويكشف لك أسرار اللعبة من زاوية مختلفة. كل جلسة تدريب معهم تعتبر تجربة غنية تضيف لك وتجعلك تتطور كشخص وكرياضي.
- ما دور العائلة في مسيرتك؟
} العائلة لها دور كبير، وصحيح أنهم يشعرون بالقلق والخوف من الإصابات، لكن دعمهم وتشجيعهم هو ما يجعلني قادرًا على الاستمرار. وجودهم بجانبي يخفف الكثير من الضغوط.
- الفنون القتالية لعبة خطرة.. كيف تتعامل مع هذا الجانب؟
} أرى أن كل رياضة فيها نسبة من الخطورة، لكن عندما يكون لديك هدف واضح وحلم تسعى له، تصبح قادرًا على تجاوز هذه المخاوف، كما أنا متمسك برياضة الـMMA لأنها شغفي، ولأنني أشعر أن لدي الكثير لأقدمه فيها.
- تتحدث دائمًا عن رفع علم البحرين.. كيف يتحقق ذلك داخل القفص؟
} بالنسبة لي، هذا الأمر ليس مجرد شعار، بل شعور صادق أحمله معي في كل نزال، أقاتل دائمًا وأنا أفكر في أنني أمثل بلدي، وأن كل انتصار أحققه هو للبحرين قبل أن يكون لي، وأريد للعالم كله أن يرى أن البحرين قادرة على صنع الأبطال.
- هل تفكر في نزال على الحزام؟ وما مدى إصرارك على تحقيق أول لقب عالمي للبحرين؟
} نعم أفكر، لكن كما قلت، لكل شيء وقته، حيث لا يهم من يحقق أول لقب عالمي للبحرين، الأهم هو أن يتحقق هذا الإنجاز. وبإذن الله سنصل إليه قريبًا.
كلمة أخيرة
أشكر صحيفة أخبار الخليج على هذا اللقاء المميز، وأتمنى التوفيق لجميع ممثلي البحرين في هذه الرياضة، كما أقدم شكري إلى سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة على دعمه وتشجيعه المستمر، ولجميع المدربين الذين يقفون معنا خطوة بخطوة في كل معسكر واستعداد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك