كادت أجواء الجولة الثانية من دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة تشهد مفاجأة مبكرة، بعدما تقدم فريق الشباب بشوطين نظيفين على حساب النصر، غير أن الأمور لا تقاس بالبدايات وحدها، فخواتيم المواجهة جاءت لمصلحة النصر الذي قلب الطاولة وحسم اللقاء، في المقابل جاءت نتائج المباراتين الأخريين طبيعية كما هو متوقع، وفي هذه الوقفة نمر بصورة تحليلية على مباريات الجولة الثلاث.
عبدالحسين يضبط إيقاع عالي
يمكن القول إن جاهزية فريق عالي كانت أفضل من الدير، سواء على مستوى التحضير أو نوعية العناصر، إذ قدمت كتيبة الكابتن حسين محفوظ أداء افتتاحيا مطمئنا بغض النظر عن مستوى المنافس.
وشكّل الوافدان الجديدان صانع الألعاب أحمد عبدالحسين بخبرته، وعبدالله محمد لاعب مركز (2) بحيويته وإمكاناته، إضافة فنية واضحة للفريق؛ فالأول ضبط إيقاع الفريق هجوميا، فيما أشعل الثاني المنافسة مع زميله الخبير زهير عباس، ليضع المدرب نفسه أمام وفرة خيارات هجومية، ومن الظلم أن يجلس أحدهما على مقاعد البدلاء، بعدما بات عالي يمتلك «بنك بدلاء» في أكثر من مركز، ما ينذر بموسم مختلف للفريق.
في المقابل، ظهر الدير وهو يعاني من مشكلته الأزلية المتمثلة في استقبال الكرة الأولى، ورغم ذلك قدم بعض اللمحات الهجومية المحدودة على مدار الأشواط الثلاثة، ويتطلب الأمر من صانع ألعاب الفريق علي حسين العمل أكثر على إيجاد تفاهم أفضل مع قائد الفريق ولاعب مركز (3) أحمد كريم، خصوصا أن كريم يتميز بارتقاء عالٍ يستوجب أن تصله كرات عالية تمنحه مساحة التصرف الهجومي الأمثل.
تفوق تكتيكي وتحسن تدريجي
حرص النجمة بقيادة مدربه الكابتن يوسف عبد الواحد على اللعب بأكثر من تشكيل في مباراته أمام البسيتين، لتحقيق هدفين: الوقوف على التشكيل الأساسي وزيادة مستوى الانسجام، ومنح الفرصة لبعض البدلاء والعائدين من الإصابة، مثل خالد سعود، لاكتساب حساسية المباريات الرسمية. كما بات وجود محمد محسن داخل الملعب ضرورة ملحة لدعم استقبال الكرة الأولى إلى جانب الليبرو صادق هرونة.
أما البسيتين، ورغم تلقيه الخسارة الثانية، إلا أن عناصر الكابتن إسماعيل البلوشي قدمت أداء أفضل مقارنة بالجولة الأولى أمام النصر. وبرز هجوميا الثنائي أحمد ربيعة قائد الفريق – الذي غادر اللقاء مصابا فتراجع المردود الهجومي – ومحمد جعفر. وينتظر الجميع عودة سيد نوح ليفتح جبهة هجومية ثالثة، كما ظهر لاعب مركز (3) يوسف شريف بصورة جيدة على مستوى حائط الصد. وشهد استقبال الكرة الأولى استقرارا نسبيا سهل من مهمة صانع الألعاب جعفر الحايكي الذي قدم أداء جيدا، إلا أنه أفرط في الاعتماد على أحمد ربيعة، ما تسبب في إنهاكه خلال بعض فترات المباراة.
المباريات لا تحسم بالبدايات
الأداء القوي الذي قدمه الشباب في ظهوره الرسمي الأول أمام النصر كان متوقعا في ظل الطموح الكبير الذي يعيشه النادي. وتمكن الفريق من حسم الشوطين الأول والثاني بفضل الأداء الجماعي، وكان محمد الخباز لاعب مركز (2) نجم المرحلة، في وقت ظهر فيه المحترف النيجيري صامويل بمردود متذبذب افتقد للحسم، ولا يمكن الحكم عليه مبكرا ربما لعدم اكتمال جاهزيته بعد.
ومع التقدم بشوطين نظيفين، ارتفع منسوب الثقة لدى لاعبي الشباب الذين اعتقدوا أن المباراة باتت في طريقها إليهم، غير أنهم لم يدركوا أن المواجهة لم تقل بعد كلمتها الأخيرة، وهنا برزت خبرة كل من الكابتن حسن علي مدرب النصر، ولاعبه حسين علي خليفة، في انتشال النصر من خسارة محققة، فعاد الفريق بقوة مع مشاركة جاسم تركي، وعودة فاعلية حوائط الصد التي كان لها الدور الحاسم في شل الهجوم الشبابي، الذي تراجع أداؤه في الشوطين الثالث والرابع، قبل أن يقول النصر كلمته الفصل في الشوط الحاسم.
.jpg)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك